ينقل الينا العهد الجديد قصة زوج وزوجة كلاهما قد شاخا ولم يرزقا بولد, فجاء الملاك إلي زكريا الكاهن وبشره بولد, لكن زكريا لم يصدق وزوجته عاقر لم تلد, وقد بلغت سن الكبر فكان جزاء شكه في مواعيد الله أن أصيب بالخرس, وظل هكذا إلي أن ولدت زوجته اليصابات الولد, وعندما سألوها ماذا تريد أن تسميه قالت يوحنا, ولما لم يكن هذا الاسم مألوفا ولا يوجد في العائلة من أعطي هذا الاسم لجأوا إلي الأب, وكان لايزال معقود اللسان, فطلب لوحا وكتب الاسم الذي كانت ذكرته زوجته دون علمه, وفور أن كتب زكريا الاسم انفك لسانه ونطق باسم ابنه. ومنذ ولادة الابن أصبح زكريا كاهنا ونبيا إذ تنبأ عن مولد المسيح أنه سيصنع فداء لشعبه أي أنه يعتق الشعب ويحررهم من العبودية ومن الخطية, فقد جاز الشعب الأسر في بابل والعبودية تحت حكم فرعون بل, وعرف الانسان الأول معني السقوط في المعصية عندما استمعت حواء إلي صوت الحية فأكلت من الشجرة المنهي عنها في جنة عدن, ثم أعطت آدم زوجها فأكل معها, واكتشفا أنهما عريانان, ثم طردا من الجنة إلي أرض المتاعب, ومنذ أن سقط آدم وحواء في المعصية توارث نسلهما المعصية والكراهية حتي قتل الأخ أخاه, ومارس الشيطان مكره وخداعه لنسل آدم وحواء حتي زين للإنسان قيوده مع اختلاف أشكالها ومعادتها إلا أنها تبقي قيودا ولو صنعت من الذهب, فكم قيد الانسان نفسه بالمادية والشهوة والبغضة والكراهية, وهناك نصيحة لمن يلهثوا وراء المال تقول اجمع ما تستطيع ووفر ما يمكنك توفيره, ولكن اعط كل ما تستطيع فلن تأخذ شيئا معك, فاحرص أن تنفق كل ما تستطيع فيما ينفع الناس, واعلم أن ما ينفق في خدمة الله هو ما ينفع الانسان, وهذا ما يمكن ادخاره, فقد قال السيد المسيح: لا تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض حيث يفسد السوس والصدأ, وحيث ينقب السارقون ويسرقون, بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس, ولا صدأ, وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون, أنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا الشيطان يقيد الناس بقيود مرة, والمرارة تقضي علي الفرح والسلام, والمرارة كالنار تأكل سلام الانسان شبه أحدهم المرارة بحامض الهيدروليك الذي يأكل طلاء السيارات مهما كانت روعتها. أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك, وتسلمه الحياة والمستقبل والمال والعيال, الله وعد أنه يهتم بك يعولك إنا يعول طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد, وكم تكون إعالتك أنت يا من أحببته وأطعته. ثانيا: الحاجة إلي فك القيود الشيطان صانع القيود, والمسيح يحطم القيود, كل من يسير في المعصية هم مقيدون بسلاسل الخطية. ثالثا: أما العهود التي تلتزم بها, أو إن شئنا أن نقيد أنفسنا بها فهي بركات في حياتنا, فما أجمل القيود التي تربط قلوبنا مثل قيود المحبة, ففي الزواج نرتبط برباط الزوجية, إلا أن سفينة الحياة بالتعاون المشترك تبحر حتي شاطئ النجاة. رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر لمزيد من مقالات د. القس صفوت البياضى