هل يحتاج الاحتراف إلي تنظيم إداري؟ هل يحتاج الاحتراف إلي لجان خاصة بعيدة عن الأندية؟ هل يحتاج الاحتراف إلي ثورة إدارية وغيرها من الاسئلة التي تفرض نفسها علي الساحة بعد تفجر أزمة عماد متعب مع ستاندرليج البلجيكي. هي أزمة تهدد مستقبل المهاجم الأول في مصر حاليا.. وتفتح ملفا جديدا في قضية احتراف اللاعب المصري خارجيا وهو ماهي السن المناسبة لاحتراف اللاعب المصري بعد ان اثبتت التجارب فشل كل من احترف بعد سن ال25! هذه السن التي تمثل قمة النضج الكروي بالنسبة للاعب الكرة ملفا جديدا تمثل في نفس الوقت بداية النهاية لمن يخرج للاحتراف في تلك المرحلة السنية وفيما يلي ابرز النماذج: النموذج الأول هو عماد متعب الذي اختار التوقيع لناد في دوري من دوريات الصف الثالث الأوروبي وهو ستاندرلييج البلجيكي لمدة موسمين وهو في السابعة والعشرين من عمره وبعد ان كتب في شهادته الكروية تحوله في الموسم الماضي إلي أفضل مهاجم مصري بعد تراجع عمرو زكي ومواصلة أحمد حسام ميدو التعثر في أوروبا تحديدا بل وبات في نفس الوقت المهاجم الأول بلا منازع للمنتخب الوطني. متعب27 عاما في موقف يحسد عليه حاليا ولم يعد أمامه سوي خيار واحد وهو العودة إلي ناديه البلجيكي لاحياء أمله في الاستمرار بالملاعب حتي يناير. وسبق متعب عمرو زكي الذي رحل عام2008 وهو في الخامسة والعشرين من عمره للعب في ويجان اثلتيك الإنجليزي معارا من الزمالك لمدة موسم. وكانت نقطة انطلاقته مدوية للغاية ونجح في احراز11 هدفا في أول18 مباراة له مع ويجان لكنه تراجع بعدها تماما ودخل في دوامة من اثارة الازمات والمشكلات السلوكية مع مديره الفني وقتها ستيف بروس كان أبرزها عدم التزامه بالانتظام في التدريبات.. وتعرض زكي لهجوم عنيف للغاية أدي إلي عدم تجديد الاعارة من جهة وانهيار اسمه في بورصة المحترفين المطلوبين من جهة ثانية خاصة بعد ان وصفه ستيف بروس بعدم الاحترافية في أداء عمله كلاعب محترف.. وعاد مرة أخري للزمالك.. وكانت هناك تجربة أخري في يناير الماضي لزكي تمثلت في اعارته الي هال سيتي الإنجليزي وهو يقترب من عامة السابع والعشرين لكنه لم يحقق النجاح المنتظر وفشل سريعا وعاد مرة أخري للزمالك مع بداية الموسم الحالي. وخلال فترة مابين عامي2008 و2010 لم يستفد المنتخب الوطني منه مطلقا بل غاب عن تشكيلته الفائزة بلقب كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في انجولا. ومن الأسماء الشهيرة أيضا محمد شوقي لاعب وسط الأهلي حاليا العائد من تجربة احتراف دامت3 مواسم بين عامي2007 و2010 وكان خروج شوقي في صيف عام2007 مصحوبا بتخطيه عامة السادس والعشرين من جهة واختيار الخبراء له كأفضل لاعب وسط مدافع في مصر من جهة ثانية وكان خروجه للعب في فريق ميدلسبره الإنجليزي الذي اشتراه من الأهلي مقابل7 ملايين جنيه ولموسمين كاملين لم يكن محمد شوقي سوي بديل في ميدلسبره ولم يكن يشارك سوي لفترات محدودة للغاية في مباريات ناديه.. ثم تم تجميده في النصف الأول لموسم2010/2009 وعرضه للبيع ليلعب ل4 أشهر في قيصري سبورت التركي ثم يعود للأهلي الشهر الماضي. وحصاد تجربة محمد شوقي لم يكن ناجحا وفي نفس الوقت خسره المنتخب الوطني حتي وهو يشارك أساسيا في ظل غيابه عن فورمة المباريات ومستواه المعهود. ولم يكتب للعديد من اللاعبين النجاح في مشوارهم الاحترافي الذين بدأوه بعد تخطهم لسن الخامسة والعشرين وعادوا سريعا إلي الدوري المحلي. ومن هؤلاء إبراهيم سعيد الذي ترك الزمالك في يناير بعد تخطيه السابعة والعشرين من عمره وكان أفضل مدافع لدي حسن شحاتة.. ولعب في تركيا لموسم ونصف حفلت بالازمات مع رايز سبورت وأنقرة جودجو.. والمثير ان المنتخب خسر جهود إبراهيم سعيد منذ احترافه الأوروبي وإلي الآن ينضم للقائمة أحمد أبو مسلم الذي ترك الأهلي وهو في الخامسة والعشرين من عمره في يناير عام2006 للاحتراف في ستراسبورج الفرنسي.. ومنذ ذلك التاريخ وحتي يونيو2009 لم يكن سوي لاعب بديل أو مجمد خارج الحسابات حتي عاد إلي مصر للعب في الإسماعيلي لكن بعد ان تراجع فنيا بصورة كبيرة يلعب الآن في الإنتاج الحربي وقبل ان يغادر الي فرنسا كان من العناصر التي يعتمد عليها حسن شحاتة في المنتخب الوطني. وتعثر أحمد بلال مهاجم سموحة السكندري الذي ترك الأهلي في أغسطس2005 وهو في الخامسة والعشرين من عمره للاحتراف في تركيا ولعب لموسم ونصف الموسم مع كونياسبورت وأنقرة جودجو ولم يحقق النجاح وعاد سريعا للأهلي ليجلس علي دكة البدلاء. وهناك محمد عبدالله الذي ترك الأهلي في يناير2007 وهو في السادسة والعشرين من عمره للاحتراف في كوينا سبورت التركي وجلس علي دكة البدلاء واختلف مثل بلال مع مديره الفني هناك وعاد بعدها للزمالك ومنه إلي أندية أقل في الاسم والشهرة وخسره المنتخب. وينضم عصام الحضري الذي ترك الأهلي محترفا في سيون السويسري وهو في الخامسة والثلاثين من عمره للقائمة بالرغم من نجاحه لكنه لم يستمرفي الغربة لاكثر من عام ونصف وكذلك محمد بركات الذي تألق مع اهلي جدة السعودي عام2002 ثم فشل مع العربي القطري في العام التالي وعاد إلي مصر للعب في الأهلي. بالنظر لتجارب احتراف اللاعبين مابعد الحادية والعشرين وحتي الرابعة العشرين من العمل نجد ان نسبة النجاح والفشل متكافئة.أبرز نماذج النجاح كان أحمد حسن.. أحد أبرز تجارب الاحتراف المصرية في أوروبا والتي دامت ل10 اعوام في تركيا وبلجيكا حقق فيها الكثير من النجاح واكتسب شعبية ضخمة في الأندية التي لعب لها وأبرزها بيشكتاش التركي واندرلخت البلجيكي وعاد الي مصر وفي جعبته4 ألقاب. كذلك زميله عبدالظاهر السقا الذي خاض11 موسما احترافيا في تركيا دون اسمه خلالها بين أفضل المدافعين في الدوري التركي بين عامي1999 و2010 وهناك عبد الستار صبري الذي حقق نجاحا كبيرا في تيرول النمساوي وأروا السويسري وأجادورا البرتغالي.. في حين لم يعان خلال رحتله من تعثر سوي مع بنفيكا الذي جلس خلاله علي دكة البدلاء لموسمين. أما عن أصحاب تجارب الاخفاق فهناك حازم امام الذي لعب5 اعوام في أوروبا مابين بديل في أودينيزي الإيطالي واساسي في جرافشاب الهولندي وكان ابرز محطاته الكروية تألقه مع الزمالك في الفترة بين عامي2001 و2005 بعد نهاية مشواره الاحترافي. وشريف اكرامي حارس الأهلي الأساسي الحالي والذي كان خارج الحسابات في فينورد روتردام الهولندي بين عامي2005 و2009 وينضم له امير عزمي مجاهد الذي تألق في باوك اليوناني وسقط مع الشباب السعودي وديار بكر التركي. ويظهر ايضا في نفس القائمة مدحت عبد الهادي الذي لعب في كوجاي سبورت التركي بأواخر التسعينيات وتألق في البداية ثم تمرد علي إدارة النادي للعودة الي الزمالك.. كذلك طارق السعيد الذي خرج للاحتراف في اندرلخت البلجيكي عام2001 وهو أفضل لاعب مصري لكنه عاد بعد أقل من عامين للزمالك ولم ينجح في استعادة بريقه المعهود. الفئة التي نجحت في الاحتراف بنسبة تتخطي ال90% هي من تركت مصر وهي الحادية والعشرين عاما.. و نجحت في كتابة اسماء جيدة لها في أوروبا. وعلي رأس هذه الفئة هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي حاليا الذي احترف ل16 عاما في أوروبا ما بين سويسرا وألمانيا وكان عنصرا أساسيا في الفرق التي لعب لها مثل نيوشاتيل السويسري وفردير بريمن وكايرزستلاوترن في ألمانيا وجاء إعتزاله في أوروبا. ينضم إليه محمد زيدان نجم بروسيا دورتموند الألماني الذي بدأ رحتله الاحترافية عام1999 في الدنمارك وهو في الثامنة عشرة من عمره ونجح في تحقيق نجاح مدو له هناك ثم انتقل الي ألمانيا ولعب لعدة اندية كبري مثل بريمن وهامبورج ودور تموند حاليا.. وساهم بدور فعال في فوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية مرتين ويبقي أحمد حسام ميدو صاحب سيرة ذاتية مميزة خاصة في اعوامه الستة الأولي برحلته الأوروبية.. وله في سجله تحقيق شرف احراز3 بطولات مع أياكس الهولندي هي الدوري والكأس والسوبر وكذلك نجح في أن يكون عميد الهدافين المصريين في الدوري الإنجليزي أقوي الدوريات الأوروبية برصيد24 هدفا.. وهناك نماذج لهذه الفئة كتبت بداية قوية في رحلتها الأوروبية لكنها عادت للعب في مصر لظروف قهرية خارجة عن ارادتها مثل محمود عبد الرازق شيكابالا الذي تألق مع باوك سالونيك اليوناني بين عامي2005 و2006 وعاد للزمالك مجبرا.. وكذلك هاني سعيد الذي تنقل بين إيطاليا وسويسرا وبلجيكا بين عامي1997 و2004 وأجبرته الاصابة فقط علي العودة لمصر.