خبيرة نفسية: استبدل علبة السجائر بمصحف.. وابتعد عن المدخنين النيكوتين إدمان وليس عادة.. والتخلص منه يحتاج إلى إرادة قوية 16805 خط ساخن يرشدك لطرق الإقلاع يأتى شهر رمضان بفرص ذهبية للتخلص من الكثير من العادات السيئة التى تكتسبها طوال العام، ولعل أسوأ تلك العادات وأخطرها هى عادة التدخين، والتى لا تقتصر أضرارها على صاحبها فقط وإنما تنتقل إلى كل من يحيط به من الأهل والأصدقاء وغيرهم، وتؤكد الدراسات أن 20% من المصريين يقبلون على التدخين، هذا غير المتضررين من التدخين السلبى. يقول علاء حسن -موظف 27 سنة- أقلعت عن التدخين تدريجيا بعد أن قللت من معدل التدخين اليومى ثم انقطعت عنه، تعبت فى بادئ الأمر، ولكن سرعان ما بدأ الإحساس بالتوتر والعصبية يزول فى خلال أسبوع، وبعدها لم أفكر ثانية فى العودة إلى التدخين مرة أخرى. ويضيف عبد الحميد محمود -67 سنة- أنه أقلع عن التدخين منذ أكثر من 25 سنة بعد أن كان يدخن بشراهة عالية، ولكن بعد أن أصيب بنزلة برد شديدة وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل عالٍ لم يطق أن يضع السيجارة خلال هذه الفترة فى فمه التى امتدت لأسبوع، وبعد أن عافاه الله من المرض أقسم على نفسه ألا يعود إليها مرة أخرى. أما سامح خميس –عامل؛ 25 سنة- فيقول إنه أقلع عن التدخين لمدة 3 سنين، ولكن بعد وفاة والده وحزنه الشديد عليه عاد مرة أخرى للتدخين بسبب الصدمة العصبية التى كان فيها، وأكد أنه خلال شهر رمضان سوف يقلع عن التدخين لأنه فى هذا الشهر الكريم يصوم طوال النهار، فإذا ما أمسك نفسه عن التدخين فى فترة الليل ولو لليلة واحدة فإنه يستطيع أن يقلع عنه تماما. مسابقة للمقلعين وتؤكد د. سحر لبيب -مدير إدارة كفاح التدخين بوزارة الصحة- أن شهر رمضان يعد فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين لأن المدخن يمتنع طول فترة النهار عن التدخين، وإذا وجد عنده الإرادة القوية يستطيع أن يمتنع الساعات القليلة المتبقية من اليوم، ويمكن ذلك من خلال استبدال السيجارة بعلكة "لبانة" أو "لب"، خاصة أن الأبحاث أثبتت أن النيكوتين إدمان وليس عادة، والتخلص منه يحتاج إلى إرادة قوية فى البداية ثم المشورة، وفى بعض الأحيان يحتاج البعض إلى العلاج الدوائى من خلال طبيب. وأوضحت أن هناك مجموعة من التدريبات والإرشادات يتم إعطاؤها لراغبى الإقلاع من خلال خط المساعدة 16805 الذى أنشأته وزارة الصحة، تقدم من خلاله المشورة ومساعدات شفوية لكيفية الإقلاع، كما قامت الوزارة بعمل مسلسل عن أضرار التدخين وفوائد الإقلاع باسم "رحلة الأوهام"، بالتعاون مع الإذاعة المصرية يتم بثه على إذاعة الشباب والرياضة فى الواحدة ظهرا، يتناول كل يوم قصة مختلفة عن مشكلة لمدخن ويطرح فى نهاية الحلقة سؤالا من مضمون الحلقة، وسوف يتم تقديم الجوائز للفائزين فى نهاية رمضان. تدريب عملى ومن جانبها، تؤكد د. نهلة السيد -أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس- أن الدراسات تشير إلى أن 37% من الأطفال يجربون التدخين فى سن مبكرة تبدأ من 8–10 سنوات، وهو ما يمثل خطورة على الأطفال؛ حيث يساعده ذلك على الدخول إلى عالم المخدرات. وتوضح أن مادة النيكوتين الموجودة فى السجائر تحفز المخ لإفراز مادتى الدوبامين والسيروتونين، وهما المسئولتان عن الحالة المزاجية؛ مشيرة إلى أن من اعتاد التدخين لفترة طويلة يظل مرتبطا بإفراز هاتين المادتين، وعندما يريد الإقلاع عن التدخين يعانى لفترات طويلة من القلق والتوتر والاضطراب النفسى لعدة شهور، ومعظم الحالات ينجح العلاج السلوكى معها، ولكن هناك بعض الحالات تحتاج إلى إضافة بعض الأدوية للمساعدة على تحسين الحالة المزاجية. وبالنسبة للمدخن الذى أقلع لفترة طويلة ثم تعرض لضغط نفسى، فتشير إلى أن عليه اللجوء إلى الطبيب النفسى لمساعدته، وإذا كان العلاج النفسى غير كافٍ يتم إضافة أدوية مضادة للقلق والاكتئاب تساعده على تجاوز هذه المرحلة دون العودة للسجائر. وتؤكد أن الصيام تربية سلوكية للإقلاع؛ حيث يظل ممسكا من صلاة الفجر وحتى المغرب، ثم بعد المغرب يستعد لصلاة التراويح ثم السحور وصلاة الفجر، كل هذه الأوقات تقترب من 20 ساعة، فإذا استطاع خلال الأربع ساعات المتبقية بالإرادة والعزيمة أن يمتنع عن التدخين فسوف ينجح فى الإقلاع. وأوضحت أنه من الممكن أن يواجه بعض أعراض الانسحاب خلال الأسبوع الأول من رمضان، من اضطراب فى النوم، وقلة تركيز، وتوتر، وتغير شهية الأكل، وقلة النشاط، وخلال أيام قليلة من الممكن أن يكمل الشهر دون التدخين تماما، كما توضح بعض الأشياء التى لا بد منها؛ مثل أن يبدل شرب السيجارة بكوب لبن مثلا، وألا يجلس فى المكان الذى يدخن فيه، وأن يستبدل علبة السجائر بمصحف، ويبتعد عن الأصدقاء المدخنين، وأن يدعم نفسه بالإيجابيات؛ مثل التحسن الملحوظ فى الصحة، وتوفير النقود، والمحافظة على صحة أولاده.