لو علم المدخن لماذا يدخن؟ وما هى الفائدة التى تعود عليه من السيجارة، وانه من الممكن أن يستعيض عنها للوصول إلى نفس المتعة بل وأكثر بشيء آخر ليست له الأضرار البالغة التى يسببها التدخين لتوقف فورا عنه ولم يعد إليه أبدا. لقد ثبت أن التدخين من أكثر الكيماويات علاجا للضغط النفسى والاكتئاب حيث يستمر تأثير السيجارة ساعات قليلة يشعل بعدها المدخن سيجارة أخرى حيث ان الضغط النفسى الشديد يتسبب فى انخفاض نسبة النيكوتين بالدم ، الأمر الذى يحتم على المدخن اشعال السجائر باستمرار لاعادة مستوى النيكوتين لما كان عليه.. مثله فى ذلك مثل المدمن تماما عندما يبدأ الجسم فى التخلص مما يتعاطاه من مواد مخدرة فيعوضها بسرعة حتى لا يتعرض لبعض الأعراض التى لا يطيقها. إن العقاقير التى تعالج الضغط النفسى والاكتئاب الآن أصبحت آمنة ولا تترتب عليها الأضرار التى تسببها السيجارة والتى قد تصل إلى السرطان فى بعض الحالات. والعجيب أن جميع المدخنين كبيرهم وصغيرهم جاهلهم قبل متعلمهم نساؤهم وأيضا رجالهم يعلمون أضرار التدخين ولكن إرادتهم الضعيفة هى التى تجعلهم يلهثون وراء قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق. لو أنك سألت المدخن لماذا يغير زيت سيارته فسينطلق لسانه فى كل الاتجاهات شرحا وتوضيحا، ولكن الواقع أنه يغير زيت السيارة حفاظا وخوفا على ماله الذى وضعه فيها عند شرائها. أخى المدخن لو أنك دفعت جنيها واحدا فى هذه الرئة أو هذا القلب الذى منحه الله لك بلا مقابل لحافظت عليه ولكن ولأن الله وهبك هذا الجسد مجانا فإن الحفاظ عليه أصبح شيئا لا قيمة له. د.حسام أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى