التناقض فى وجهات النظر وأساليب التربية بين الأجداد والوالدين بالإضافة إلى المبالغة فى التدليل والإفراط فى الحماية له فى كثير من الأحيان انعكاسات غير مرغوب فيها على الأحفاد. يشرحها د.رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية ونائب رئيس جامعة حلوان سابقاً موضحا أنه إذا كان الاحتكاك مع الأجداد والذى قد يكون بصفة يومياً بسبب الإقامة معهم وفى وجود الوالدين، يحدث خللا فى منظومة القيم التى يجب على الطفل إتباعها، إذ يولد التضارب فى التعليمات وتناقضها وعدم وضوح ما يجب فعله وما يجب تجنبه تأخرا فى نمو عامل الضبط والتوجيه الذاتى لدى الطفل فيصبح بحاجة دائمة إلى من يصدر إليه التعليمات والإرشادات حول كيفية تصرفه الذى يأتى غالباً إما إرضاء للآخر أو تجنباً للعقاب ويصبح شخصية غير ناضجة تتلقى الأوامر والنواهى من عدة جهات متناقضة، بالإضافة إلى عامل تواطؤ الأجداد معه أحياناً فى التستر على خطأ ارتكبه أو فى حمايته أو فى حصوله على ما يريد بغض النظر عن موافقة الأهل مما يدفعه لاحقاً إلى التصرف فى الخفاء بدون مراجعة أبويه أو الوقوف عند رأيهما. و يضيف مؤكدا أهمية الإبقاء على العلاقة بين الأحفاد والأجداد، فهم- أى الأحفاد- يشكلون رؤية جديدة للعالم من خلال عيونهم الصغيرة حتى لو لم يكن الجد أو الجدة يقيمان معهم فبالإمكان الإبقاء على قوة العلاقة عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، ومن أهم الأمور التى تعين على تقوية الارتباط بالجدين الحرص على استشارتهما باستمرار مثلاً فى النواحى الصحية، فهذه الأمور حتى وإن بدت بسيطة فهى تدل على الارتباط والحاجة لهما، ويجب تعويد الأحفاد على دوام الصلة بأجدادهم و توجيههم للتعبير عن الحب بكتابة بطاقات أو مشاركتهم فى أشياء يحبونها أو تقديم أى مساعدة لهم، فالأحفاد فى مرحلة المراهقة يبحثون عن حضن محايد للتخفيف عنهم و الإصغاء لهم، لذلك يجب الاتفاق على الطريقة التربوية للسلوكيات الخاطئة التى تصدر من الأحفاد والحذر من فرط التدليل خاصة فى حالات اللقاءات اليومية أو الإقامة المستمرة مع الأجداد حتى لا يكون الأحفاد عرضة لتربية مذبذبة، والاتفاق مع الأجداد بشأن شراء الهدايا- وهى من الأمور الممتعة للجدين- من حيث النوع والمقدار للحفاظ على سلوك الأحفاد والتأكيد على البساطة لأنه أحياناً يغدق الجدين خاصة على الحفيد الأول بالهدايا الثمينة ولا يتمكنان من الاستمرار مع من يأتى بعده مما يثير الغيرة بين الأحفاد. كما أنه يجدر بالجدين إفساح المجال أمام أبنائهم للقيام بواجباتهم تجاه الأسرة والحفاظ على استقلاليتهم واحترام خصوصيتهم بعدم التدخل لما فيه مصلحة الأحفاد، حيث أن التدليل الشديد له ضرر والقسوة الشديدة لها ضرر أيضا.