عاشت منال منذ نعومة أظفارها حياة درامية قاسية ، بدأت مع انفصال والديها وتزوج كل منهما، وابتعدا عن مسئولياتهما تجاه طفليهما ثمرة زواجهما الفاشل. فاتجهت منال إلي أحد المصانع لتكمل مسيرة حياتها باجتهاد وهدفها توفير المال ليكون سندها في الحياة ، بعد توقفها عن استكمال دراستها منذ المرحلة الإبتدائية ، إلا أنها لم تسلم من العيون الزائغة التي تغتالها يوميا . منال بملامحها البريئة وافقت علي أول عريس طرق بابها لتهرب من الجحيم الذي كانت تعيش فيه، ونظرات زوج والدتها المسمومة التي كانت تفترسها يوميا ، فقررت الهروب من المنزل في حياة زوجية وهي لم تتجاوز 16 عاما ، إلا أن الأيام عصفت بأحلامها الصغيرة ، مع زوج لم يعوضها حنان الأم وقدوة الأب ، وحصلت علي لقب مطلقة بعد 5 سنوات من الزواج أثمرت عن 3 أولاد ، وانتقل طليقها إلي محافظة أخري وابتعد بأولادها وحرمها من رؤيتهم . وبكلمات تملؤها الدموع تروي منال مأساتها مع زوجها الثاني محمد قائلة : تعرفت عليه منذ 7 سنوات في محل مسمط ، وساندته بكل ما معي من أموال بعد تعرضه لضائقة مالية، وعرضت عليه 37 ألف جنيه كمساعدة مني علي تجاوز أزمته ، ودفع الديون التي تراكمت عليه ، وبدأ في تجارة الخضار والفاكهة إلا أنه خسر في تجارته ، وتغيرت معاملته معي وازدادت المشاجرات بيننا بسبب المصاريف وعدم قدرته علي تحمل المسئولية فطلبت الطلاق وحصلت عليه بعد أن أنجبت عمار 3 سنوات ، ولبني 5 سنوات وتركت المنزل وبدأت أعمل في المصانع مرة أخري ، ثم اتجهت إلي تجارة لعب الأطفال فكنت أحصل عليها من التجار بالموسكي وأبيعها علي الرصيف وكنت أحصل علي مكسب جيد من هذه التجارة . وبعد عام ونصف العام من الانفصال علمت أن طليقي تزوج فتاة تدعي فاطمة من إحدي قري المنصورة ، إلا أنها كانت مهملة في نفسها ولم تهتم بنظافة منزلها أو رعاية زوجها ، ونشبت مشاجرات كثيرة بينهما كانت نتيجتها أنه طلب أن يردني مرة أخري إلي عصمته ونقيم في منزل واحد ، فوافقت لأكون قريبة من أبنائي مرة أخري . وتكمل منال قائلة : وتمر الأيام وأقمت مع ضرتي في مكان واحد يشبه الفيلا بمنطقة المرج ، وكان الطابق الأول لها ، بينما كنت أعيش في الدور الثاني ، وفي البداية كانت علاقتنا جيدة ولم تتأثر بعودتي مرة أخري لزوجي محمد ، وكانت ملامحها الطفولية تخفي وراءها سما قاتلا اكتشفته مع الأيام والليالي السوداء . وبعد شهور من العودة طلب زوجي أن أساعده في تجارة الخضار والفاكهة ، لذلك كنت أترك عمار ولبني معها حتي أعود ، وخلال هذه الفترة كان الشيطان يفكر معها في كيفية التخلص من ابنىّ ، وتأكدت من ذلك عندما دخلت غرفتها ذات مرة فجأة فوجدتها تخفي شيئا في طيات ملابسها ، وعندما أصررت علي معرفته فوجئت بأنه سم فئران كانت تعده لوضعه في الطعام للتخلص من ابنىّ . وتتذكر منال عندما كانت تقوم برعاية ضرتها فاطمة وتغسل ملابسها ، وتعد طعامها وتنظف شقتها ، لأنها كانت مهملة جدا في حياتها لدرجة أن زوجي فوجئ بمساعدتي لها ، رغم ما تفعله معي ومع ابنىّ ، إلي جانب أن زوجي كانت يضربها باستمرار بسبب إهمالها لبيتها ،وكنت أحاول منعه من ضربها ، لذلك كانت تحتمي بي . كانت ضرتي تنتهز فرصة وجود طفلىّ معها وغيابي عن المنزل مع زوجي في العمل، وتضربهما بشدة وتطلب من ابني عمار أن يفقأ عين أخته لبني ، إلي جانب أنها كانت تحرمهما من الطعام وتخفيه في الغسالة أو البوتاجاز ، كما أصابته بجرح في شفته وتأكدت من ذلك بنفسي بعد تسللي خفيه ذات يوم إلي المنزل وشاهدتها تضرب ابني عمار دون سبب ، فوقعت مشاجرة بيننا وفي هذه اللحظة قررت الانفصال عنها نهائيا وعدم ترك ابنىّ معها. وقبل وفاة ابني عمار بيوم واحد كان يلعب في البلكونة عند جدته وفوجئت أنه يقول لها : « أنا مش هاجي هنا تاني .. أنا هاموت»، وفي هذه اللحظة شعرت برجفة شديدة بداخلي واحتضنته بشدة ، وأصابني القلق من أن يصيبه مكروه . وتمسح منال دموعها وتكمل قائلة: في يوم الوفاة طلب زوجي أن أذهب معه إلي الموسكي لشراء بعض الأشياء، وقال لضرتي خدي بالك من أبنائي ، وكنت أشعر بالخوف الشديد عليهما إلا أن زوجي محمد طمأنني بأنها لن تؤذيهم. وكان قلبي لا يطاوعني علي تركهما مع ضرتي الرقطاء ، إلا أن زوجي قال لي اتصلي بهما باستمرار لتطمئني عليهما ، وذهبنا إلي منطقة الموسكي ، وكنت أتصل بها طوال اليوم لأطمئن علي ابنىّ ، وكانت تقول لي إنها أطعمتهما مرتين ، ولبني تلعب بينما عمار نايم علي سريرها . في هذه اللحظة شعرت أن عمار أصابه مكروه, وعندما دخلت الشقة وجدت ابني مقتولا، وجاء تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثته أن عمار مات مخنوقا ، بعد كسر القصبة الهوائية ، وقررت النيابة حبس المتهمة علي ذمة القضية . وتكمل منال : إن المتهمة كانت فتاة لعوب ، ويأتي الرجال إلي شقتها في غياب زوجها ، وكنت أحذرها مما تفعله إلا أنها لم تكترث لكلامي ، وفي يوم الحادث علمت من ابنتي لبني أن أحد الرجال كان موجودا معها ، وعندما قال لها ابني عمار : سأقول لوالدي ، فلعب الشيطان برأسها وقررت التخلص منه نهائيا حتي لا يفتضح أمرها. وتشير منال إلي أنها حصلت علي الطلاق من زوجها للمرة الأخيرة ، بعد تخليه عن المطالبة بحق ابنها ، وانتقل إلي مكان آخر مع ابنتها لبني ، ورفض رؤيتي لأبنتي أو إقامتها معي ، فأقمت دعوي رؤية وانتظر حكم المحكمة في عودة ابنتي إلي حضني .