منذ فجر التاريخ كان للمرأة المصرية دور بارز فى مختلف مجالات الحياة وقد تم اختيار يوم السادس عشر من شهر مارس لكى يكون يوم للمرأة المصرية التزاماً بقرار الأممالمتحدة الذى يحث الدول الأعضاء على الاحتفال بيوم المرأة الخاص بها على أن يكون هذا اليوم مرتبط بحدث تاريخى للبلد نفسه. ويحمل يوم 16 مارس عام 1919 علامة فارقة فى تاريخ مسيرة المرأة المصرية وهو ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، لاسيما بعد استشهاد السيدة حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن. وقد تظاهرت فى هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوى، رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطانى والاستعمار. ولم يكن خروج النساء فى هذا اليوم للمُطالبة بامتيازات لهن، وإنما خرجن للمُطالبة باستقلال الوطن وحريته. ومنذ هذا التاريخ بدأت المرأة تنظيم صفوفها. وفى اليوم نفسه أيضا، ولكن بعد مرور أربعة أعوام، نادت السيدة هدى شعراوى بمظاهرة أخرى وهى الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصرى للمرأة بقيادتها فى عام 1923وكان هدفها تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية. ومنذ ذلك اليوم قررت المرأة المصرية أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الحركة الوطنية وكانت مواقفها فى كافة الظروف رمزاً للفداء والوفاء لهذا الوطن كما كانت مثالاً رائعاً للإصرار على بلوغ أهدافها، وقد ابهرت العالم بها فى ثورة 30 يونيو 2013 وتعتبر شريك أساسى فى صنع القرار، وبالفعل نجحت فى أن تحصل على أربعة مقاعد مهمة فى آخر حكومة تم تشكيلها برئاسة المهندس إبراهيم محلب، حيث حصلت غادة والى على حقيبة الضمان الاجتماعى ، وناهد حسن عشرى لوزارة القوى العاملة والهجرة، مع استمرار كل من د.ليلى إسكندر وزيرة البيئة، ود.درية شرف الدين وزيرة الإعلام رغم اعتراض المؤسسات النسائية بمصر بأن عدد أربعة مقاعد بالحكومة ليس بالقدر الذى يليق بكفاح المرأة المصرية، إلا أن المرأة مازالت تحاول كسب المزيد من مناصب صنع القرار، فهى تقوم بحملة برئاسة الدكتورة هدى بدران بعنوان «نساء من أجل النساء» لدعم المرأة فى البرلمان القادم.