نشرت الصحف أن أسرة فنانة عربية شهيرة طلبت من رئيس بلدها منع نشر صورها وهى على فراش المرض فى حالة وهن شديد.. قد يكون من حق أفراد الأسرة الحفاظ على صورتها كنجمة جميلة فى ذاكرة محبيها ولكن فات عليهم أن ما تعانيه الفنانة المسنة أمر طبيعى لا يقلل من مكانتها، فأى إنسان طال به العمر سيصل إلى مرحلة الوهن فى شيخوخته.. وقد نبه الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم إلى تطور الإنسان خلال مراحل حياته من حال إلى حال حيث قال: «الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا يخلق ما يشاء وهو العليم القدير» (الروم: 54).. والإنسان يخرج من بطن أمه ضعيفا واهن القوي، ويتدرج فى النمو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والشباب وهو ما يعنى القوة بعد الضعف، ثم يبدأ فى التراجع إلى أن يشيخ ويهرم... وهو ما يعنى الضعف بعد القوة حيث تتغير صفاته الظاهرة والباطنة. وقد بين الله ذلك فى كتابه الكريم حيث قال: «.. ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا..» (الحج: 5). والشيخوخة بالحلقة الأخيرة من حلقات حياة الإنسان، وتشترك مرحلتا الشيخوخة والطفولة فى أن كلتيهما ضعف غير أن ضعف الطفولة يتجه فى التكوين نحو القوة والازدياد بينما ضعف الشيخوخة يأخذ فى التدهور والوهن حتى الموت وكثير من التغييرات الناتجة عن الشيخوخة لا تعتبر أمراضا وإنما تحدث التغييرات المميزة لها مثل فقدان الشعر وشيبته وانخفاض الكفاءة الجسمية والعضلية والعقلية. ويؤكد العلماء أنه لا توجد علاقة حتمية بين الشيخوخة والأمراض المزمنة، فكثير ممن تجاوزوا الخامسة والستين يكونون فى صحة جيدة، بينما هناك العديد من الشباب يعانون الأمراض المزمنة. فهل عملنا فى شبابنا لمرحلة الشيخوخة التى لا تستثنى أحدا؟ نوران صالح خميس تمهيدى ماجستير جامعة الإسكندرية