وضعت الإرادة الشعبية الضاغطة لترشح المشير عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية إدارة الرئيس الأمريكي أوباما في مأزق كبير بعد أن كشف المؤامرة الأمريكية لزعزعة الاستقرار في مصر, وحال دون أن تتحول مصر إلي سوريا أخري, وقضي علي مشروع الشرق الأوسط الجديد حسبما أكد رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال هيو شيلتون. وكانت الولاياتالمتحدة قد مارست ضغوطا كبيرة علي الجانب المصري للحيلولة دون ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة, ولم يعد سرا أن الولاياتالمتحدة ترفض أن يكون السيسي رئيسا لمصر, ورفضها يبقي سرا تخشي أمريكا الاقتراب منه أو حتي كشفه فهي تعتبر مصلحة إسرائيل احدي أولويات الادارة الأمريكية, فهمهم الأكبر هو السهر علي راحتها وحمايتها وازدهارها وضمان تفوقها علي دول الشرق الأوسط مجتمعة, كما تخشي ميلاد جمال عبدالناصر من جديد في شخص السيسي, الذي أجهض ومعه الشعب المصري والمؤسسة العسكرية مخطط تقسيم الشرق الأوسط إلي عدة دويلات وتحويله إلي منطقة معارك بين السنة والشيعة, والمخطط بدأته أمريكا من احتلال العراق عام2003 عندما تخلصت من أحد أقوي الجيوش العربية, ولم يعد أمامها سوي الجيش المصري, وكل هذا من أجل الحفاظ والحرص علي أمن إسرائيل. فالمخطط الأمريكي كان يتضمن منح الفلسطينيين وطنا بديلا في سيناء لكي تضع إسرائيل يدها علي كامل التراب الفلسطيني, وهو أمر كاد يحدث لولا ثورة30 يونيو وسقوط حكم الإخوان, الذي أسقط معه أحلام أمريكا في تحطيم الجيش وإقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء, حيث قامت الادارة الأمريكية باجراء اتصالات محمومة طوال الفترة الماضية مع قادة المملكة العربية السعودية والامارات والكويت تطالبهم بالتدخل علي نحو عاجل لإثناء السيسي عن الترشح للرئاسة مهما كانت الضغوط الشعبية مؤكدة أنها تنظر للأمر بكثير من الريبة وتعيد النظر كثيرا في إمكانية اعتبار ما حدث مجرد انقلاب ناعم لكن الدول الخليجية رفضت الطلب الأمريكي, وأبلغت واشنطن رفضها التدخل في الشئون الداخلية المصرية.