نشرت «الأهرام» تحقيقا للأستاذ علاء عبدالله بعنوان "حليب الأطفال المدعم لإرضاع العجول". . وأود أن أؤكد أن الألبان الصناعية التى تقدم للأطفال بدأت فى الغرب منذ عقود سابقة، وانتشرت فى الدول النامية مع الدعاية الكاذبة التى صحبتها فى ذلك الوقت بتفضيلها عن لبن الأمهات، وقد أمكن للدعاية البغيضة أن تؤثر على أمهات الأسر القادرة ماديا، فاستعاضت بها عن الرضاعة الطبيعية، ثم انتشرت ذات العدوى إلى باقى الأمهات على اختلاف مستوياتهن الاجتماعية، إما لتقليد ومحاكاة أمهات ذوى اليسار، أو لخروج الأمهات مبكرا بعد الولادة، أو بحجة بعض الأمهات الاحتفاظ بالقوام، إلا أن الدول الغربية قد اتجهت أخيرا إلى تشجيع الرضاعة الطبيعية بعد أن أيقنت ما لها من فوائد للطفل والأم، فإذا كان اللبن المدعم يستخدمونه لإرضاع العجول الصغيرة فى محافظة كفر الشيخ كما جاء فى التحقيق، فهو استرداد للعجول حقها فى لبنها، لأن الألبان الصناعية ما هى إلا ألبان البقر، وتم حرمان العجول الصغيرة منها، فقد أعادوا الحق لأصحابه، وضربوا عرض الحائط بالدعم الذى تكبدته الحكومة لإرضاء المواطنين، فلبن البقر للبقر، ولبن الإنسان للإنسان، والألبان التى تباع فى الأسواق ما هى إلا زيادة عن حاجة العجول الصغيرة، أو استمرار لإدرار اللبن بعد فترة فطام الصغير، واعتماده على الكلأ. ومما يؤسف له أن كثيرين من الأطباء ليس لديهم الوقت لتشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية، التي يجب أن تستمر فى المرحلة الأولى دون غيرها فى الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، ثم تأتى المرحلة الثانية وهى مرحلة الفطام، حيث يبدأ الطفل التدرج فى الطعام كما ونوعا، ومن السيولة إلى الرخوة إلى الطعام بطبيعته مع التدرج فى الإقلال من الإرضاع حتي يمكن للطفل أن يتناول طعام الكبار فى عامه الثاني، مع الاستمرار فى تناول الرضعات الطبيعية وإن قلت من لبن الأم إلى أن يكمل السنة الثانية من العمر، وتوقف عنه الرضاعة الطبيعية.. وأتعشم ألا يتسرع أطباء الأطفال فى الاستجابة للأم التي يهيأ لها أن لبنها غير كاف للطفل، وإعطاء بعض الوقت لإقناع الأم بفائدة الرضاعة الطبيعية لها ولطفلها، وعدم وصف اللبن الصناعى إلا فى الحالات الطبية المعروفة لدى جميع الأطباء، فإذا التزمت الأمهات بذلك، فلن نكون فى حاجة إلى استيراد الكثير من الألبان الصناعية، وعلى وسائل الإعلام مساعدة جمهور الأمهات، بالمساهمة فى تشجيعهن على الرضاعة الطبيعية، خصوصا وأن الكثيرات منهن يلجأن إلى الألبان الصناعية دون الرجوع للطبيب، مع الاهتمام بتغذية الأم أثناء فترة الإرضاع. د. محمد عمرو حسين عميد المعهد القومى للتغذية الأسبق