الأهرام العربى كان أميراً لجماعة الجهاد وشارك في حروب في أفغانستان وباكستان، ومارس أشد طرق العنف، ولكنه عرف الطريق الصحيح للمراجعة، وأصبح شغله الشاغل الآن فضح مخطط الجماعات الإرهابية التي عاش معظم عمره معهم هو الشيخ (نبيل نعيم) أمير جماعة الجهاد السابق، الذي يفسر نهج وتفكير الجماعات الإرهابية المنتشرة في سيناء ومصادر تمويلهم ويعرفنا علي مخططهم في تفكيك وإرباك البلاد خلال حواره مع مجلة «الأهرام العربي» في الحوار التالي: كيف وصلت الجماعات الإرهابية من سيناء إلى وسط شوارع العاصمة ووسط الكتلة السكانية الحرجة هذه؟ لابد أن نعي تماما أن هذه الجماعات لا تتحرك بمجهودها الذاتي وكلها تتحرك لأنها كانت جماعات فقيرة جدا، ولا تمتلك ما يساعدها علي تحدي الدولة، ولكن عندما حكم الإخوان قرروا أن يضموا تلك الجمعات ويكونوا ميليشيات خاصة بهم، فتم دعم هذه الجماعات بمبالغ كثيرة ومنها علي سبيل المثال اعتراف أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، حيث قال إنه حصل علي 25 مليون دولار لتوحيد الجماعات التكفيرية في سيناء، وهم نحو 8 تنظيمات وبعض الجماعات الأخري الصغيرة، أشهرهم جماعة التوحيد والجهاد، وجماعة أنصار بيت المقدس، ومجلس شوري المجاهدين، والسلفية الجهادية، وجماعات التكفير والهجرة، ويبلغ عددهم من أربعة آلاف إلى خمسة آلاف فرد موجودون في سيناء، وقد تم توحيد عملهم جميعا تحت مسمي «أنصار بيت المقدس» التي لها في الأصل جذور فلسطينية وأسسها الدكتور عبد اللطيف موسي، وقتل مع عدد من القيادات في اشتباك مع حماس في مسجد ابن تيمية، وبقية أفراد الجماعة هربوا إلى مصر وكونوا خليات صغيرة بالاشتراك مع جماعة التوحيد والجهاد التي أسسها الدكتور خالد مساعد، صاحب تفجيرات طابا وشرم الشيخ، والذي قتل أيضا في مواجهة مع الأمن 2005. ما مصادر تمويل تلك الجماعات الذي تصفه بالكثير؟ الممول الأكبر هي قطروتركيا، ثم أموال التنظيم الدولي للإخوان، ويكفي أن قطر قد أعلنت في مؤتمر لاهور أنها ترصد ملياراً ونصف المليار دولار، لصندوق دعم جيش مصر الحر، أسوة بسوريا والذي كان من المخطط أن يقوده «علي قرة زادة « مسئول الإخوان في تركيا، لذلك هذا الدعم المهول، إضافة إلى أن الفترة التي حكم فيها مرسي تم تهريب كمية رهيبة من الأسلحة عن طريق ليبيا، وتم تخزينها في سيناء، فأصبحت لديهم إمكانيات وعدد ضخم لشن حربهم الإرهابية علي الدولة.. علي عكس عمل تلك الجماعات في التسعينيات والتي كانت تعمل بالمجهود الذاتي كلما احتاجوا إلى أموال يلجأون إلى سرقة محل ذهب أو مكتب صرافة. ما الهدف الرئيسي الذي تسعي إليه تلك الجماعات الإرهابية والكيانات التي تدعمهم في النهاية؟ كانت هناك خطة لإرباك الجيش المصري وهي نسف نفق أحمد حمدي، وتفجير كوبري السلام، وعزل سيناء عن مصر، تحت سمع وبصر مرسي وجماعة الإخوان، وإعلان سيناء إمارة إسلامية واستقطاع نحو 600 كيلو متر لصالح حماس، بالاتفاق مع أمريكا، ثم يعلن مرسي فشل الجيش المصري في القضاء علي الإرهاب، أو استرداد أرض سيناء من أيديهم، ثم يطيح بقيادات الجيش وتحل محلها القيادات الإخوانية، بالإضافة أنهم أيضا كانت لديهم خطة للاستيلاء علي الداخلية، حيث تقدموا بمشروع في مجلس الشعب تحت مسمي إعادة هيكلة الشرطة، وفي هذا المشروع اقترحوا حل إدارات أمن الدولة، وتحويلها إلى شركات خاصة ملك خيرت الشاطر، وحسن مالك، أكبر دليل أن الإخوان عند وصولهم للحكم لم يقوموا بتفتيت أي إدارة من إدارات الداخلية وجهاز الأمن الوطني سوي إدارتي مكافحة النشاط الإخواني، وقاموا بتوزيع ضباطها علي الأفرع وإلغاء إدارة مكافحة النشاط الصهيوني، وهذا إن دل يدل علي أن الإخوان والصهاينة قريبو الصلة والصفات، وحتي لا يعيق مشروعهم الاستيطاني في سيناء شيئاً. تؤكد أن كل الجماعات تحالفت تحت شعار أنصار بيت المقدس هل لتلك الجماعة أذرع في العاصمة تنفذ مخططها؟ من يقوم بزرع القنابل البدائية الصنع داخل العاصمة والمحافظات هما ميليشيات الإخوان وهي الفرقة 95 التي كان مسئولاً عنها أسامة ياسين، وقد كانت لهم قضية تحت اسم ميليشيات الأزهر وعددهم نحو 10 آلاف فرد، وهما يشتغلون ويلصقون التهم بجماعة أنصار بيت المقدس حتي لا يتم تصنيف الإخوان بجماعة إرهابية. وهذا أمر طبيعي لأنه يوجد بينها كجماعة وبين ميليشيات خيرت الشاطر، اتفاق وتعاون، ولكن جماعة أنصار بيت المقدس، لا تعلن عن مسئوليتها سوي للعمليات الكبيرة كمحاولة اغتيال وزير الداخلية، وتفجير مديريات الأمن وهكذا لهذا حدث الخلط والزعم أن جماعة أنصار بيت المقدس هي ميليشيات الشاطر، ولكن الأمر غير صحيح. هل نستطيع إذن أن نقول إن المراجعات التي تمت من قبل تلك الجماعات قد فشلت؟ من التزم بالمراجعات كان الأكثرية، والقلة هما الذي رجعوا لنفس النهج العنيف وذهبوا للتعاون مع الإخوان في محاربة الدولة، ففي جماعة الجهاد المكونة من ستة آلاف التزم منهم بالمراجعات 4800 ومن تبقي ذهبوا مع أيمن الظواهري، وسموا أنفسهم الجهادية السلفية، والجماعة الإسلامية كانوا 18 ألفاً، التزم بالمراجعات 16 ألفاً، وألفان ذهبوا مع فكر عاصم عبد الماجد، ولكن مع تمكن الإخوان من الحكم وتشجيعم للعنف والإرهاب زاد عدد المنشق علي المراجعات وتضاعف، ولكن الأغلب والأعم التزم، والبعض انتكس عنها مثل عصام دربالة، وطارق الزمر، وعاصم عبد الماجد، وسبب الانتكاسة كان الطمع فيما عند الإخوان من سلطة ومال، وأري أنه تحدث مراجعات وانشقاقات علي المستوي الفردي والجماعي قريبا بمجيء حكومة قوية وإذا تعاملت معهم بقسوة وحزم ستبدأ علي الفور تلك المراجعات، وأتوقع أن تقل وتيرة عنف تلك الجماعات كلما واجهتها الحكومة بشدة أكثر، فالعنف لا يقاوم إلا بالعنف الأشد.