شروط القبول في برنامج إعداد معلمي تكنولوجيا والتعلم الرقمي بجامعة القاهرة    383 جنيها لسعر كيلو اللحوم اليوم الأحد بالأسواق ( موقع رسمي )    إسرائيل تتراجع عن هدنة غزة التكتيكية.. نتنياهو لسكرتيره العسكري: القتال يستمر    غياب رباعي الأهلي أمام الاتحاد السكندري    «الرياضة» تعلن تنفيذ 6 آلاف مشروع ومبادرة شبابية بالمحافظات    وصفه ب«العشوائية».. الوداد يعترض على الترتيب النهائي للدوري المغربي    بسبب الحر.. إقبال ضعيف على المتنزهات وكورنيش النيل ببني سويف في العيد (صور)    "قصور الثقافة": فعاليات مكثفة للاحتفال بعيد الأضحى    وكيل «صحة الشرقية» يفاجئ العاملين بمركز الحسينية ويجازي مفتشي ومشرفي التغذية    مشايخ القبائل والعواقل والفلسطينيين يهنئون محافظ شمال سيناء بعيد الأضحى المبارك    قمة السلام الدولية حول أوكرانيا تبحث كيفية تجنب «كارثة نووية»    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    رئيس الأسقفية يهنئ الرئيس السيسي وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    غياب نجم منتخب إنجلترا عن مواجهة صربيا في يورو 2024    ثلاثى الأهلى فى الإعلان الترويجى لفيلم "ولاد رزق 3"    محافظ المنيا يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك    ضبط 207 قطع سلاح نارى و286 قضية مخدرات خلال حملات أمنية مكبرة    مصرع شابين والبحث عن اثنين آخرين إثر سقوطهم بسيارة في ترعة المنصورية بالدقهلية    وفاة سيدة مصرية أثناء أداء مناسك الحج    تقرير: هكذا يقتل الجوع في غزة الأطفال    بالفيديو.. كولر وإمام عاشور وقفشة يروجون لفيلم "ولاد رزق 3"برعاية تركي آل الشيخ    في عيد ميلاده.. بيومي فؤاد نجومية متأخرة ومقاطعة جماهيرية    تصفية محتجزي الرهائن في مركز الاحتجاز في مقاطعة روستوف الروسية    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    بالتفاصيل مرور إشرافي مكثف لصحة البحر الأحمر تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك    قوات الاحتلال تعتقل 3 مواطنين جنوب بيت لحم بالضفة الغربية    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    شاعر القبيلة مات والبرج العاجى سقط    نصائح منزلية | 5 نصائح مهمة لحفظ لحم الأضحية طازجًا لفترة أطول    إيرادات Inside Out 2 ترتفع إلى 133 مليون دولار في دور العرض    أدعية وأذكار عيد الأضحى 2024.. تكبير وتهنئة    الأهلي يتفق مع ميتلاند الدنماركي على تسديد مستحقات و"رعاية" إمام عاشور    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    مصدر من اتحاد السلة يكشف ل في الجول حقيقة تغيير نظام الدوري.. وعقوبة سيف سمير    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    وزيرة التضامن توجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمناسبة عيد الأضحى    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    إصابة شاب فلسطينى برصاص قوات الاحتلال فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    البنتاجون: وزير الدفاع الإسرائيلي يقبل دعوة لزيارة واشنطن    التونسيون يحتفلون ب "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    انخفاض في درجات الحرارة.. حالة الطقس في أول أيام عيد الأضحى    إعلام فلسطينى: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلى استهدف مخيم فى رفح الفلسطينية    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    العليا للحج: جواز عدم المبيت في منى لكبار السن والمرضى دون فداء    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إستراتيجيون وخبراء أمن ومشايخ قبائل سيناء في ندوة "الأهرام"
سيناء بين التنمية والإرهاب

أكد خبراء في الاستراتيجية والأمن ومشايخ من قبائل سيناء أن غياب الإرادة السياسية والفكر الاستراتيجي أسس لبيئة خصبة للجماعات الإرهابية المسلحة لتستوطن وتنمو داخل شبه جزيرة سيناء, وساهم في ذلك أيضا جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي, حيث خططت تلك الجماعة الإرهابية لإنشاء جيش مناويء للدولة لينمو بنظرية نباتات الصبار لتكون شوكة أمام أي تغيير آخر ليستنزف الدولة المصرية.
ومن الجرائم التي ارتكبتها تلك الجماعة أنها فتحت الأراضي المصرية أمام إرهابيي العالم ليكون حائط صد لهم, وأن ما تعاني منه مصر الآن من موجة إرهابية ساهمت فيها الجماعة من خلال نقل عناصر إرهابية مسلحة من شبه جزيرة سيناء إلي محافظات الدلتا المختلفة قبل يوم30 يونيو, وبدعم من حزب الحرية والعدالة ومكاتبه في المحافظات المختلفة.
لقد حاولت جماعة الإخوان فصل سيناء عن الدولة المصرية من خلال مشروع تنمية قناة السويس, وكان عنوانها الأمني بعيدا عن اقتصادياتها, وجعل سيناء إقليما خاصا وجعل قناة السويس حدودا جديدة لمصر.
وفيما يلي نص الندوة:
الأهرام: في البداية نود أن نلقي الضوء علي ما يجري في سيناء الآن, وعلي دور القوات المسلحة في مجابهة الإرهاب, وعمليات الضغط الشديد للأجهزة الأمنية علي البؤر الإجرامية
التي دفعت العناصر الإرهابية للانتشار داخل الدلتا لتوسيع نطاق عملياتهم.
اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية قال: إن الحل الأمثل لمنع الإرهاب هو التنمية لهذه المنطقة, ومن وجهة نظري أن الدولة تباطأت في عملية التنمية في سيناء, ونأتي هنا لدور القوات المسلحة في هذه المنطقة, التي بدأت العمل في سيناء عقب اتفاقية السلام مباشرة, بما يوازي عمل الدولة في100 عام, فقامت بعمل طرق هناك لا يقل حجمها عن20 ألف كيلومتر, بالإضافة إلي المدقات التي قد تصل إلي100 ألف كيلومتر, وقد عمل هذا علي توفير وسائل انتقال كثيرة للمواطن السيناوي, هذا بالإضافة إلي الآبار, وخطوط المياه التي حفرتها القوات المسلحة في سيناء لتوفير سبل المعيشة.
وتابع الغباري: إن الإرادة السياسية للدولة فيما يتعلق بمسألة التعمير, كانت غائبة, فكانت في واد آخر غير الوادي الذي كانت تعمل فيه القوات المسلحة, حيث كانت تراقب الموقف من علي بعد وتعمل في صمت, وعن علم, وليس عن جهل, وهذا ما تفتقده كثير من النخب السياسية الآن, وهنا أؤكد أنه إذا لم تمر هذه النخب السياسية علي أكاديمية ناصر العسكرية فلا فائدة لها, وينقصنا في هذه البلد الفكر الاستراتيجي في الإدارة, ولابد أن يوضع في مكانه الطبيعي, وإذا لم يطبق فلن تنهض البلاد, لأن الفكر الإستراتيجي هو الذي يتبصر بما هو آت, وبناء عليه يتم التخطيط والتنفيذ, وبالتالي فالقوات المسلحة تستخدم هذا الفكر في الإدارة وتطبيقه, وتكون في حالة مراقبة للأوضاع التي تحدث, وعندما تشعر بوجود خطر ما تقوم من تلقاء نفسها بالعمل بمفردها.
فمثلا مشروع القري الدفاعية التي ابتكرته ونفذته القوات المسلحة في سيناء لمواجهة العدو الإسرائيلي, والتي لم يهتم بها البدو, وأخذوا منها الأبواب والشبابيك وتركوها معطلة, ولو كانت الإرادة السياسية حاضرة في هذا التوقيت, لما حدث ذلك في هذا المشروع مثلا, وبالتالي كانت قد وفرت مشايخ لهذه القري الدفاعية مثل ما يسمي رئيس مدينة.
وبالتالي لم يكن هناك سقف للمشايخ هناك, وطبيعتهم ميالة للترحال, فلم يكونوا مجبرين علي الاستمرار في هذه القري, ولكن كانت هناك مناطق بها إجبار علي الاستمرار فيها, مثل المنطقة الغربية التي كانت فيها تجربة عندما كنت قائد الفرقة21 في المنطقة الغربية عملنا في استصلاح الأراضي الزراعية, فكانت الفكرة أن الجيش كان يستصلح أراضي الفلاحين هناك ويدفعهم لاستخراج حيازة زراعية, وبدأت الحياة والتوطين في قلب المنطقة الغربية, ومن هنا تأكدنا أن القوات المسلحة تعمل بفكر استراتيجي, وتعلمنا أن الأمن القومي ليس له ثمن, والعائد منه استقرار البلاد, فكانت تكلفة استصلاح الأراضي في المنطقة الغربية ما يقرب من30 مليون جنيه, وكان العائد منه استقرار القبائل وتوطينها في قري جديدة لو تم وضعها في خطة الدولة لحققت عائدات200 مليون جنيه علي الأقل.
الأهرام: تحدثنا عن أسباب الإرهاب في سيناء.. نريد أن نعرف أسباب انتقاله إلي العاصمة ومناطق الدلتا؟.
العميد خالد عكاشة الخبير الأمني والاستراتيجي قال: إنه كان هناك ترتيب مخابراتي محترف من أكثر من جهاز لوجود هذه الجماعات الإرهابية في سيناء, وتم عمل دراسة موسعة عن الأوضاع في مصر بشكل عام, وبالطبع تصدرت منطقة سيناء أهم وأصلح الأماكن لتصدير الإرهاب وتجميعه في هذه المنطقة, لأنها تتمتع بالعديد من المميزات التي يمكن أن تجعلها بيئة حاضنة للإرهاب, وللجماعات الإرهابية, وتكون قادرة علي التمدد ومد جسور الحياة لها من خلال أهم مكانين ملاصقين لسيناء هما قطاع غزة, والحدود الإسرائيلية.
وهنا تم الاتفاق علي أن سيناء ستكون منطقة تجمع وتشكل البؤر الإرهابية, وبداية دخول مصر إلي الحزام الإرهابي الممتد من أول المغرب العربي وحتي جبال الأناضول في تركيا علي شكل وهيئة هلال كبير.
وتابع عكاشة: إن الفترة التي أعقبت ثورة25 يناير حتي تولي محمد مرسي للرئاسة, كانت تعتبر الفترة الذهبية لتشكل هذه الجماعات الإرهابية, وكانت أجهزة الأمن وقتها تحت وطأة ضربة قوية جدا هدمت انحصار المعدلات القديمة, ولم تتمكن من صياغة معادلة جديدة في محاربة هذا النوع من الإرهاب المتشكل, وبدا الأمر وكأنه صداع سوف يتم الانتهاء من ترتيب الأوضاع السياسية في الداخل, وسيتم الالتفات إلي لملمة الوضع بعد ذلك في سيناء, ولكن الوضع في سيناء لم ينتظر الارتباك الحادث في القاهرة, وسبق كل هذه الترتيبات, واستغل التشويش السياسي في هذا التوقيت, بفعل الترتيبات الإقليمية التي كانت منتظرة هذه اللحظة السانحة لإيجاد بؤرة تصعب بعد ذلك محاصرتها, والتي من الممكن أن تهزم في معارك لكي تبقي بمفهوم الحرباء تستطيع أن تعود مرة أخري بعد أن تتلقي ضربات.
وأضاف عكاشة أن أكثر من دولة في الثمانينيات والتسعينيات تعرضت لأعمال مخابراتية, واستهدفت كما يحدث في سيناء, وعلي سبيل المثال في دولة اليمن, وإيجاد بؤر الحوثيين الموجودة في اليمن, وكان ذلك عمل ممتد في نهاية التسعينيات, وكما ذكرنا أن هذا عمل ينمو وينحسر, والعكس, لكنه لم يقتلع ولن يقتلع, والجيش في اليمن كان يحارب هذه الجماعات ولم يستطع القضاء عليها, كما أنه استعان بقوة إقليمية لأنها دولة ضعيفة ليس لديها تكوين للقضاء عليها.
وفتحت الجماعة في عهد مرسي عباءتها بشكل تنظيمي وحركي لتضم هذه الجماعات وتقرر أنها ستكون في المدي القريب الذراع الأقوي والأخطر في مواجهة أي طرف سواء من الداخل أو الخارج أو طلبا لحسابات ومعادلات القوة الاقليمية إن هذا التنظيم يمتلك مجموعة مدربة عالية المستوي تسمي مليشيات ستدخل في أي ترتيبات وستوضع علي أي مائدة حديث كأحد كروت وأوراق القوة لديهم.
لذلك كانت الجماعة أسرع الأطراف الموجودة علي الساحة عملت علي توسيع عباءة نطاقها وتندمج مع مثل هذه الجماعات والذين وجدوا أنفسهم يتمتعون بغطاء سياسي من رأس الدولة المصرية يكفل لهم تكثيف وغل يد الأمن في التعامل معهم وهذا ماتم خلال عام حكم للإخوان.
وتابع عكاشة أن مظاهر هذه الارتباطات بين الإخوان وهذه الجماعات ظهرت بشكل واضح خلال هذا العام وكانت أهم محطة أكدت أن الإخوان سيستثمرون وجود هذه الجماعات في أكتوبر2012 عندما رعي مرسي اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل.
واستطرد عكاشة: أنه بعد الخطوة الناجحة التي قام بها محمد مرسي من وجهة نظر التنظيم ومن كانوا ضالعين في هذه المؤامرة إسرائيليا وأمريكيا ومن أطراف أخري من خلف الستار استمر كل منهم يلعب لمصلحته الخاصة فكانت النتائج مرضية بالنسبة لإسرائيل لأن ومصر أول مرة تتقدم كضامن ومسئول عن عدم ممارسة أي اعتداءات ضد إسرائيل لامن سيناء أو من غزة وكانت هذه نقلة كبيرة في التفاهامات بين إسرائيل وجيرانها ومصر وغزة وايضا كانت الأطراف الأخري تسعي في مسارها كذلك لكن للأسف الشديد كل هذا كان يصب في تنمية وتقوية المجموعات الإرهابية لإيجاد مايسمي جيش صغير مناؤي للدولة ينمو بنظرية نباتات الصبار والنظريات الحربائية لتكون شوكة أمام أي تغيير قادم ليستنزف الدولة المصرية بشكل أو بآخر.
وقال عكاشة إن علي الرغم من كل هذه التقارير كانت الدولة في مرحلة عبثية وكانت تقدم التقارير لرأس الدولة الذي كان منخرطا تماما في اجراءات المؤامرة ولم تقيم بأي إجراء بل كان بالعكس محاصرا لبعض الإجراءات الاصلاحية ومثال علي ذلك اصدار قرار جلب ناس من خارج مصر ودخولهم بمنطقة سيناء وبدأ السماح لهم ؟ بتملك الأراضي وهذا من الممكن أن يؤثر ويعمل علي وجود خلل سكاني فادح في ظل وجود مشاكل لأهالي سيناء مع أصحاب الأراضي الطبيعيين المصريين مما جعل القوات المسلحة تتدخل بقرارات عسكرية تمنع تملك الأراضي لأي طرف.
والمثال الآخر والأخطر هو موضوع قناة السويس ودخول الدولة في عهد مرسي في مشروعات تنمية قناة السويس وكان الموضوع الأمني بعيدا عن اقتصادياتها وهو الفصل النهائي لمسألة سيناء وجعلها اقليما خاصا بوضع قناة السويس حاجزا.
وأضاف عكاشة أن الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها أجهزة الدولة قبل6/30 وبدأ الجيش وللشرطة أنهم يحاربون في سيناء ومع استشعار الخطر من الإخوان فإن الأمور قد تدخل في مرحلة أخري وقد تنقلب في30 يونيو ولكن لن تكون ضربة قاضية وكانوا متأكدين أنهم لن يهزموا بالضربة القاضية وستكون هناك جولات وصراع ومفهوم هذا الصراع وتم طرح هذا التقدير في اللحظات الأخيرة في اجتماع ضم آن باترسون وخيرت الشاطر في مكتب الأخير.
وفي هذا اللقاء تم وضع بعض النقاط المهمة وهي تقدير موقف لما سيحدث في6/30 واتفق الجانبان الأمريكان والإخوان في أنه مهما يحتشد المصريون في الشوارع فالوضع لن يتم حسمه بالضربة القاضية ولكن سنكون أمام مباراة بالجولات وأمام صراع طويل المدي ووقتها قدمت آن باترسون نصيحة للإخوان خلال اللقاء اعتبرها قاتلة وشيطانية وهي آلايدخلوا في تنازلات سياسية حتي يستفيدوا منها في جولات لاحقة, وهذا في حقيقة الأمر ساهم في تجميد الوضع في6/30 مما جعل مرسي وجماعته يدخلون الصراع بدون أي تنازلات.
وأضاف عكاشة: أن الإخوان وأنصارهم بدأوا للاستعداد علي الأرض لمقاومة المباراة الطويلة التي سيخوضها الإخوان بينهم وبين الشعب وأهمها نقل مجموعة من الخلايات المدربة من الجماعات الإرهابية التي تم رعايتها منذ عام والتي تم ضخ أموال طائلة لهم وأسلحة عالية المستوي وأن المطلوب منهم الآن أن يقدموا المساعدة في مقاومة الشعب المصري, ومن هنا أتي دور هذه الجماعات ليدخلوا في المعادلة واستشعارهم للمرة الثانية كمصدر قوة فبدأ نقل مجموعة كبيرة
من هذه الخلايا الي القاهرة وبعض محافظات الدلتا, وتم توفير ملاذات آمنة لهم عن طريق حزب الحرية والعدالة المنتشر في جميع المحافظات, وأيضا عن طريق عناصر الإخوان الذين يمتلكون مجموعة كبيرة من المصانع والمزارع, فتم نقل هذه المجموعة والأسلحة والمواد التي يتم استخدامها في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة, وفشلوا كخلايا نائمة استعدادا للتدخل, والأمر الذي لم يسمح لهم بالتدخل مباشرة في6/30 واعقابها أن الموضوع لم يكن مباراة طويلة بالأهداف ولكن تم حسمه بالضربة القاضية عن طريق الجيش المصري.
وبعد ذلك بقيت هذه الخلايا النائمة في أماكنهم وهنا بدأت الحرب الإرهابية والسيناريو الذي رأيناه في الشهور الماضية من محاربة للنظام السياسي ول30 يونيو وللاستفتاء.
وعقب اللواء خالد مطاوع خبير الأمن القومي قائلا: سيناء معادلة تدخل في أمن مصر, وإن الوضع في سيناء مرتبط بأمن مصر فلا يمكن تحقيق تنمية في سيناء إلا لو تم تحقيق أمن في محافظات القاهرة والعكس صحيح.
الأهرام: نريد أن نعرف من أين أتت فكرة حفر الأنفاق في سيناء؟
العميد خالد عكاشة: أول نفق حفر بين رفح وغزة بقرار سيادي مصري لكسر الحصار ودعم المقاومة واستغلته حماس لضرب الاستقرار في مصر.
وأضاف عكاشة أن هذا الموقف قرار صائب في وقتها وحديث للتاريخ وموثق وشهادة حق إن طوال الوقت نظام حسني مبارك يقبل أن يشهر به ويبتز تحت دعاوي حصار غزة من الجانب المصري وهو كان علي الأرض بالتعاون مع بعض شيوخ القبائل في سيناء في سرية تامة وكان ذلك عمل مخابراتي100% وكانوا يوصلون الأسلحة والمواد الغذائية حتي داخل قطاع غزة دون أن يفصحوا عن هذه العملية, ورغم ذلك كان يشهر بنا في كل الدول العربية علي ان مصر تحاصر غزة وكان وقتها من الصعب الرد تجنبا لوقوع مشاكل اقليمية كثيرة وقد ترتبك معاهدة السلام مع الاتحاد الاوروبي الذي كان شريكا مع امريكا واسرائيل في اتفاقية المعابر.
الأهرام: ما هي كواليس مهلة ال48 ساعة التي منحتها القوات المسلحة للمعزول؟.
اللواء خالد مطاوع قال: نعلم جميعا أن ما حدث يوم2013/6/30 كان لابد أن يحدث في2012/6/30, ولكن المشير طنطاوي في ذلك الوقت كان يعلم تماما ولديه تقرير مرفق من الفريق أول عبدالفتاح السيسي أن الخسائر التي ستلحق الجيش ستكون فادحة نتيجة المواجهة مع الشعب لأن الشعب وقتها كان في حالة من التضليل في رؤيته للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وأضاف مطاوع, أنه كان من المقرر بعد إدماج حماس داخل مصر أن يتم توزيع بعض الأدوار علي قادتها بحيث يصبح خالد مشعل نائب رئيس جمهورية, وإسماعيل هنية سيتولي اقليم سيناء, وكل هذا كان في اطار المخطط, وهنا السؤال ما الذي دفع مرسي لدعم الإرهاب في سيناء؟.. لأن مرسي كان يعلم أنه سيواجه مشاكل جمة خلال عام حكمه فسارع الي حماس, وتم التنسيق فيما بينهما وأسسوا فيما يسمي الألوية الخضراء في مصر, وتم تأسيسها علي مستوي محافظات الجمهورية, وكانت بدعم من شخص في حماس يدعي ميسرة المقدسي وهو كما تطلق عليه إسرائيل بارون حرب الشوارع, فلم يستطع دخول مصر وتم عقد لقاءات معه خارج مصر.
الأهرام: كيف تتعاون قبائل سيناء مع القوات المسلحة في مبادرة تسليم السلاح؟
الشيخ راشد: الأجهزة الأمنية تواصلت معنا وقمنا بدور كبير في مطروح وسيناء وعدد من المحافظات وسلمنا عددا كبيرا من الأسلحة إلي الآن ومازلنا مستمرين, وأناشد باعادة فتح ملف الاحكام الغيابية علي الشباب الذين اتهموا في تفجيرات طابا وعددهم اكثر من250 طالبا وقد يكونوا غير مذنبين ولم يقترفوا ذنبا وإلي الآن هؤلاء الشباب قد يكونون عرضة للجماعات الارهابية والخارجة علي القانون حيث لا ملجأ لهم إلا الصحراء, فإذا تمت إعادة فتح هذا الملف ودراسته سيعالج مشكلة الإرهاب نوعا ما,
تعقيب من اللواء خالد مطاوع بشأن المحاكمات الغيابية حيث قال: إن المحكوم عليه بأحكام غيابية سيظل الحكم قائما عليه مادام الشخص غير موجود, فلابد أن يسلم نفسه مرة أخري حتي يعاد التحقيق وفي إطار المحاكمة يمكن أن يحصل علي البراءة في هذه الحالة, ويمكن بعد ذلك طرح مبادرة لاحتواء هذه العناصر.
الأهرام: ما هي طبيعة وحجم التنظيمات الإرهابية التي تستوطن سيناء حاليا؟
ماهر فضالي الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية قال: خريطة الحركات الجهادية والتكفيرية مرتبكة جدا في سيناء ولابد أن نؤكد هنا علي شيء أن عصر الجماعات الكبيرة أو التكوينات الكبيرة في الجماعات الإسلامية انتهي في العشر سنوات الأخيرة وهذا أحد أسباب إرباك المشهد لدينا4 مكونات أساسية في مشهد الجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي ككل هم الإخوان المسلمين والتيار السلفي والجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد والتكفير, ومنذ عام1995 بدأ عصر السلفية الجهادية والجماعات التكفيرية وهنا أشير الي مفهوم السلفية الجهادية.
وهي عبارة عن تحالف ما بين السلفية الوهابية وتنظيم الجهاد مثال أيمن الظواهري وبن لادن ونحن اليوم في عصر السلفية الجهادية مثل أنصار الشريعة في تونس وليبيا وسيناء وتنظيم داعش في العراق.
إذن كل الأحداث الحالية سلفية جهادية, وأضاف الفضالي أن الآن لدينا3 مجموعات من الجماعات الإسلامية الموجودة في سيناء.
1 جماعات غزاوية وجاءت من غزة وهي جماعة أبو النور المقدسي.
2 مجموعة ألوية الناصر صلاح الدين وهي تنظيم تكفيري.
3 جيش الإسلام ممتاز دغمش وأيضا في سيناء وحماس ترعاه حاليا, وكل هذه التنظيمات دخلت الي سيناء فقد احتلت وتماهت مع التنظيمات الاخري من تكفيريين أو سلفية جهادية وكل هذا أربك المشهد وأثر في عدم التفرقة بين هذه الجماعات.
وقال الفضالي إن هذه الجماعات وجدت أرضا خصبة وبيئة حاضنة لهذا الفكر, وذكر فرغلي أن بداية هذه المجموعات كانت منذ2004 وتحديدا في تفجيرات طابا وتم اعتقال بعدها عدد كبير من أهل سيناء وهذا بدوره فجر أزمة بين الأمن وقبائل سيناء ووضعوا في السجون مع تنظيم التوقف والتبين أو الناجون من النار والذين حاولوا اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا, وأيضا تقابلوا مع شخصيات مؤثرة في السجون من بينهم الدكتور مجد الصفتي الذي أعطي لهم دروسا وأفكارا تكفيرية بالإضافة إلي أحمد عشوش زعيم أنصار الشرعية في تونس وليبيا ومصر وسوريا وهو أحد المدعومين بالمال من الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ومن هنا حدث ارتباط وعلاقات إنسانية بين الأشخاص الذين تم القبض عليهم وبين هؤلاء الشخصيات في السجون وعندما خرجت هذه الشخصيات من السجون بدأوا معاودة الاتصال بكل هذه المجموعات وبدأ كل شخص يؤسس له مجموعة داخل سيناء فنشأت أول مجموعة في سيناء جماعة التوحيد والجهاد وهذه جماعة تكفيرية بحتة وهي من قامت بمذبحة رفح الأولي وهذه من أكبر المجموعات في سيناء, ثم نشأت جماعة أنصار الجهاد وأنصار الإسلام وجند الله وجند الإسلام والقطبين والرايات السود وحركة تطبيق الشريعة بالإضافة الي مجموعات من غزة, إذا لدينا ما يقرب من13 مجموعة إرهابية داخل سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.