عادت وجوه النظام السابق تطل كل ليلة على المصريين عبر الفضائيات وكل واحد منهم يتحدث عن معاركه وإنجازاته وتاريخه فى سراديب السلطة..منهم من يملك قدرا من الشجاعة ويدافع عن سياسات ومواقف النظام السابق، ومنهم من يتحدث بإستحياء عن علاقاته بهذا النظام. فى فترة ماضية ليست بعيدة كنا نشاهد كل ليلة الثوار من الشباب وهم يتنقلون بين الفضائيات يتحدثون عن احلام المستقبل وينتقدون صور العهد البائد وماكان فيه من مظاهر الإستبداد والفساد..ولا شك ان المواطن المصرى البسيط يشعر الأن بقلق شديد فلم يمض وقت طويل على احاديث الثوار حتى اجتاحت الرموز القديمة الساحة مرة اخرى وبدأ الحديث عن عودة فلول النظام السابق وهو اتهام فيه الكثير من المصداقية لأنه طوال ايام الثورة اختفى هؤلاء جميعا ولم يجرؤ احد منهم على الحديث أو الدفاع عن ثلاثين عاما من الفساد..ان ابسط الأشياء للرد على هؤلاء لماذا وصلت بنا الأحوال الى ما نحن فيه من الخراب الإقتصادى والخراب الفكرى والثقافى والخراب السلوكى والأخلاقى..اين كان هؤلاء من نظام التعليم وما وصل اليه واين كانوا من فساد المنظومة الصحية واين كانوا من الخلل الفكرى والثقافى وانتشار الجهل والتخلف بين المصريين عمَّن يدافع هؤلاء الأن عن البلايين التى نهبها مجموعة من اللصوص والآفاقين ام على الديون التى تحتاج مئات السنين وعشرات الأجيال لسدادها ام عن اصول الدولة المصرية التى استولى عليها مجموعة من الأشخاص وتركوا الشعب كله بلا حاضر او مستقبل ام عن طوابير البطالة التى تسد عين الشمس..كان الأولى بهؤلاء ان يصمتوا او يختفوا تماما ولكنه الحياء..حاول ان تجلس كل ليلة امام الشاشات لتشاهد فلول النظام السابق وما بقى من فلول الإخوان وسوف تتعجب انه لا شئ فى مصر تغير فمازال الحزب الوطنى متخفيا ينتظر الفرصة ومازالت فلول الإخوان تمارس الرعب فى الشوارع والإرهاب فى سيناء وفى آخر الصورة ومن بعيد يبدو شباب الثورة مطاردون من الإثنين معا وكأنك يا بو زيد ما غزيت..فلا قامت الثورة ولا سقط الشهداء فمازلنا نعيش ثلاثية الوطنى والمحظورة وبينهما الشباب الحائر. لمزيد من مقالات فاروق جويدة