حينما يكون للوحشية عنوان لن يكون هناك أجدر من جوانتانامو للفوز به فذلك المعتقل الذي يعد وصمة عار للديمقراطية التي طالما دافعت عنها الحكومات الآمريكية. فقد ارتكب فيه الجنود الآمريكيون كل ما يعرف عن آساليب التعذيب الوحشية واللانسانية تجاه معتقليها الذين ظلوا خلف القضبان لسنوات طويلة لمجرد الاشتباه في أنتمائهم للقاعدة أو لجماعات إرهابية دون وجود أي محاكمات عادلة تبرر الزج بهم في هذا النفق المظلم. فما يقرب من235 معتقلا ينتموا لأكثر من53 جنسية تعرضوا لآشد آنواع التعذيب التي طبقا للتقارير المسربة وبعض من آفرج عنهم آنه إلي جانب صعقهم بالكهرباء وإزالة كل المؤثرات الحسية بوضع عصابة علي العينين ووصم الأذنين وتجريدهم من ملابسهم كاملا ففي أغلب الوقت لا يقدم لهم طعام سوي السوائل, علاوة علي هذا كانوا يلقي بهم تجاه الحائط30 مرة متتابعةكما يتم إبقاؤهم واقفين لأكثر من180 ساعة. وأشارت بعض التقارير إلي أن أكثر من12 معتقلا حرموا من النوم لمدة48 ساعة علي الأقل, وثلاثة منهم لأكثر من96 ساعة, وأحدهم حرم من النوم لحوالي8 أيام. و من ناحية آخري يتعرض المعتقلون لضغوط نفسية آثناء آستجوابهم لإجبارهم علي الآعتراف بآنتمائهم لجماعات إرهابية وحينما أعلن131 معتقلا إضرابهم عن الطعام حتي كاد أغلبهم يموت لولا عمليات الإطعام القسري التي قامت بها سلطات المعتقل عبر أنابيب تغذية تدخلها خلال فتحات أنوفهم أو عبر أوردتهم, وكان من المرات النادرة التي اطلع فيها الرأي العام العالمي علي بعض مما يحدث داخل جوانتنامو عندما نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية عام2005 تحقيقا آعلن صراحة عن الوحشية التي يعامل بها المعتقلون فضلا عن الضغوط النفسية التي يتعرضون لها من قبل العاملين بالمعتقل الذين دآبوا علي رمي نسخ من المصحف الشريف في المراحيض أو التبول عليها أمامهم.