في عام 1984 كان الجنرال رفعت الأسد شقيق »حافظ«، وعم »بشار« علي رأس القوات التي أخمدت تمرد الإخوان المسلمين فيما عرفت بعد ذلك ب »مذبحة حماة« التي راح ضحيتها ما يقرب من الأربعين ألف إخواني. و رغم كل الأدلة التي تدينه وتحمله المسئولية الأولي عن تلك المذبحة البشعة إلاّ أنه يصر حتي اليوم علي براءته منها متجاهلاً أنه هو شخصياً الذي تحدث في عام 1989 مع الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان متفاخراً بما فعله مع سكان »حماة«، وهو نفسه أيضاً الذي حدد عدد القتلي بما لا يقل عن ال 38 ألفا. كل ماصرح به رفعت الأسد نقله بالحرف توماس فريدمان في كتابه الشهير الصادر عام 1989 بعنوان: »من بيروت إلي القدس«. هذا كله تجاهله الجنرال السفاح بعد أن نفاه شقيقه الرئيس الراحل حافظ الأسد إلي فرنسا بعد أن فقد ثقته فيه وقيل آنذاك أنه أي رفعت الأسد كان يخطط لإنقلاب عسكري ضد شقيقه واسقاط نظامه وتولّي مكانه (..). الرواية المضحكة التي دأب رفعت الأسد علي سردها في محاولة يائسة لتبرئة نفسه من مذبحة حماة تقول نقلاً عن الموسوعة الحرة »ويكيبيديا« [ إن البعض أساء فهم حقيقة ما حدث في حماة. فآنذاك كان رفعت الأسد مسئولاً فقط عن الوحدة 569 المكلفة بحماية العاصمة دمشق ضد أي هجوم إسرائيلي، وكانت مرابضة علي عدة محاور منها: دير العشائر ولبنان وميسلون]. وأشاد رفعت ومايزال يشيد حتي اليوم ببطولات أفراد هذه الوحدة الذين وصفهم بأنهم "وقفوا سداً منيعاً في وجه العديد من محاولات التسلل المعادي"! وتتزايد أكاذيب جنرال حروب إبادة المواطنين السوريين المعارضين لنظام حكم آل الأسد العلويين، فيقول : [ إنه لم يدخل أي جندي من جنود وحدة 569مدينة حماة. وإنه لم يقاتل أي جندي في المدينة. وأنه أيضاً فوجئ بإرسال حوالي 200جندي من الوحدة إلي مدينة حماة بمهمة حماية بعض القادة والمسئولين في الحزب والدولة المقيمين فيها، وذلك قبل بدء أحداث حماة بستة أشهر(..). وقد انهزم هؤلاء الجنود في مدينة حماة مع بقية المهزومين إثر بدء جيش الإخوان المسلمين بتمرده المسلح الذي اتخذت علي أثره القيادة السورية قرار إرسال الجيش لتحرير المدينة من محتليها]. وينهي الجنرال رفعت الأسد روايته التي لا يصدقها أحد، قائلاً: [ إن كل اللغط الدائر حول أحداث حماة واتهامه بها هو غير صحيح، وذلك لأنه في حال وجود رئيس أركان حرب فان أي وحدة بالجيش مهما كانت لا تتحرك إلا بقرار منه.. وأن قرار التدخل في حماة هو قرار سياسي بالدرجة الأولي يتحمله كافة السياسيين المسئولين عن تلك الفترة]. المعني الذي نفهمه من تلك الرواية: أن الرئيس الراحل حافظ الأسد هو المسئول الأوحد عن مذبحة حماة، أما شقيقه الجنرال رفعت الأسد المسئول عن القوات المسلحة كلها فهو بريء تماماًً من هذه المذبحة (..). .. وأواصل غداً.