سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«شبح» التقسيم يخيم على «ربيع كييف» تورتشينوف رئيسا مؤقتا لأوكرانيا..ويانوكوفيتش يلجأ للشرق للدفاع عن حكمه..روسيا تحذر: جماعات متطرفة ترفض تسليم السلاح وتسيطر على العاصمة بتواطؤ من البرلمان
خيم شبح التقسيم على الأجواء السياسية الملتهبة فى أوكرانيا، حيث دخلت الدولة الأوروبية إلى «المتاهة» أمس بدون رئيس أو سلطة تنفيذية وانقسامات المعارضة وسط تزايد المخاوف بشأن إمكانية تحول «ربيع كييف» إلى «خريف تقسيم» جديد فى القارة الأوروبية. فى محاولة لتجاوز وضعية الفراغ السياسي، صوت البرلمان الأوكرانى لصالح تعيين رئيسه أوليكسندر تورتشينوف بشكل مؤقت رئيساً انتقالياً للبلاد، مطالباً بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول يوم غد الثلاثاء. وكشف نائب برلمانى عن أن البرلمان ينظر فى مسألة ترشيح يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة لمنصب رئيس الحكومة أو بيوتر بورشينكو النائب المستقل . وأصدر البرلمان أيضاً قراراً بالقبض على أوليكسندر كليمنكو وزير المالية السابق وفيكتور بشونكا النائب العام السابق. ووسط حالة من الترقب فى العاصمة الأوكرانية كييف، كان السؤال الرئيسى هو أين الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. فبعد قرار البرلمان الأوكرانى أمس الأول بعزله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى 15 مايو المقبل، أطل يانوكوفيتش على شاشة محطة تليفزيونية محلية ليعلن رفضه قرار العزل باعتباره «انقلابا». وأكدت تقارير إعلامية أن يانوكوفيتش انتقل إلى مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، وهى إحدى المناطق التى تتحدث باللغة الروسية، ويهيمن عليها أنصار الرئيس الأوكرانى المعزول. ويتوقع أن يعتمد يانوكوفيتش على حماية رينات أحمدوف أغنى رجل فى أوكرانيا والممول الرئيسى لحزبه السياسي. وبحسب محللون سياسيون، فإنه على الرغم من مشاركته يانوكوفيتش فى تشجيع فريق كرة القدم المحلى شاختار دونيتسك، فربما يجد أحمدوف أن من الأفضل بالنسبة لمصالحه أن يوالى النظام الجديد. وبعد إعلان يانوكوفيتش رفضه قرار البرلمان بعزله، أكد أنه يعتزم القيام بجولة فى جنوب شرق البلاد وهى منطقة تضم منطقة القرم التى تتمتع بحكم ذاتى وتقطنها أغلبية منحدرة من أصل روسى حيث يوجد مقر أسطول البحر الأسود الروسي، وفى حالة استقرار يانوكوفيتش هناك وتعهده بالقتال فإن ذلك سيثير شكوكاً فى إمكانية تقسيم أوكرانيا على أساس لغوى وثقافي. وتعززت المخاوف بشأن التقسيم فى أوكرانيا مع فشل قيادات المعارضة فى التقدم خطوات للأمام بتطبيق الاتفاق السياسى مع يانوكوفيتش يوم الجمعة الماضي، حيث يشير محللون سياسيون إلى أن قادة المعارضة الثلاثة وهم فيتالى كليتشكو وأرسنى ياتسنيوك وأوليه تياهنيبوك قد تدهورت شعبيتهم بسبب توقيع الاتفاق مع الرئيس المعزول بجانب إطلاق سراح رئيس الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وأعلنت مؤسسات الدولة انحيازها للمحتجين، حيث قامت وزارة الداخلية بالإفراج عن 64 متظاهراً تم احتجازهم خلال المظاهرات التى شهدتها كييف خلال الاسبوع الماضى والتى أودت بحياة نحو 82 شخصاً. وفى المقابل، سيطر على العالم حالة من القلق من أن يتعزز الانقسام فى أوكرانيا (الذى يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة) بين الشرق الناطق بالروسية ويعتمد الثقافة الروسية ويشكل أغلبية، والغرب القومى والناطق بالأوكرانية والذى يميل للتحالف مع أوروبا والانضمام للاتحاد الأوروبي. ففى واشنطن ، أعلن البيت الأبيض أنه يراقب عن كثب الأحداث الراهنة فى أوكرانيا، وأنه سيعمل مع روسيا لدعم بقاء هذه الدولة موحدة، وسط مخاوف من انقسامها إلى شطرين. وصرح جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض بأن "الشعب الأوكرانى هو من يقرر مستقبله لذا عليه المضى قدماً، وسنعمل مع حلفائنا وروسيا والمنظمات الدولية والأوروبية على دعم أوكرانيا قوية ومزدهرة وموحدة وديمقراطية. فيما عبر رئيس الوزراء البولندى دونالد توسك عن قلقه من وجود قوى تهدد وحدة وسلامة أراضى أوكرانيا. وفى موسكو، حذر سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى من أن الوضع يتدهور فى أوكرانيا بسبب عدم قدرة أو عدم رغبة المعارضة فى احترام اتفاقها مع يانوكوفيتش، مشيراً إلى أنه يوجد جماعات متطرفة ترفض تسليم السلاح وتسيطر على مدينة كييف بتواطؤ مع قادة البرلمان الأوكراني.