كلما اقترتب ساعة الاستحقاق الاول في خارطة المستقبل وانشغل المصريون بالحديث عن دستورهم الذي تحدد موعد الاستفتاء عليه في يومي41 و51يناير الجاري باعتباره بداية لبناء مؤسسات دولتهم المدنية الحديثة, خرجت علينا اقلام في الصحافة الامريكية لتذكرنا باننا كنا مجرد اداة في ايدي الإدارة الامريكية لتحقيق مصالحها واستراتجيتها الجديدة في إبعاد شبح الارهاب عن كل ما هو غربي من خلال مخطط محدد ومدروس ومعلن منذ اللحظة التي تحدثت فيها كونداليزا رايس مستشارة الامن القومي في ادارة الرئيس بوش ثم وزيرة خارجيته في الولاية الثانية عن مشروع( الشرق الاوسط الجديد).. ففي عددها الصادر يوم السادس من يناير, نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالا انتقدت فيه موقف الادارة الامريكية برئاسة اوباما وحلفائه الغربيين لعدم قدرتهم علي ممارسة الضغوط علي الجيش المصري والحيلوله دون وقوفه في صف ثورة الشعب المصري علي حكم جماعة الاخوان الارهابية يوم الثلاثين من يونيو عندما خرج ملايين المصريين في مشهد لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم, مطالبين بعزل مرسي من منصبه بعد سنة واحدة من توليه السلطة. والغريب ان المقال يري ان مكافحة المصريين للارهاب الذي تقوم به تلك الجماعة وحلفائها من الفصائل التكفيرية سيؤدي الي تعرض الغرب والولايات الامريكية لهجمات ارهابية علي ايدي المتشددين الاسلاميين واغفل المقال ان مبتكر تعبير الحرب علي الارهاب هو الرئيس الامريكي بوش وهو صاحب المقولة الشهيرة( من ليس معنا فهو ضدنا) والتي تم بمقتضاها تقسيم العالم الي جبهتين: اشرار واخيار, لتبدأ عملية غزو افغانستان في عام2001 باعتبارها معقل تنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن والمتهم الأول في التخطيط لاحداث سبتمبر رغم ان التاريخ يشير باصابع الاتهام الي ان المذكور هو صنيعة المخابرات الامريكية. ويتجاهل المقال الانهيار والدمار الذي اصاب دولة العراق بعد الاحتلال الامريكي في عام2003 بحجة امتلاك صدام لاسلحة الدمار الشامل وهو الادعاء الذي ثبت فيما بعد انه لم يكن سوي ذريعة للاستيلاء علي بترول العراق والتخلص من صدام بعد ان اصبح يمثل خطرا علي مصالحها في المنطقة, ولولا هذا الغزو لم تكن المنطقة لتتحول بمرور الوقت الي بؤرة للارهاب بعد ان انتشرت الجماعات الجهادية في العراق وسوريا وشمال افريقيا واليمن وبدلا من ان تطالب هذه الأقلام بضرورة مساندة المصريين في حربهم ضد الإرهاب والتطرف نجدها تتمسك بمخططها الاساسي في دعم الجماعات المتطرفة ومحاولة إعادتها للحكم اعتقادا منها انها بذلك ستكون بمنأي عن الارهاب وهي نظرية اثبتت السنوات والتجارب السابقة عدم صحتها واستحالة تحققها.