هل أخطأ مرشح الرئاسة محمد العوا حينما طالب بإلغاء مجلس الشوري؟ المطالبة لم تقتصر علي العوا وحده إنما هناك آخرون جاء تمسكهم بتقديم موعد انتخابات الرئاسة ووجدوا أن انتخابات الشوري تحول دون تحقيق ما يريدونه, وعلينا أن نتساءل: هل الابقاء علي مجلس الشوري واستمراره يمثل إهدارا للمال والوقت والجهد؟. لابد أن نقر هنا بأن مجلس الشوري المقبل سوف يختلف عما سبقه, وربما يكون الرأي العام لديه عقده من هذا المجلس, الذي كان ثلث أعضائه بالتمام والكمال يتم تعيينهم عن طريق الرئيس السابق مبارك, والتعيين هنا تحكمه المجاملة علي طريقة تكريم الوزير الأسبق إبراهيم سليمان حينما رحل عن منصبه, واختيارات مبارك بالطبع معروفة ولا تخضع لأي معايير منطقية ولم تكن تلقي أي قبول من جانب الرأي العام, أما مجلس الشوري المقبل فإن أعضاءه سوف يحملون عضوية المجلس بعد خوض معركة انتخابية, الفوز فيها للأصلح والأفضل لدي الجماهير, ولن نجد عضوا يشغل مقعده داخل قاعة الشوري وحصل علي العضوية دون وجه حق. كما أن الرأي العام كان لايستحسن وجود مجلس نيابي كان يتولي رئاسته صفوت الشريف, بينما المجلس المقبل سوف يختلف, حيث يتولي رئاسته شخص مرغوب فيه وليس منبوذا أو مفروضا أو يحظي بسخط وكراهية البشر. وقد رأينا مجلس الشوري في العهد السابق يعد مئات التقارير التي لم تلتفت إليها الحكومة ولم تعمل بها لتصبح التقارير تحصيل حاصل وحبرا علي ورق, والأمر بالطبع سوف يختلف بعد ثورة يناير ما دامت هناك حكومة جادة تستجيب لكل توصيات ترقي إلي المصلحة العامة, ورفع العبء عن الكادحين وما دام الشوري سوف يضم نوابا جادين ليس بينهم الهارب ممدوح إسماعيل أو من ينافسونه في التحايل والتلاعب من خريجي مدرسة الحزب الوطني المنحل للنهب والسلب. وسوف نجد لمجلس الشوري في ثوبه الجديد دورا مؤثرا في الحياة السياسية, وسيكون نشاطه مثمرا بالفعل, ولن يحدث أبدا أن تظل تقاريره حبيسة الادراج عديمة الجدوي, تلقي الاستخفاف من شقيقه مجلس الشعب, بل إن كليهما سيكون مكملا للآخر, ولو كان هناك ازدواج له مع المجالس المتخصصة فليس هناك ما يمنع من إلغاء تلك المجالس التي تولي رئاستها عدة قيادات كان آخرهم كمال الشاذلي. نعم سوف يكون لمجلس الشوري دور مؤثر في حياتنا السياسية. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد