الحقائق والمكاسب التي حققتها صفقة انضمام محمد صلاح الي تشيلسي الانجليزي, لا تتوقف فقط عند حدود الارقام الكبيرة والسمعة والصيت باعتباره اول لاعب مصر بل وعربي ينضم لصفوف' البلوز', بل انها جاءت لتكشف امر غاية في الاهمية, وهو انتهاء وهم الاهلي والزمالك.. وانهما ليست بوابة العالمية كا يردد البعض, وان الموهبة تفرض نفسها في اي مكان وزمان. وتجارب نجوم الفريقين في عالم الاحتراف تثبت ذلك.. فالنجاح لم يكن وليد اي منهم خلال مشواره بل ان هناك من فرط في الفرصة التي اتيحت له وجاءت علي طبق من ذهب.. ويبدو ان نجومية وبريق الاهلي والزمالك لا يعد دائما ميزة بل انه في الكثير من الاحيان يعتبر وبالا جسيما علي شخصية النجم, الذي يعتبر نفسه خارج النص عندما يطأ بقدمه بعيدا عن مصر, وبالتالي تكون النهاية الطبيعية الفشل وانتهاء قصة النجاح مبكرا. ويشهد التاريخ علي الكثير من مثل هذه الحالات, فمثلا حسام غالي نجم الاهلي السابق وليرس البلجيكي الحالي, اخفق في مسيرته مع توتنهام الانجليزي علي الرغم من امكانياته الفنية والمهارية, فقد القي بقميصه علي وجه مدربه بمجرد ان قام بتغييره دون اي اعتبار لمكانة الاخير, والذي اقسم بدوره علي الاستغناء عنه وبالتالي عاد للاهلي ثم انتقل الي ليرس المتعثر. ولم يكن شيكابالا نجم الزمالك المزعج بعيدا عن المشهد, فالبرغم من الهالة التي رسمها الجميع حول قدراته الرائعة الا ان لمساته الاحترافية لم تكن علي المستوي المطلوب, سواء مع باوك اليوناني او حتي عربيا بعد رحيله من الامارات لكثرة مشاكله ورغبته في ان يعيش دور' النجم', وبالتالي تخبط هنا وهناك وبات في طريقه لاحد الاندية التركية التي تعيش في منطقة القاع في الدوري. ولا ينسي احد تجربة عمرو زكي الذي حقق المستحيل عندما انضم الي ويجان الانجليزي, وسجل عشرة اهداف في عشر مباريات واصبح الجميع يشير اليه بالبنان, ولكن عادت ريما الي عادتها القديمة, واخفق بجدارة في اثبات وجوده ليرحل غير ماسوف عليه من الدوري الانجليزي, ليسعي هنا وهناك الي ان انتقل الي الاحتراف في الكويت ثم اخيرا مع الرجاء المغربي, ولا يدري احد اين ستكون محطته المقبلة. ولم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للمدير الفني الحالي للزمالك احمد حسام ميدو الذي صال وجال بين عشرة اندية اوروبية, ولكن النهاية في كل مرة واحدة.. الرحيل بمشكلة, ولم يكتب تاريخا ملحوظا سواء في البطولات المحلية او الاوروبية, واكتفي بتسجيل الحضور في كل نادي انضم له دون بصمة يذكرها له التاريخ. وعلي العكس من ذلك فان تجربة عبد الستار صبري نجم المقاولون العرب السابق في البرتغال لا تزال عالقة في الاذهان, لدرجة انه اضطرر فقط للعودة الي مصر بسبب ظروف التجنيد, بعد ان قدم اوراق اعتماده كأحد الصفقات الرابحة الي يتذكرها الوسط الاوروبي, والطريف انه كان او من تدرب مع المدير الفني الجديد لصلاح جوزيه مورينيو عندما كان في بنفيكا, وبالتالي فانه علي دراية برؤيته وانه يتعامل مع اللاعبين بواقعية بعيدا عن وهم النجومية. ولذلك فان نجاح الثنائي صلاح ومحمد النني في بازل, وانتقال الاول الي تشيلسي نتيجة الابتعاد عن وهم نجومية الاهلي والزمالك, ولعل ما يشهد علي ذلك انه علي الرغم من حصول نادي القرن علي لقب افريقيا مرتين متتاليتين ومشاركته في كاس العالم للاندية الا انه لم يحترف اي من لاعبيه في الخارج, وكان الامر مجرد كلام في كلام, بل ان المغالاة في العروض لا يكتب لها النجاح, وحتي في حالة التوصل الي اتفاق فان اللاعب سرعان ما يعود الي احضان ناديه بحجة عدم الاعتياد علي الاجواء في حين ان الحقيقة انه غير قادر علي الابتعاد عن نجومية ناديه الزائفة.