سيطر التوتر الأمنى على المشهد الليبيى لليوم الرابع على التوالى منذ إقالة على زيدان رئيس الوزراء ، ففى شرق البلاد أعلنت السلطات الأمنية عن وجود أربع جثث بإحدى ضواحى درنة واغتيال حراس إحدى سيارات الأموال (مصرف الوحدة) وهم اثنان واختفاء أحد المسئولين بالمدينة . وفى بنغازى ، أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيكها لسيارات مفخخة وأفادت تحرياتها بالعثور على كمية كبيرة من المتفجرات داخل سيارة متوقفة بالقرب من مدرسة الخنساء بمنطقة الفويهات و نجاحها فى تفكيكها بعد موجة من الاغتيالات وصلت الى قرابة 200شخص خلال 35 يوما . وفى الوقت نفسه ، شهدت المنطقة الوسطى تحركات عسكرية وصفت بالمشبوهة حيث وصلت قوات درع ليبيا المنطقة الوسطى (ميليشيات مصراتة) إلى نواحى سرت الشرقية مخلفة وراءها 4 جنود قتلى من قوات كتيبة شهداء الزاوية التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبى وحرق عدد من الخيام بمعسكر الكتيبة التى اضطرت الى الانسحاب تفاديا للمواجهة، وإراقة المزيد من الدماء ، وفى المقابل أعلن جيش ما يسمى بإقليم برقة حالة النفير من خلال كتائبه وميليشياته المسلحة فى منطقة إجدابيا والوادى الأحمر تحسبا لإى هجوم مسلح من قبل ميليشيات الغرب الليبيى فى حال فشل المفاوضات مع القوات والكتائب التى تسيطر على موانى النفط برئاسة ابراهيم الجضران والتى تجرى حاليا برعاية عدد من حكماء ووجهاء ليبيا لتفادى الحرب الاهلية وتقسيم البلاد. وشهدت العاصمة طرابلس تحركات لمجموعات مسلحة تمركزت بمدخل طريق المطار فى منطقة باب العزيزية وطريق المطار نفسه ومنطقة باب بن غشير القريبة من مقر المؤتمر الوطنى بعد شائعات عن اعتقال رئيس المؤتمر الوطنى نورى أبو سهمين وإقالة رئيس الاركان عبد السلام العبيدي، حيث ذكر شهود عيان أن مجموعة تقول إنها من ثوار طرابلس تجمعت منذ ثلاثة أيام قرب باب العزيزية (القيادة) سابقا وهو المدخل الرئيسى إلى العاصمة بالنسبة للقادمين من مطار طرابلس بينما توجد بطريق المطار قوات من لواء القعقاع المعروف بأنه ينتمى الى مدينة الزنتان. وتأتى هذه التحركات عقب إصدار مجلسى طرابلس المحلى والعسكرى بيانا أعادا فيه المطالبة بإخلاء مدينة طرابلس من التشكيلات المسلحة وتسليم مقارها من معسكرات ومزارع ومبان تحت "شعار طرابلس يحميها أهلها " . ويخشى كثيرون فى طرابلس من أن تستغل مجموعات مسلحة تنتمى إلى المدينة مطالب سكان العاصمة بإخلاء مدينتهم من التشكيلات المسلحة المنتمية الى مناطق أخرى فى احكام سيطرتها وحدها على العاصمة فى إطار صراع خفى على النفوذ، ومن ثم فرض حضورها السياسى وفق أجندتها، وكان هؤلاء يرون فى وجود تشكيلات من كل من مصراتة والزنتان عنصرا مهما لتوازن القوة فى العاصمة. فى تلك الأثناء اعتمد مجلس الأمن الدولى الليلة قبل الماضية قرارا بريطانيا، يقضى بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة فى ليبيا حتى 13 مارس 2015 وحدد القرار الصادر بموجب الفصل السابع من الميثاق - مهام ولاية البعثة الأممية فى ليبيا ، وتشمل دعم جهود الحكومة الليبية لتحقيق التحول الديمقراطي، وتعزيز سيادة القانون، ورصد انتهاكات حقوق الإنسان، والحد من الأسلحة غير المؤمنة، وما يتصل بها من عتاد فى ليبيا، والتصدى لأنتشارها ، وبناء القدرة على الحكم فى اطار جهود دولية منسقة. ودعا القرار الحكومة الليبية إلى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، بما فى ذلك حقوق الطفل والمرأة والأفراد المنتمين للفئات الضعيفة، والى الامتثال – بموجب القانون الدولى - إلى محاسبة المسئولين عن ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مطالبا جميع الدول بالتعاون بشكل وثيق مع الحكومة الليبية فيما تبذله من جهود لوضع حد لإفلات الجناة من العقاب.