أكد وزير السياحة هشام زعزوع أن مشروع المتحف المصري الكبير يعد الهرم الرابع لمصر؛ لما يحظى به هذا المشروع من اهتمام دولي؛ باعتبار أنه سيضم تراثا حضاريا نادرا للإنسان المصري القديم، مشيرا إلى ترحيب القطاع السياحي الخاص بدعم المشروع في مرحلته الثالثة، من خلال إضافة دولار واحد لكل ليلة فندقية اختياريا على فاتورة النزيل، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزيرا السياحة والآثار عقب توقيع مذكرة التفاهم بشأن دعم استكمال مشروع المتحف المصري الكبير بمقر المتحف، بحضور رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية ونائب رئيس غرفة المنشآت السياحية والمشرف على المتحف المصري الكبير . وقال الوزير في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: إن شعور السائح بنبل المقصد تجعله لن يبخل بدعم ذلك المشروع الذي يعد نافذة للعالم أجمع للتراث الحضاري للإنسان المصري القديم الذي يحظى بولع من السائحين، شريطة أن يتم إيصال الرسالة للسائح بصورة صحيحة من خلال حملة ترويجية جيدة تتزامن مع آليات تنفيذ واضحة، وهذا سيتم خلال الأسابيع القليلة بالاتفاق بين وزارتي السياحة والآثار وغرفة المنشآت الفندقية . وأضاف الوزير أنه يتعامل بحرفية شديدة مع ملفات السياحة؛ بصفته "صنايعي سياحي" وابن لهذه المهنة، قائلا: لن أترك بابا من أجل دعم السياحة إلا وسأطرقه، مهما اختلف معي البعض، وما دامت هناك ضوابط ندير بها ملفاتنا وما دمنا نهدف إلى رفع المعاناة عن الملايين من أبناء الوطن الذين يعانون كثيرا من انحسار الحركة السياحية . وحول ملف السياحة الإيرانية قال زعزوع: إن ملف السياحية الإيرانية ملف اقتصادي، فهناك طلب سياحي قائم، وأنه كوزير للسياحة يطرق كل الأبواب من أجل استعادة السياحة الوافدة إلى مصر في ظل ما يعانيه الاقتصاد والعاملين في مجال السياحة من انحسار الحركة السياحية . وأضاف الوزير أنه ليس هناك تخوف من السياحة الإيرانية، وأن الأقاويل من انتشار التشيع في مصر تعد ضربا من الخيال، فلم نسمع يوما أن دولا كتركيا وماليزيا والإمارات عانت من السائح الإيراني، موضحا أنه خلال لقائه الجانب الإيراني لم يتم التطرق إطلاقا للسياحة الدينية أو ما يسمى بزيارة العتبات المقدسة، وأن كل الاتفاق يصب في صالح السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية . كما شدد زعزوع على أن أجهزتنا المعنية يقظة فيما يتعلق بملف السياحة الإيرانية، وأننا علينا أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا وبمعتقداتنا، خاصة وأن هناك ضوابط تحكم السياحة الإيرانية، ولن نترك الأمور على حالها، فالسائح القادم من إيران بتأشيرة سياحية لعدة أيام لن يؤثر في معتقداتنا ولن نسمح له بممارسة أي نشاط سوى السياحة . وبين وزير السياحة مدى أهمية السوق السياحي الإيراني قائلا: إن إيران تصدر 10 ملايين سائح سنويا، ومتوسط إنفاق السائح الإيراني من 170 -180 دولار في اليوم بما يتفوق قرابة ثلاث أضعاف على متوسط إنفاق السائح الأوربي، وأن السائح الإيراني لديه ولع بالآثار وعنده قدرة كبيرة على الدفع والتسوق، مشيرا إلى أن السائح الإيراني يلقى ترحيبا كبيرا من قبل معظم الدول المنافسة، فتركيا تستقبل 1,9 مليون سائح، ودبي تستقبل 45 رحلة طيران من طهران أسبوعيا . وكما نبه زعزوع إلى أن السياحة صناعة شديدة الحساسية، وأنها وثيقة الصلة بصناعات أخرى، لذا فإننا نحرص على أن نعمل من خلال منظومة متكاملة، فنحن نتعاون مع وزارة الطيران للتخطيط لتشغيل خطوط جديدة لمقاصد سياحية مرتقبة، ونعمل مع وزارة الاتصالات لتنفيذ مشروع البث الحي من المناطق السياحية؛ حتى يتسنى إطلاع السائحين حول العالم على المقاصد السياحية المصرية على الهواء مباشرة . وفي نهاية المؤتمر كشف زعزوع عن تزايد الحركة السياحية في شهر مارس الماضي بنسبة 22% مقارنة بشهر مارس 2012، وأن نسبة السياحة ارتفعت بمقدار 17,1% في عام 2012 مقارنة بعام 2011، وهذا يدلل أن السياحة تمرض ولا تموت، وما زال الأمل معقودا على استقرار الأوضاع السياسية لمزيد من التدفق السياحي .