تشكل القدس جوهر القضية الفلسطينية بشكل خاص والصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام, ومع انشغال العرب والعالم بالمتغيرات المتلاحقة في الشرق الأوسط, كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات تهويد القدس, عبر عدة إجراءات تستهدف التغيير السكاني والجغرافي للمدينة المقدسة. لذلك فإن اجتماع لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي بعد طول غياب في المغرب يمثل أهمية خاصة لهذه القضية التي تراجع الاهتمام العربي بها, وهناك ارتياح لنتائج أعمال اللجنة وتوصياتها, لكننا بحاجة إلي آليات سريعة لترجمة تلك النتائج علي أرض الواقع. إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن من أجل استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة علي مدينة القدس, وفي سبيل ذلك قامت بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية لإقامة المستوطنات, وتطويق التجمعات السكنية الفلسطينية والحد من توسعها الأفقي والرأسي لاستيعاب التزايد الطبيعي للشعب الفلسطيني, وإبقاء فلسطينيي مدينة القدس وضواحيها في حالة خوف ورعب معزولين عن شعبهم ووطنهم من خلال الاعتداءات المتكررة عليهم من جانب المستوطين المسلحين, إلي جانب عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب والشرق, وتشويه النمط المعماري للقدس العتيقة والقري الفلسطينية المحيطة, لنزع الطابع العربي الإسلامي عنها وتغيير معالمها الديموجرافية. إن ترك مصير القدس والمقدسيين لمفاوضات السلام المتعثرة يشجع إسرائيل علي المضي في عمليات التهويد, ولابد من تحرك عربي فاعل لتمويل المشروعات العاجلة التي يحتاجها سكان المدينة للحفاظ علي وجودهم, والتعاون مع اليونسكو والهيئات الدولية لوقف عمليات تغيير الطابع العربي الإسلامي للمدينة, إلي جانب إعادة ترتيب الأوراق داخل الجامعة العربية لاستعادة الزخم اللازم لتفعيل الاهتمام الدولي بمبادرة السلام العربية, وعودة عملية التسوية علي أسس سليمة, تضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. لمزيد من مقالات رأى الاهرام