البقاء لله يا مصريون فيما أصابنا من قتل عمدي مع سبق الإصرار والتعمد من حكامنا وحكوماتنا المتعاقبة بسبب أهملنا في الحفاظ علي نهر النيل العظيم ، ولن يغفر لنا الله علي ملايين المرضي بالفشل الكلوي والكبدي والسرطانات من شعبنا المغلوب علي أمره ، وستطاردنا في أحلامنا ويقظتنا ملايين الأرواح التي ذهبت لخلقها دون ذنب إلا أنها حملت المسئولية لمن لا يستحق، ولم ولن تغفر الأجيال الحالية خنوع مسئولي اليوم من طرشان العصر. أن حلقة صبايا الخير الأخيرة التي صدمت الأبناء أكثر من عجز المسئولين من اختلاط مياه الصرف الصحي بنهر النيل مصدر الشرب للإنسان والحيوان والزراعة والصناعة ، والذي وهبنا الله إياه شريانا للحياة، و قدسه القدماء المصريين كمصدرا للحضارة وسموه ” إبن الشمس” و"إبن القمر" ، و "حابي"وعبدوه وكانوا يقدمون له سنويا أجمل فتاة قرباناً ، فلم يقطع المصري القديم يوم قناة أو يلوث نهرا ولم يخالف نظام الري ولم يتلف أرضا فكانت صلاة إخناتون حمدا عميقا لله بنعمه النيل.
ورغم أهملنا في الحفاظ علي حصة مصر من إيراد النيل التي تبلغ 55,5 مليار متر مكعب سنويا بموجب اتفاقية 1959 بعد أن هان علينا فاهانتا إثيوبيا ببناء سدا يحرمنا الحياة ، وطبقا لدراسة لمركز الدعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء كشفت أن 17 ألف طفل مصري يموتون سنويًّا بالنزلات المعوية بسبب تلوث مياه النيل، وأن معدلات الإصابة بالفشل الكلوي ترتفع بمعدل 4 أضعاف عن المعدل العالمي نتيجة التلوث إذ تصل إلى 13 ألف حالة فشل كلوي، و60 ألف حالة بسرطان مثانة ، و50 ٪ من فاقد الإنتاج الزراعي سببه يعود إلى تلوث المياه، ولاختفاء 32 نوعًا من أسماك النهربل 30 نوعًا آخر من الأسماك يحتمل اختفاؤه ، ورصد تقريرا لمركز "حابي" للحقوق البيئية أن الحكومة تخسر 3 مليارات جنيه سنويًّا نتيجة للملوثات الصناعية والزراعية والطبية التي تُلقى في نهر النيل، وأن هناك 34 منشأة صناعية تصرف نفاياتها فيه بواقع 4,5 ملايين متر مكعب ، و 14 مليون متر مكعب من المخلفات الصلبة تُلقى أيضًا سنويًّا ، وأوضح التقرير أن مياه النيل الملوثة والمحاصيل الزراعية الملوثة تؤدي إلى أمراض خطيرة منها تضخم القلب وفقر الدم واضطرابات الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم والفشل الكبدي والكلوي والسرطانات والإصابة بأنواع الروماتيزم المختلفة وضعف كفاءة الجهاز المناعي والكوليرا والتيفود والدوسنتاريا الأميبية والإسكارس والديدان الشرطية والدودة الكبدية، والأسماك من مناطق ملوثة تؤدي إلى أمراض هشاشة العظام وضمور العضلات وشلل الأطراف وغيبوبة بسبب أرتفاع معدلات التلوث بالرصاص.
أني أعلن انضمامي في البلاغ للنائب العام ضد حكومة الببلاوي السابقة التي لم تتحرك قيد انموله ولم تتخذ اجراءا لوقف التلوث الذي يهدد حياتنا بتطبيق القانون الذي يجرم من يلقي أي نوع من الملوثات ، ولعدم المبالاة في الدفاع عنه خارجيا وداخليا كشريان الحياة للمصريون وواجب حمايته فرض ديني وضميري ووطني من أجل أطفالنا والأجيال الحالية والقادمة ، وترك الدراسات والأبحاث في مراكز البحوث والجامعات التي تحد من أضرار تلوثه حبيسة الأدراج، مطالبًا وزارة محلب الجديدة بإنشاء جهاز قومي لحماية نهر النيل من التلوث ومتابعته وتخليصه من كل المصانع الملوثه علي جانبيه بنقلها بعيدا ، وتوجيه فورا محطات الصرف الصحي الي الصحراء وما أكثرها عندنا حوالي 95٪ من مساحة مصر ربما تساهم في زراعتها لا الفرجة عليها.. في فيلم أبيض وأسود انتفضت أجهزة الدولة في العثور علي طفلة تحمل دواء لأبيها أن الدواء به سم قاتل ، أما اليوم الجميع لا يتحرك ساكنا والنيل الذي يسقي 96 مليون مصري به سم الصرف الصحي ، والعجز في إقناع أبنتي الصغيرة شهد من شرب الماء بعد مشاهدتها اختلاط الصرف الصحي بمياه النيل. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ