وسط ترحيب شعبي هائل, انطلقت صباح أمس حافلات القوات المسلحة تحمل الضباط والأفراد لتأمين العرس الديمقراطي الذي ستشهده مصر غدا بإذن الله, وقد حملت عبارة قوات حماية المواطنين, ورد المواطنون علي الجيش بالهتافات وعلامات النصر, وزفوا الموكب بسياراتهم وهو في طريقه للجان. انتهي المشهد, ولكن مدلولاته كانت أعمق بكثير, الأول أن الحافلة التي انطلقت وعليها عبارة قوات حماية المواطنين, هي أكبر برهان عملي علي أن جيش مصر لا يحمي حدودنا وأرضنا فقط, وإنما يحمي ممارساتنا الديمقراطية فوق أرضنا. والمدلول الثاني, أن الجيش المصري قد أيقظ في شعبه تحمل المسئولية الوطنية حين أدرك المواطن الفطن أن ساعة الصفر قد حانت, وعليه أن يبدأ بالتحرك, ومنها انطلقت حركة تمرد وبلغت ذروة تمرد الشعب في30 يونيو وأزاح جبال الإخوان من علي صدر مصر. أما الثالث, فهو أن قيادات وضباط وأفراد القوات المسلحة هم من يلبون دوما رغبات الشعب المصري ويحترمون إرادته, باعتبار أنه مصدر السلطات, وأن السيادة الحقيقية له, وهو ما يجعل من عقيدة القوات المصرية المسلحة دستورا قبل جميع دساتير العالم. والمدلول الرابع, أن الجيش متمثلا في قائده العام الفريق أول عبدالفتاح السيسي, في بيانه التاريخي, قد أثبت أن لديه آلية ديمقراطية لتحقيق خريطة المستقبل. لمزيد من مقالات جيلان الجمل