مع الجهود المضنية لتحالف القوى العظمى لاستمرار تفجير والبلدان العربية من الداخل ، راجت تجارة الإرهاب وصفقات السلاح والاتجار فى البشر تحت زعم الجهاد و»السيناريو القادم» هو تفكيك سوريا ارتكازاً إلى طائفية عرجاء لها ميليشياتها المسلحة رغم محاولات الإبقاء على بشار. يبدو أن استراتيجية التحالف الدولى تستهدف نشر الإرهاب فى كل أرجاء عالمنا العربى بعد أن بلغ تعداد المتطوعين متعددى الجنسيات العربية الإسلامية فى سوريا الآلاف من المغرر بهم بحديث الإفك عن الجهاد. وأزعم أن هناك خريطة جديدة للإرهاب يمكن أن نطلق عليها «جيو تيرورزم». ميليشياتها من عباءة قوى الإرهاب السياسى من المتأسلمين وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وحزب الله، وحماس، والقاعدة، التى انكشفت حقيقتها للمواطن العربى البسيط بتساؤله عن ماذا قدمت هذه الجماعات للإسلام سوى الخراب؟ اللهم تشويه صورته وسمعته حتى أصبحت كلمة عربى أو مسلم تثير الريبة والشك فى الغرب، حتى لو كان طفلاً ( فهو من وجهة نظرهم مشروع إرهابي). ومع تطور الأحداث، ودخول متغيرات جديدة على المنطقة ظهرت جماعات إرهابية جديدة، أعدت كى تكون بديلة لمن عجز عن تحقيق الغرض من تدشينه، بعد أن فرط عقده واستقل بذاته متحورا من المقاومة المزعومة إلى الإرهاب ورفع عنه غطاء رعاية دولة المنشأ كما يقول الاقتصاديون. وها هى ملامح الخريطة، فحماس خرجت من عباءتها جماعة أنصار بيت المقدس، وبدعوة رسمية من جماعة الإخوان لإرهاب مصر، والنصرة نشأت عراقية سنية فى العراق، تحارب فى جانب الجيش الحر لإسقاط بشار، وأخيراً وليس آخرً داعش المنشقة لحالها، دشنت لإقامة دولة العراق والشام وكأن حلم الخلافة الإسلامية ستعود بتوحيد الدولة الأموية الدمشقية مع الدولة العباسية البغدادية. إنه عالم اللا معقول فى زمن الجهل العربي، والضلال العقائدى التى تمارسه تركياوإيران وتدعمه إسرائيل. وفى هذا السياق يأتى نقل مقر قيادة التنظيم الدولى للإخوان ( للإرهاب ) إلى قطر وهو محاكاة لنقل الإرهاب من غزة ( ترانزيت الإرهاب) إلى مصر. فهل تصبح الدوحة مستقبلا الذراع الدولية للإرهاب فى الخليج والجزيرة العربية تدير وتمول جماعات عائدة من سورياوالعراق واليمن فى تكرار مؤسف لما جرى فى التسعينيات، فبعد سوريا يعاد تمركز كل من النصرة إلى الأردن الجزيرة العربية، وداعش إلى لبنان بديلاً لحزب الله، إنها الفوضى الممزقة للبلدان العربية، بأيدى وتمويل عربي. هذا غير قواعد الإرهاب القاعدية برعاية قبلية فى اليمن وبجوارهم «الحوثيون» برعاية إيرانية. فهل تدرك قطرالخطر القادم، وتتعظ من دروس الإخوان فى مصر، فلم يسلم من شرهم أحد، ومن تعاطف معهم نال نصيبه من نيرانهم ومحرقتهم تذكروا من قتل السادات بعد أن مد لهم يد العون، وإيواؤهم لعمر عبد الرحمن كى يكون «خومينى جديد» فى مصر، وكان وراء محاولات تفجيرات نيويورك عام 1993، وهاجمت القاعدة نيويورك بعد أن سلحتهم ودربتهم فى أفغانستان ( فقطر فى خطر بيدها لا بيد عمر). المصرى يقارن بين موقف قطر الراعى للإرهاب والوقفة التاريخية للمملكة العربية السعودية بجوار مصر فى محنتها إدراكاً مبكراً للمخطط الأمريكى الأوروبى لقصم ظهرها، فحال دون سيناريو إرباك وتوريط مصر وجيشه فى صراعات عقائدية طائفية وهى العمق الاستراتيجى الوحيد المتبقى لدول الخليج العربي. نحن أمام دوائر جديدة للإرهاب، أولاها دائرة مهادنة الغرب لمشروع إيران النووي، والثانية إعادة توطين قيادات الإرهاب الاخوانى فى قطر، والثالث جماعات الإرهاب المهاجرة من غزة إلى سيناء، والرابع هو الوضع المعد للتفجير فى لحظة بشرارة إيرانية فى اليمن، إن مشروع التفجير من الداخل هو مشروع أمريكى بكل المقاييس. وأعتقد أن الولاياتالمتحدة ترى إن تركت كل التنظيمات الإرهابية فى العراء بلا ملاذ أو مأوي، تشكل تهديدا جديدا لها فليدعموا راية الإفك الاخوانى برعاية إيرانية لتحقيق مصالح صهيونية. نحن فى حاجة ماسة إلى تحالف استراتيجى عربي، قلبه الرياض أطرافه كل من الأردن والإمارات ومصر لمواجهة أخطار قائمة وقادمة وفى النهاية: ماذا عن الجامعة العربية هل دخلت جامعة الدول العربية بياتها الشتوى فى مواجهة كل هذه المخاطر وأولها الإرهاب ؟ ( سؤال خطر على بالى فى معرض حديثى ). لمزيد من مقالات د. عبد الغفار عفيفى الدويك