المقارنة بين الفنانة "زينة" صاحبة قضية إثبات نسب نجليها من الفنان أحمد عز،وبين الطفلة الملائكية "زينة" ضحية الذئاب البشرية قد تكون مجحفة ،لكنها تفرض نفسها من زاوية تناول وسائل الاعلام للقضيتين. ف"زينة"عز أفردت لها الفضائيات ووسائل الاعلام مساحات واسعة من التعاطف والتساؤل والشغف للاجابة عن سؤال الساعة "هل تزوج عز زينة وأنجب منها ،وان كان لماذا يضن عليها بالاعتراف أو إجراء تحليل ال DNA،وإن لم يكن فلماذا تلصق به زينة واقعة الزواج واثبات النسب"؟
وتعدت التساؤلات الى ان وصلت لصميم الحياة الخاصة لكل منهما وعلاقاتهما السابقة وفارس أحلام زينة وعروس "عز" التى تسكن خياله ،حتى إن إحدى الفتيات كتبت عبر صفحتها على الفيس بوك فور ظهور عز فى احدى الفضائيات: "أنا مصدومة ف أحمد عز بزيادة .. انا كنت هاحترمه جداً اذا كان من البداية اخد الخطوات السليمة .. أولا مايطلعش في برامج .. وثانيا يعترف بأولاده من غير شوشرة .. وثالثا مايهينش أم عياله علشان هو أكتر واحد متأكد انها أم عياله وكان عمل ال dna من بدري ..دي حاجة لربنا ولعياله مهما كان مش طايقها او مش طايق عياله.. ده هايندم ندم السنين !".
على الجانب الاخر،ضنت وسائل الاعلام بتناول قضية زينة بورسعيد -إلا بالنذر اليسير- حيث أصدرت المحكمة حكما بالسجن خمسة عشر عاما مع النفاذ على الذئبين البشريين اللذين نالا من "زينة" اغتصابا وقتلا،وجاء فى منطوق الحكم ان "المحكمة وإن كانت ترغب بتوقيع أشد عقوبة للجرم وهى عقوبة الإعدام إلا أنها تأسف أشد الأسف لعدم وجود عقوبة فى القانون العقابى أشد من التى تقضى بها وتقف عاجزة أمام القيد القانونى الوارد بنصوص قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008"،الذى ينص على أنه يقصد بالطفل كل من لم يبلغ ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة،وهوما ينطبق على المتهمين حيث لم يبلغ عمرهما 18 عاما.
وهنا لا تعليق لنا على حكم القضاء، ولكن على القانون الوضعى ،فكان من المأمول أن تدشن وسائل الاعلام حملة تطالب فيها بتعديل سن الطفولة وخاصة فى مثل تلك الجرائم التى ارتكبت مع سبق الاصرار والترصد ،فلخوف كل الخوف أن نجد طفلا- بشنبات- لم يتم عامه الثامن عشر يتمادى فى مثل هذه الجرائم اللاانسانية.
فالثابت فى الشريعة الاسلامية ان انتهاء سن الطفولة مرتبط بمرحلة البلوغ "خمسة عشر عاما"، ففى أصح كتب الحديث وهما صحيحا البخارى ومسلم، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، قال: (عرضت على النبى صلى الله عليه وسلم يوم أحد – أى عرض عليه ليشترك فى الحرب فى معركة أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجبنى، وعرضت عليه يوم الخندق – معركة الخندق – وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازنى. وبعد الإجازة أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج للاشتراك فى الحرب، قال عمر بن عبد العزيز، لما بلغه هذا الحديث: إن هذا الفرق بين الصغير والكبير – يعنى أن هذا هو الفرق بين الطفولة والرجولة).
بل إن استطلاعا للرأى أجراه معهد (نيت مامز) فى بريطانيا أشار الى أن عمر الطفولة ينتهى عند بلوغ الطفل 12 عاما بسبب ضغوط المجتمع عليه من خلال الإنترنت التى تقدم إعلانات جنسية ووسائل الاتصال الاجتماعى وثقافة إتباع المشاهير من نجوم الفن والرياضة.
وكان مأمولا من الاعلام أن يجنبنا "العلاقات الخاصة "لمشاهير الفن ،ولا ينغمس حتى أخمص قدميه فى "التفاصيل"..
وكان مأمولا أن يسلط الضوء على حالة التردى الاخلاقى والتدهور الاقتصادى والعشوائيات والسبات العميق للامن والفقر والامراض التى تنهش جسد المصريين وحال المستشفيات الحكومية وقضايا الارهاب وغيرها ..
زينة "عز" وزينة "بورسعيد ..مجرد مثال صارخ على التناول الاعلامى العشوائى الذى يركز على "التفاهات". لمزيد من مقالات أمانى ماجد