أكل "حمدين" الجو بترشحه للرئاسة وفين يوجعك ولم يسلم "أبوالفتوح" من الأذي.. مع أنه لم يرشح نفسه هذا ومازلنا في أولها لذلك سوف اكتب في موضوع آخر.. حتي بعد أن سألتني آنسة من مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء ان اختار رئيسا فأجبت علي الفور "وانتي مالك".. ولكنني غفرت لها أسئلة أخري صعبة مثل: ماذا تقترح للإصلاح الاقتصادي؟ مع انه سؤال يوجه للخبراء ولا يجدون له جوابا.. قالت: لأننا نختار النخبة مع انها طلبتني باسم "محمد جاد الحق" الذي لا يعرفه أحد الا في الحكومة ودليل التليفونات.. ثم سألتني: انت بتشتغل ايه؟ قلت في سري: نخبة ايه دي!! ندخل في الموضوع: نفسي احضر جلسة اختيار "واحد رئيس تحرير" بعد أن عشت وشفت ما يجري لصاحبة الجلاله. بالضرب لو ان مصورا أو صحفيا يقوم بواجبه في تغطية مظاهرة.. أو بالإهانة بدخول رؤساء التحرير الامتحان. عن ضرب الصحفيين قالت "منظمة العفو الدولية" انهم 76 حتي الآن فهاجت الدنيا عندنا في المجلس الأعلي للصحافة والنقابة واتحاد الكتاب ومجلس حقوق الإنسان المصري وقالوا ان العدد الصحيح هو خمسة فقط كما أن العفو الدولية لم تتصل بهم لتسألهم وقالوا اشمعني أمريكا التي سبق وسجنت صحفيا عربيا في "جوانتنامو" 7 سنوات!! هل لم يتقدم الصحفيون المضروبون والمصورون المهشمة كاميراتهم بالشكوي لتلك المجالس الشعبية الرسمية أم ان كله كلام جرايد مع ان عماد الدين حسين رئيس تحرير "الشروق" حاول التحدث مع اللواء المشرف علي احتجاز اثنين من رجاله فرفض أن يرد عليه!! عن الامتحان: ليست أول مرة يختار فيها رؤساء التحرير بتلك الطريقة الغريبة "الأوريجينال" وقد تصورت انها أيام الإخوان لاختيار من لا يصلح ولكن يبدو ان كله واحد وان "السيستم" لا يتغير.. وعلي كل من يريد ان يقدم طلبا بنفسه وخط يده فاقترب عددهم من الأربعمائة صحفي وكل رئيس مجلس ادارة يرشح 3 من كل مطبوعة تتبعه وكل عضو بالمجلس الأعلي له رأي وصوت وحق باعتبار ان "جحا أولي". يقولون ان "عفاريت الليل" - أجهزة الأمن بمختلف مسمياتها - لم يعد لها رأي.. والنبي إيه!! بغير مناسبة - علي الاطلاق - وجدت نفسي أدندن بقصيدة بيرم التونسي: قد أوقع القلب في الاشجان والكمد هوي حبيب يسمي المجلس البلدي عشرة آلاف سائح ضيوفا ** بخبرته رئيسا لمجلس ادارة مصر للسياحة الأسبق وانطلاقا من وطنيته وغيرته علي ما جري لمصر. عكف سمير حلاوة علي وضع خطة لإعادة الثقة في مصر سياحيا بعد أن تدهور الحال لأسباب خارجة عن الإرادة لا يقلل من إصلاحها إلا النوم في العسل واصدار بيانات بالغة التفاؤل تخفي عنا الحقائق وان كانت لا تخفي علي غيرنا وأخشي القول بأن المسئولين عن قطاع السياحة يصدقونها بل وينشرونها بمختلف وسائل الإعلام والاعلان. يقترح سمير حلاوة في مذكرة طويلة كتبها باللغتين العربية والانجليزية أرسلها إلي عدد من المهتمين علي أمل مناقشتها وتطويرها لتنفيذها من قبل الوزارات المعنية والمهنيين المصريين والأجانب تحت إدارة شخصية مرموقة لها خبرة في العلاقات العامة للاتصال والتنسيق بين مختلف الاطراف استنادا إلي قاعدة بيانات سليمة وحديثة يشارك فيها صندوق التنشيط السياحي واتحاد الغرف السياحية والبنوك ومكاتب الصرافة وشركات التأمين ورجال أعمال وقد يدعي رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء للتدخل إذا لزم الأمر. أساس الفكرة هو دعوة من خمسة إلي عشرة آلاف سائح من جنسيات واعمار واهتمامات مختلفة لزيارة مصر مجانا تأكيدا علي تحسن الأحوال الأمنية واستقرارها تساهم فيها مصر للطيران وشركات الطيران الأجنبية والطيران العارض المستفيدين من عودة السياحة. كل علي حسب امكانياته والمقاعد الخالية.. مع مساهمة شركات البترول في تموين الطائرات والإعفاء من رسوم الهبوط والاقلاع وأية رسوم أخري وتوفير الخدمات الأرضية والإقامة في الفنادق والقري السياحية والبواخر النيلية وزيارة الآثار والصوت والضوء ودعوات من المطاعم والبازارات ويتطوع المرشدون رغم ظروفهم القاسية لمرافقة السياح تحت شعار "هيا لمشاهدة مصر بنفسك مجانا" يرافقهم اعلاميون من البلاد التي أتوا منها يقومون بالتغطية الصحفية والتليفزيونية أولا بأول. خطة عمل تحتاج لجهد جاد ومشاركة الجميع. الآن وليس غدا. تري هل يهتم السياحيون بما يقدمه سمير حلاوة أم أن بعضهم مشغول باختيار وزير السياحة نائبا لرئيس الوزراء في أول تعديل وزاري!! *** ريادة "جلال السيد" ووعد "السرجاني" ووفاء "هالة" ** كتب خالد السرجاني في أول توليه صفحة الكتب بالأهرام وقد كان من الزملاء الأساتذة الذين أطيح بهم في موجات متعاقبة لم تنل منهم وإنما نالت ممن أصدروا قرارات ابعادهم. كتب: كان جلال السيد هو أول من حرر صفحة متخصصة في الكتب بالصحف اليومية المصرية وعندما أقول المتخصصة فلا أقصد انها تعني بعروض الكتب فهذه موجودة منذ تأسيس الصحف المصرية ولكني أتمني أن تتابع حركة النشر وأخبار الكتب وأحيانا القضايا المرتبطة بها مثل سرقة الكتب بين المؤلفين. كانت زاويته "جولة الكتب" في العدد الأسبوعي لجريدة "الجمهورية" منبرا مهما لأي ناشر أو مؤلف يريد أن يعرف القرار بأن كتابا صدر.. وكان أحيانا يشتري الكتب ولا ينتظر أن يرسلها له الناشر ولا يطلبها من أحد. اتذكر كل عام مع كل معرض كتاب وأعده بأن تسير هذه الصفحة في "الأهرام" علي النهج الذي حاول أن يرسيه في "الجمهورية". ** وكتبت المخرجة التليفزيونية "هالة جلال" علي "الفيس بوك" ما أحببت أن يعرفه كل إنسان حر شجاع عن أبييها "جلال السيد". خبط عنيف علي الباب في الثالثة صباحا.. صحونا جميعا في نفس اللحظة.. فزع وارتباك أعاد لنا ذكريات كنا نتصور انها اختفت من ذاكرتنا. تشجع أبي وفتح الباب.. ضابط بوليس يسأل: سيادتك عندك عربية بيضاء 128؟ بابا: أيوه. الضابط: اتسرقت واحنا جبناها تعالي معانا. بابا: أشرح لي الأول الحكاية. شرح الضابط ملابسات القبض علي مراهق سارق السيارة عند مشارف القاهرة وأوقفه كمين.. ادعي انكو مديينه العربية. ثم اتضح فيما بعد انه ابن صاحب الجراج.. خدنا أبوه علي القسم والواد معنا تحت.. عايزين حضرتك تيجي عشان نقفل المحضر والعربية ممكن تبص من البلكونة تشوقها. جرينا علي البلكونة وكانت عربية ماما البيضة التي تقلنا إلي المدرسة واقفة واتنين: واحد لابس ميري والتاني ملكي بيعجنوا في الشاب من الضرب وصراخ الشاب مرتفع جدا. دخل أبي من البلكونة واجم. وقال للضابط: ليه بيضربوه.. أجاب مبتسما وباستهتار: حرامي عايزهم يعملوا له ايه! بابا: أنا جاي معاك استلم العربية لكن مش هاتهمه بالسرقة عشان ضربتوه وما ينفعش نحاسب عيل مرتين علي نفس الغلطة. تضايق الضابط ولكنه سكت لأنه عامل حساب ان أبويا صحفي.. ثم قال: حضرتك بتعمل حاجة ضد القانون.. ابتسم لي وقال: بعض ما عندكم. والشاب ماتحبسش بس انضرب هو وأهله أيام طويلة.. وظلت هذه العائلة تحبنا طول العمر. ** كم نفتقد جلال السيد.