قال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس أن المسلمين يمتلكون من مفاتيح القوة ما يمكنهم في حال استخدامها أن يحرروا بيت المقدس من أيدي المحتل الصهيوني. وأضاف أنه وكل المسلمين لا يعادون الديانة اليهودية التي جاء بها موسي عليه السلام ولكنهم يحاربون الصهيونية العالمية متمثلة في الكيان السرطاني الذي زرعه الغرب علي أرض فلسطينالمحتلة. وتابع، في تصريحات صحفية، أن حالة الشقاق الفلسطيني حالة شاذة سرعان ما ستختفي ويتوحد الجميع خلف القضية التي وحّدت العرب يوما ما وهي قضية المسجد الأقصي المبارك. وقال: 'للأسف الشديد فإن مدينة القدس الشريف تمر بآخر مراحل التهويد في ظل الصمت الإسلامي والانشغال العربي بتوافه الأمور ف'اسرائيل' بدأت في تنفيذ المخطط الاخير لتهويد المدينة بحيث تنتهي السنوات العشر علي مشارف العام 2020 ووقتها يكون عدد اليهود في المدينة إلي مليون شخص. يشكلون 88% من السكان وفي ظل سياسة التهجير القسري للفلسطينيين المقدسيين يصبح عدد الفلسطينيين لا يتجاوز 10% من سكان القدس يسهل بعده طردهم وتقوم سلطات الاحتلال اليوم بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي محافظة القدس وكذلك الاستيلاء علي بيوت المقدسيين من أجل تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين ومصادرة هوياتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم وعدم السماح لهم بالبناء وتطويق المدينة المقدسة بالمستوطنات وفصلها عن محيطها الفلسطيني من خلال بناء جدار الفصل العنصري كما أن حكومة الإحتلال رصدت أكثر من مليار دولار لبناء خمسين ألف وحدة سكنية استيطانية في مدينة القدس من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة يغلب عليها الطابع اليهودي'. أما عن حال المسجد الأقصي فقال صبري أنه ليس بأفضل من حال المدينة المقدسة ولابد ان يدرك المسلمون أن 'إسرائيل' تسعي لتغيير المظهر الإسلامي للقدس من خلال بناء أكبر كنيس في العالم بالمدينة. وسيكون له قبة أكبر من قبة الصخرة كما أنها تقوم بحفريات تحت المسجد مما يهدد أساساته حتي لقد ظهرت انبعاجات في أعمدة المسجد وهي انبعاجات تراهن 'إسرائيل' علي وقوع زلزال مما قد يؤدي إلي انهيار المسجد بالإضافة إلي الأخطار التي يشكلها المتطرفون اليهود الذين خططوا طويلا لهدم أو نسف الأقصي لبناء هيكلهم المزعوم. وتابع قائلاً: 'هناك الكثير من المنظمات الإسلامية التي تهتم بقضية القدس ولكنها منظمات مشلولة الإرادة بسبب الخلافات السياسية ورغم ذلك فنحن نناشد منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصي المبارك ووقف الاعتداءات 'الإسرائيلية' في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية وضرورة العمل علي تثبيت المقدسيين في مدينتهم من خلال إقامة المشاريع الإسكانية لهم ودعم مؤسساتهم الصحية والتعليمية والثقافية والتجارية ودعم صمود أهلها بكل الطرق التي تؤهلهم للوقوف أمام هذه الهجمة 'الإسرائيلية' الشرسة لصبغ المدينة المقدسة بالصبغة اليهودية الإحتلالية'. وحول الحلول الواقعية لمواجهة المخططات الصهيونية حيال الأقصي المبارك قال صبري أن وحدة الأمة هي المفتاح الوحيد لتعديل الخلل في ميزان القوة بيننا وبين عدونا لذلك فإن الطريق لتحرير القدسوفلسطين تبدأ باستنهاض الأمة لتحقيق وحدتها إن الجدل حول ثنائية الوحدة والتحرير أصبح محسوماً في عقولنا ووعينا فلا بد من تحقيق الوحدة لبلوغ هدف التحرير وإذا كانت الوحدة العضوية أو الكيانية السياسية صعبة أو مستحيلة اليوم وهذا حلم كبير يجب أن يبقي مائلاً في أذهاننا فلنتفق علي وحدة هدف ووحدة قضية ووحدة مصالح ووحدة أولويات صحيحة ووحدة قاسم مشترك يجمع الأمة علي اختلاف مشاربها كما أن الفلسطينيين أنفسهم سواء من فتح أو حماس عليهم بالتوحد من أجل التصدي سوية لحملة تهويد الأقصي والتي صعد الاحتلال من وتيرتها في الآونة الأخيرة بهدف تفريغ المدينة من سكانها الأصليين ويجب علي كل المسلمين دون استثناء تغليب الانتماء إلي المقدسات بدلا من الانتماء إلي المذاهب والفرق المتناحرة. وقال انه 'بفضل الله تعالي ما زالت دائرة الأوقاف في القدس هي التي تدير شؤون المسجد الأقصي المبارك، ولكن الشرطة 'الإسرائيلية' تحاول أن تسلب صلاحيات الأوقاف من خلال الأحداث التي تحصل في هذه المدينة. فعناصر الشرطة موجودون علي مدار 24 ساعة علي الأبواب الخارجية للمسجد الأقصي، وهم يتعرضون بالمضايقة والتنكيل للمواطنين الفلسطينيين ونحن في حاجة للدعم العربي والإسلامي في هذا الاتجاه والقدس في حاجة لنصف مليار دولار سنويا من أجل ترسيخ عروبة وإسلامية القدس من خلال ترميم كل ما هو إسلامي هناك ودعم السكان المقدسيين حتي يظلوا متمسكين بالأرض مهما كانت حجم الضغوط الصهيونية عليهم فالدعم المادي والدعم الإعلامي وإنهاء الاحتلال 'الإسرائيلي' هو المطلوب أيضاً من الأمة العربية والإسلامية فالدعم كله يعد مؤقتاً ولأن الدعم الحقيقي هو إنهاء الاحتلال 'الإسرائيلي'. وخاطب الشيخ صبري الامة قائلاً: 'إن المسجد الأقصي أمانة في أعناقكم جميعاً. ولابد من الحفاظ عليه. وعلي جميع الأنظمة الإسلامية توحيد الصفوف والعمل علي إنهاء الاحتلال لأنه السبب الرئيس في كل المصائب ولابد أن نعي جميعا أن القدس مدينة عربية إسلامية بقرار من رب العالمين. وهي أمانة الأجيال تلو الأجيال. ولا يملك أحد التنازل عن أي شبر منها'.