ارتدي عباءة الشيطان وطالت يده الرثة زوجته وأم طفليه وبدلا من أن يكون لها السند والحماية ألقي بها في التهلكة وأجبرها علي بيع أجزاء من جسدها ليخرج من ظلمات الفقر إلي أنوار الغني والثراء. وطابت له التجربة وخنوع الزوجة البائسة لتهديداته وعندما طالبها بالمزيد لبيع أجزاء أخري من جسدها استيقظت من غفوتها وتيقنت أن ظل الحائط أفضل لها من ظلاله الزائفة، وأعلنت الحرب عليه. وكانت البداية لرحلة القبض علي تاجر تربع علي عرش تجارة الأعضاء البشرية ليسلب العباد النعم التي وهبها الله لهم مقابل عشرات الآلاف من الجنيهات. سردت الزوجة الشابة تفاصيل رحلة المخاطر والهلاك والاقتراب من حافة الموت التي عاشتها في كنف زوج اتسم بالانانية والنذالة وحب المال حتي داس بقدميه كل غال وثمين للوصول إلي الثراء السريع ووجد أن التجارة التي شرعها الله لعباده لا ترضي طموحاته وآماله فقرر السير في الطريق الحرام والاتجار في أجساد البشر وكانت البداية زوجته التي شاركته اعباء الحياة وقاسمته رحلة البحث عن لقمة العيش الحلال وعاشت ليالي طوالا دون أن تجد ما يسد جوعها ويستر جسدها وحملت عنه الهموم معتقدة أنه السند والأمان وبعد ست سنوات من الشقاء اكتشفت أنها تزوجت رجلا ضلت الإنسانية طريقها إلي قلبه. وأكملت الزوجة قصة دخول زوجها إلي عام الثراء وقالت كان تامر يعمل في محل أحذية ولم يرض راتبه طموحاته وتطلعاته فهداه تفكيره الشيطاني إلي الاتجار في أجساد العباد وبدأ تجارته بزوجته وأجبرها علي بيع كليتها نظير 25 ألف جنيه كي يخرجها من ظلمات العيش في غرفة بالعشوائيات إلي شقة فارهة وافترش لها باقي سنوات عمرها بالأمل ووافقت تحت تهديداته.. وبعد أن باعت جزءا غاليا من جسدها أصابها المرض العضال، إلا أن الزوج لم ترتجف لها أوصاله وضرب بأوجاعها عرض الحائط وبات قلبه عليها أقسي من الحجر ثثم طلب منها بيع جزء من كبدها نظير 50 ألف جنيها وكادت ان تفقد عقلها .. كيف طاوعه قلبه علي ذلك وهي تصارع الموت في الثانية ألف ألف مرة.. وكيف هانت عليه وهي التي ترعي طفليه وليس لهما أحد سواها.. واستيقظت من غفوتها وتيقنت أنها وقعت في شباك نصاب.. ضلت الرحمة طريقها إلي قلبه ولم تمتثل لتهديداته بحرمانها من طفليها والزج بها في الشارع وقررت أن تلف بيديها حبل المشنقة حول رقبته ولم تخش ضربه لها وحرمانها من المأكل والمشرب والكي بالنيران، وأسرعت إلي المحكمة واقامت دعوي طلاق ثم أسرعت إلي المقدم عمرو الحو رئيس مباحث ثان طنطا وحررت بلاغا ضد من كان زوجها. وقالت: هانت عليه نفسه أمام بريق المال وباع كليته مقابل عشرين ألف جنيه.. وكان يتردد عليه الراغبين في بيع أجسادهم حيث يقوم بارسالهم إلي بعض المستشفيات لإجراء العمليات الجراحية بزعم التبرع بها للمرضي. وأضافت أن طليقها كان يتعامل مع بعض المستشفيات الكبري في القاهرة عن طريق موظفين في تلك المستشفيات وأرشدت عن موظفة في مستشفي معهد ناصر وشقيقها. وعلي الفور، تم إخطار اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية، وقرر تشكيل فريق بحث لضبط الجناة، تحت إشراف اللواء علاء السباعي، مدير مباحث الغربية، تمكن المقدم عمرو الحو رئيس مباحث ثاني طنطا، والنقيبان: أحمد الحجار، وأحمد الهرميل، من ضبط المتهم، وشهرته »تامر بكش«، وبمواجهته اعترف بقيامه بالاتجار في الأعضاء البشرية مستغلا الظروف الاقتصادية والمادية لبعض الأشخاص، بمدينة طنطا، وأنه يساعده في تلك التجارة غير المشروعة كل من: عاطل (46 سنة)، وموظفة إدارية بمعهد ناصر، وشقيقها موظف بذات المعهد، حيث يتولي الأول والثاني استقطاب بعض الأفراد لحاجتهم المادية، وتقديم العروض المادية لهم، مقابل بيع كلاهم، ويتم تسليم «البائع» إلي الثانية والثالث بالقاهرة، لاستكمال إجراءات الفحوصات الطبية اللازمة، وإجراء عملية استئصال وبيع الكلي، مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 12 و20 ألف جنيه، لكل حالة، علي أن يتقاضي المتهم الأول 5 آلاف جنيه عمولة. وأضاف أن عمليات الاستئصال والبيع تتم داخل 5 مستشفيات بالقاهرة، بمعرفة 3 أطباء (وذكر أسماءهم) وأن هؤلاء الأطباء يقومون بأخذ إقرار من الحالة علي أن عملية استئصال الكلي، تتم في إطار التبرع وليس البيع، بهدف البعد عن المساءلة القانونية، وبمجرد ضبط المتهم، تقدم 8 أشخاص من أهالي منطقته، ببلاغات ضده، وقرروا قيامه باستغلال ظروفهم المادية، وبيع »كلاهم« منذ فترات تتراوح بين 4 أشهر و18 شهرا، وأنه وعدهم بمبالغ مالية أخري غير المتفق عليها، إلا أنه لم يفِ بذلك. تمت إحالة المتهم إلي النيابة العامة تحت إشراف المستشار محمد معوض، المحامي العام الأول لنيابات غرب طنطا، حيث باشر التحقيق عمرو خليفة، وكيل النائب العام، بإشراف المستشار محمد حبكة، مدير النيابة، وقرر حبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيق، وسرعة ضبط المتهمين الهاربين.