العمل التطوعي من العوامل المهمة التي تساعد علي تكوين شخصية الطفل, حيث تنمي فيه مبادئ و قيم تجعله عضوا نافعا لنفسه ولمجتمعه, مثل العطف والعطاء والتعاون, كما ينمي أيضا ذكاءه الاجتماعي.. فكيف ندرب أطفالنا علي العمل التطوعي؟ في البداية يقول د.حمدي حافظ أستاذ الاجتماع بجامعة جنوب الوادي: العمل التطوعي سلوك إنساني لابد أن يغرسه الآباء و الأمهات في أبنائهم, فتدريب الأطفال علي الأعمال التطوعية يشبع رغباتهم ويشغل فراغهم كما يشعرهم بالسعادة والراحة النفسية, كما يكسبهم الكثير من الخبرات وينمي القدرات الذهنية لدي المتطوع ويعطيه ثقة بنفسه. و يضيف أنه يمكن تدريب أطفالنا علي العمل التطوعي بعدة طرق, فمثلا يمكن تحفيزهم علي إنجاز الأعمال بأنفسهم, ولابد من تشجيعهم وتذكيرهم بفضل العمل الذي يقومون به ونزع الخوف من نفوسهم تجاه المشاركة في الأعمال التطوعية الإيجابية. كما أكد د.حمدي حافظ أنه لكي يتم تدريب أطفالنا علي العمل التطوعي لابد من تكوين فريق عمل تطوعي من الأبناء لبرنامج عمل معين, وقد يكون الفريق من أبناء الأسرة الواحدة أو من أبناء المنطقة التي يعيش بها, وإعداد خطة العمل ووضع برنامج زمني مع التقييم المتواصل للعمل, ويوصي بضرورة إقامة دورات تدريبية في الخدمة التطوعية, كنوع من المساهمة في العملية التطوعية, مع العمل علي إمداد المتطوعين بالمعارف و المهارات التي تحقق لهم تطلعاتهم تجاه خدمة المجتمع. و يري د.عادل مدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن العمل التطوعي ثروة اجتماعية وقيمة إنسانية, حيث يقوم علي فكرة التكافل الاجتماعي و أشار إلي أنه لابد من العمل علي تدريب الأطفال منذ الصغر, علي العمل التطوعي من داخل الأسرة وكذلك المدرسة, ولابد من تحفيز الأطفال علي العمل التطوعي بتقديم مكافآت مادية أو معنوية, كما يجب العمل علي تنمية روح التنافس بين الجماعات التطوعية مما يؤدي إلي الإسراع بين الأبناء علي تقديم أعمال تطوعية أفضل من الآخرين, وحتي يمكن قيام الطفل بالعمل التطوعي يجب إقناعه بأهمية هذا العمل له شخصيا ولمن يقوم به من أجلهم ويتعلم كيف يتعامل معهم, كما يجب توفير بيئة تطوعية محببة للطفل وذلك باختيار المكان المناسب والعمل المناسب له. كما يشير د.عادل مدني إلي ضرورة كسر حاجز الخوف وترسيخ التعاون بين الأبناء في مرحلة الطفولة وتحفيزهم علي الأعمال التطوعية وذلك بإظهار إيجابيات العمل التطوعي وما يحققه من سعادة وراحة بينهم. و يقدم أستاذ الطب النفسي بعض النصائح لغرس العمل التطوعي في نفوس الأطفال منها تشجيعهم علي خدمة كبار السن وزرع روح العمل الخيري التطوعي بداخلهم وتقديم قصص للأطفال و تشجيعهم علي إعارتها لأصدقائهم ليستفيدوا منها, وأيضا تعليمهم الرفق بالحيوان.. وغيرها من الأشياء التي تجلب بداخلهم القدرة علي تقديم العمل التطوعي.