كان جلال السيد هو أول من حرر صفحة متخصصة في الكتب بالصحف اليومية المصرية.وعندما أقول متخصصة فلا أقصد أنها تعنى بعروض الكتب فهذه موجودة منذ تأسيس الصحف المصرية، ولكن أعنى أن تتابع حركة النشر وأخبار الكتب وأحيانا القضايا المرتبطة بها مثل سرقات الكتب بين المؤلفين . كانت زاويته في العدد الاسبوعى لجريدة الجمهورية كل خميس والتي سماها «جولة الكتب» منبرا مهما لأى ناشر أو مؤلف يريد أن يعرّف القراء بان كتابا صدر وعلى القارئ أن يقرر بعد ذلك هل يشترى الكتاب أم لا . وكنا نحن المهتمين بالكتب ننتظر هذه الزاوية كل أسبوع حتى نعرف الكتب الجديدة التي صدرت أو نقرأ عن معركة اتهم فيها كاتب آخر بسرقة أعماله. وبعد ذلك عرفت جلال السيد شخصيا وصادقته وتعلمت منه كيف أنه من حق القارئ أن يعرف نبذة عن كل كتاب صدر بغض النظر عن مؤلفه أو دار النشر التي أصدرته. أما عرض الكتاب نفسه فيكون لذلك الذي يرى المشرف على الصفحة أنه يستحق المناقشة حتى ولو اختلف معه. وكان جلال السيد أحيانا ما يشترى الكتب من الباعة أو المكتبات لكي يكتب عنها من دون أن ينتظر أن يرسلها له الناشر ومن دون أن يتصل بالناشر ليطلب منه الكتاب بحجة انه يريد أن يكتب عنه خبرا كما يحدث الآن من المشرفين على زوايا الكتب في الصحف. وكان الكتاب عزيزا على الصحفي الكبير الراحل لكنه لم يكن يضن على اى صديق له إن طلب كتابا من الكتب النادرة التي تمتلئ بها مكتبته والتي كانت في بلدته سنتريس بالمنوفية . وجلال السيد هو الذي جمع بالاشتراك مع ناجى علوش مقالات المؤرخ الفلسطينى الرائد الراحل بندلى صليبا الجوزى الذي عاش سنواته الأخيرة في روسيا حتى مات هناك . وكان السيد مشغولا في سنواته الأخيرة بإعداد كتاب كان يريد أن يكون عنوانه هو «فلسطين قضية مصرية». أتذكر جلال السيد عندما أرى الصحف تحرص على أن يكون من بين صفحاتها زاوية للكتب لأنه الرائد في هذا المجال على الرغم من ان الشللية والمجاملات هي الطابع السائد على هذه الصفحات والزوايا وأتذكره كل عام مع كل معرض كتاب . وأعده بان تسير هذه الصفحة على النهج الذي حاول أن يرسيه في زاويته الرائدة «جولة الكتب». لمزيد من مقالات خالد السرجانى