فى شهر يناير الماضى قام قداسة البابا تواضروس الثاني بمنح السير مجدي يعقوب جراح القلب العالمي جائزة العلوم والثقافة والخدمات الانسانية (علا غبور ) وهي درع المركز الثقافي تقديرا لجهودة وخدماتة الانسانية على المستوى العالمى . وذلك في الحفل الذي نظمه المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي بالانبا رويس بالعباسية وقد حضر الحفل لفيف من الاباء الاحبار الاجلاء و الكهنة و بعض رموز الدين و الفكر و السياسة و هذة هي المرة الثانية التى تمنح فيها الجائزة حيث منحت الجائزة الاولى لروح السيدة علا غبور صاحبة فكرة الجائزة . ومن لا يعرف علا غبور فهى مصرية اصيلة وهى رمز من رموز العمل الخيري . اهتمت بخدمة مرضى الأورام منذ أكثر من عشرين عاما , ففى منتصف التسعينيات بدأت المساهمة فى مساعدة مرضى السرطان فى المعهد القومى للأورام حتى أصبحت من أبرز شركاء الخير, وساهمت فى تأسيس جمعية أصدقاء معهد الأورام التى تولت انشاء مستشفى 57357 أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط ، وعقب إنشاء المستشفى تولت السيدة علا غبور منصب أمين عام مؤسسة مستشفى 57357 , وكرست وقتها وجهدها لخدمة هذا الصرح العظيم وتطويره وخدمة مشروعاته التوسعية والمساهمة فى الحملات المحلية والعالمية لجمع التبرعات، كما كانت عضوا فى مجلس إدارة شبكة مصر السرطان 57357 والتى أنشئت مؤخرا بالولايات المتحدةالأمريكية باعتبارها منظمة غير ربحية تخصم تبرعاتها من الضرائب وشاركت من خلال عضويها بهذه المنظمة فى توفير الموارد للمستشفيات المصرية والمنظمات غير الحكومية التى تركز على مرض السرطان, كما كانت السيدة علا غبور أيضا حريصة على لقائها اليومى بالأطفال مرضى المستشفى وزيارتهم فى الغرف والاستماع إليهم وإلى أسرهم وتم تكريمها عدة مرات ومن اهمها جائزة “أفضل امرأة فى القطاع غير الربحى” على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفى غمرة انشغالها بالأطفال مرضى السرطان لم تنتبه لاقتراب الخطر منها، ولم تلتفت للأعراض التى أصابتها فجأة، وحينما اشتدت الأعراض خاضت رحلة العلاج لتنتهى بالتشخيص المؤلم .. أورام سرطانية منتشرة بالرئة وفى مراحل متأخرة، ولأول مرة غابت علا غبور عن مستشفى 57357 وعن أطفالها فى رحلة علاج بالخارج لم تستمر طويلا، حيث انتهت برحيلها فى هدوء . لتضرب مثلا للتفانى فى العمل الإنسانى الذى لا يفرق بين مسلم وقبطى، ظلت تعمل في صمت حتي رحلت عن عالمنا في صمت ، رحم الله بنت مصر الأصيلة ..علا غبور لمزيد من مقالات شادية يوسف