جاءت وفاة هاجر أحمد، وأحمد عبدالحفيظ، وخالد السباعي، والمخرج محمد رمضان، ضحايا العاصفة الثلجية بجبل «باب الدنيا» بجبال سانت كاترين لتفتح عاصفة من الجدل والاتهامات بين أهالى وأصدقاء الضحايا من جانب وعلى الجانب الآخر كانت تقف الحكومة بكل أجهزتها باعتبارها المسئول الأول والأخير عن وفاة 3 شباب وفتاة خرجوا قبل أيام فى رحلة سفاري، فعادوا فى صناديق خشبية، والسؤال الذى يتردد لو كان هؤلاء الشباب أجانب هل سيكون هذا مصيرهم؟ فالبعض يرى أن الحكومة بأجهزتها تعاملت بجدية مع الأزمة، والبعض الآخر يرى أن التقصير كان سيد الموقف، ولكن المؤكد أن رحلات السفارى لها ضوابط وشروط وأن الأجانب والمصريين تختلف معاملتهم فى هذه الرحلات، فالمصرى يتحرك بحرية. أما السائح الأجنبى فلا يستطيع التحرك دون الحصول على التصاريح المطلوبة. اللواء عادل كساب، مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات والمتحدث الرسمى لمحافظة جنوبسيناء، أكد أن رحلات السفارى لها ضوابط كثيرة منها ما يتعلق ب«الدليل» الذى يقوم بقيادة الفوج السياحى فى الدروب والجبال فلابد أن تكون بياناته مسجلة لدى أجهزة الشرطة التابعة للمكان، أما أعضاء الفوج السياحى فإذا كانوا مصريين فلا يشترط إبلاغ الجهات المختصة حيث إن كل مواطن مصرى له الحق أن يتحرك فى وطنه بحرية. وفى حالة وجود أجانب فلابد من اخطار جميع أجهزة الدولة المسئولة عن تأمينهم، كما أن شركة السياحة المسئولة عن الفوج السياحى تحصل على جميع الموافقات المطلوبة ومنها حرس الحدود وشرطة السياحة التى تتابع خط سير الأفواج السياحية، وعن تنفيذ الضوابط التى تطبق القيام برحلات سفارى شدد اللواء كساب على أنه لا يوجد تساهل فى تنفيذ هذه الضوابط من جانب الأجهزة المختصة وكل جهاز يقوم بدوره على أكمل وجه، فنحن نعمل فى مناطق حساسة من أرض الوطن ولا مجال للتراخى أو الإهمال. مجدى سليم، مدير السياحة الداخلية بوزارة السياحة، قال إن الوزارة لديها اهتمام كبير بسياحة السفارى التى ارتفع الطلب عليها خلال الفترة الأخيرة، ولهذا تم إنشاء إدارة متخصصة تابعة للسياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة الهدف منها تقديم مزيد من التسهيلات والمساندة لهذه النوعية من السياحة التى تتميز بها مصر وتتصدرها الصحراء الغربية ومنطقة الصحراء البيضاء والجلف الكبير. أضاف مدير السياحة الداخلية أن الاقبال تزايد على سياحة السفارى عام 2010 بشكل ملحوظ مما دفعنا لتخفيض قيمة تكاليف الجهات الأمنية لمدة عامين، كما أن وزارة السياحة قررت تحمل تكاليف 50% من قيمة المصروفات التى تقع على الشركات التى لا تتجاوز 40 شركة تتمتع بسمعة عالمية وتمتلك الكثير من الكوادر المهمة فى هذا المجال. كما أن تكاليف هذه الرحلات تكون مرتفعة بسبب ضرورة توافر أدوات أسعارها مرتفعة مثل سيارات الدفع الرباعى والسيارات المستخدمة فى خدمة الأفواج السياحية القادمة إلى جنوبسيناء. أما دينا تادروس صاحبة شركة سياحة، فأكدت أن زيادة الاقبال على رحلات السفارى مرتبطة برواج السياحة وأن 50% من الأجانب يقبلون على سياحة السفارى التى تتميز بها مناطق كثيرة فى مصر ومنها جنوبسيناء، كما أن سياحة السفارى تمثل نسبة لا تتجاوز 10% من حجم السياحة التى تتدفق إلى مصر سنويا. ووزارة السياحة مطالبة بمزيد من الجهد فى هذا الملف فمصر تمتلك إمكانات فى هذا المجال ليس لها مثيل على مستوى العالم. أسامة خيري، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، ناشد كل من يرغب فى القيام برحلات السفارى إتباع التعليمات التى تقرها الأجهزة المختصة والضوابط المطلوبة، فهذه السياحة تندرج تحت مسمى سياحة المغامرات، وأن كل من يقوم بسياحة السفارى عليه أن يعرف جيدا أنه فى حالة عدم اتباعه الإرشادات المطلوبة يعرض حياته للخطر. أضاف خيرى أن وزارة السياحة عليها أن تبذل مزيدا من الجهد فى تأمين حياة السياح وألا تتركهم عرضة لعدد من البدو غير المحترفين فى صعود الجبال وقيادة الأفواج السياحية نحو المجهول.