الشعب والجيش إيد واحدة شعار ارتفع وتواصل ترديده فترة طويلة من جماهير المواطنين في كل الميادين بعدما انتشرت القوات المسلحة في انحاء مصر وجاء بيانها الاول بتحملها مسئولية حماية مطالب الشعب وتنفيذ ما نادت به الثورة وتأمين مرافق الدولة وخدماتها, وفجأة ودون مقدمات طفت خلافات بين الائتلافات وتصدعت وحدة الفكر والصف بين الاحزاب وتفككت التحالفات وتباينت الاراء في الفضائيات والصحف وتعارضت وراحت تنتقد تصرفات وقرارات للمجلس الاعلي للقوات المسلحة وتهاجم شخصياته والدعوة لإسقاطه وبلغ التمادي في ذلك ذروتة يوم أحداث ماسبيرو وما نتج عنها من استشهاد عدد من افراد الجيش واحراق بعض من آلياته الامر الذي يعد اساءة واهانة لمن تحملوا عبء ومسئولية الحفاظ علي مكتسبات الثورة والقائمين بها, وسادت حملة مسعورة ضد العسكريين وكأنهم غزاة او محتلون وإعمالا للعقل علينا ان نعي أن افراد الجيش مواطنون مصريون لهم كل حقوق المواطنة وعليهم كل واجباتها التي يتاجر من اجلها كل دعاة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وان التفرقة في التعامل بين ابناء المؤسسة العسكرية وباقي فئات الشعب تمثل نوعا من التمييز والعنصرية لأن القانون قد اتاح للعسكريين ورجال القضاء والشرطة حق الترشح والانتخاب وشغل المقاعد النيابية والمحلية شريطة ان يتقدموا باستقالاتهم من وظائفهم كما ان القانون يفرض علي كل الراغبين في الترشح للانتخابات او المتقدمين لشغل الوظائف اداء الخدمة العسكرية وهذا في حد ذاتهتأكيد ضمني علي وجوب الانخراط اجباريا في العمل العسكري قبل السياسي او المهني وهو ما يضفي علي جميع المصريين صفة العسكريين عدا المعافين الي جانب ان أفراد القوات المسلحة يمارسون عملا مهنيا متخصصا يتساوون فيه مع الاطباء والمهندسين والقضاة والمحامين والصحفيين والصيادلة والمعلمين وباقي الفئات المهنية الاخري والعاملين جميعا من ابناء الشعب, ويعيشون المعاناة والطموح وتتاح للعسكريين التعرف علي كل ما يدور داخل الوطن وخارجه من تطورات ومشاكل وما يتعرض له من مخاطر تمس حياة مواطنيه ومعيشتهم.. ويبقي في النهاية القول إن هذا ليس دفاعا عن الجيش وأفراده لأن كل شعوب العالم تعي يقينا بأن الجيوش هي حماية للوطن وأبنائه. [email protected]