كشف الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار أن أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني سيجتمعون قريبا لتحديد مصيرها; لكن القرار النهائي سيكون بعد انتهاء الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد, داعيا الأحزاب السياسية للاندماج في حزبين أو ثلاثة كبار. وقال سعيد في حواره مع الأهرام- إن الحزب قرر عدم الدخول في أي تحالفات انتخابية حاليا إلا بعد انتهاء عملية الاستفتاء علي الدستور, وإن حزبه لم يوقع علي الانضمام للجبهة الوطنية. وأضاف أنه يؤيد إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية لأنها أسهل بكثير جدا من البرلمانية فيما يتعلق بالناحية الأمنية في البلاد, رافضا التكهنات بشأن المرشحين للرئاسة, وموضحا أنه لا يوجد في مصر حاليا شخصية تمتلك ربع شعبية الفريق عبدالفتاح السيسي فهو ليس عليه خلاف شعبي, وأن المصريين الأحرار ينتظر قرار السيسي بشأن الترشح ليعلن موقفه منه, أما بالنسبة لحمدين صباحي فنحن نحترمه كثيرا وخاصة عندما اشترط لترشحه أن يحظي بتوافق عام. .. وإلي نص الحوار: البعض يشكك في استمرار اندماجكم مع حزب الجبهة الديمقراطية.. ما تعليقك؟ نحن نسعي وليس علينا إدراك النجاح, وعلي الأحزاب في مصر- البالغ عددها نحو85 حزبا- أن تندمج في حزبين أو ثلاثة كبار ليقودوا الحياة السياسية, فكثير جدا من هذه الأحزاب غير معروف لدي المواطن, ولا يمكن أن نستمر علي هذا الوضع لو كنا نريد النهضة, كما أننا في حزب المصريين الأحرار مصرون علي النجاح, ولدينا مؤشرات إيجابية لهذا الاندماج, وحزب الجبهة محترم, ولديه كوادر كثيرة, صدرها لأحزاب كثيرة, وأنوه إلي احترامي الشديد للدكتور أسامة الغزالي حرب, فهوعالم في السياسة. ما سبب عدم نجاح محاولات إدماج أحزاب أخري معكم ومن بينها المصري الديمقراطي؟ الاندماج يحدث بين طرفين, ويجب أن يقدم كل طرف تنازلات حتي يتحقق ذلك; لكن هناك محادثات مع أحزاب معروفة للاندماج معنا, ولم نصل للصيغة النهائية, ولا أستطيع الإفصاح عنه الآن حفاظا علي خصوصيتها, وعندما نصل للقرار النهائي للاندماج سأعلن عنها, وهذا بعد انتهاء عملية الاستفتاء علي مشروع الدستور. وفيما يتعلق بالحزب المصري الديمقرطي الذي يرأسه الدكتور محمد أبو الغار, فهذا الحزب ورئيسه قريب جدا لقلوبنا; لكن توقيت محاولات الاندماج لم يكن مواتيا, فقد كانت البلاد وقتها تمر باستحقاقات ديمقراطية في عهد الإخوان مثل الاستفتاء علي الدستور الذي أصدرته الجماعة, وأعتقد أن مسألة اندماجنا مع الحزب ربما تلقي قبولا حاليا أكثر مما سبق, وهناك احتمال كبير جدا أن يتم ذلك. هناك جبهات كبيرة ظهرت مؤخرا ومن بينها الجبهة الوطنية وقوائمها تتضمن حزبكم.. ما تعليقك؟ اتخذنا قرارا بعدم الدخول في أي تحالفات حاليا إلا بعد انتهاء عملية الاستفتاء علي مشروع الدستور, والجبهة الوطنية محترمة جدا, وأشيد بها لأنها تضم كيانات وقامات مشهود لها بالاحترام, لكن لم نوقع علي الانضمام لها ولسنا جزءا منها ولم نشارك في نشاطها أوعملها, وأنا ألاحظ وجود اسم الحزب في تحالفات انتخابية كثيرة من خلال ما ينشر في وسائل الإعلام, لكن لم نهتم بهذه المسألة لأننا نركز في ملف الاستفتاء علي الدستور, ولحين معرفة ترتيب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتحديد النظام الانتخابي من حيث الفردي أو القائمة أو المختلط. البعض يري أنكم تسعون لزعامة الأغلبية مع تراجع دور حزب الوفد.. ما تعليقك ؟ كلنا حزب واحد اسمه30 يونيو, يسعي لأن تكون مصر هي الكبيرة والزعيمة, قبل أن يسعي لأن يكون هو كذلك. ما مصير جبهة الإنقاذ في ظل ظهور الجبهات الجديدة؟ سيجتمع أعضاء الجبهة من مختلف الأحزاب والحركات لتحديد مصير الجبهة وما إذا كانت ستحل أم ستبقي; لكن القرار النهائي سيكون بعد انتهاء الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد. ماذا فعلتم من أجل حشد المواطنين للاستفتاء علي الدستور ؟ نستكمل زياراتنا للمحافظات, وأطلقنا حملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام المختلفة, ورصدنا مبالغ كبيرة جدا للدعاية, والهدف منها وطني وسنصوت بنعم للدستور, وحزبنا مشغول جدا بالاستفتاء. لماذا تنادون بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية ؟ الانتخابات الرئاسية أسهل بكثير جدا من البرلمانية فيما يتعلق بالناحية الأمنية في البلاد, وليست معقدة مثلها من حيث تنظيمها وعمليات التصويت والفرز, وغير ذلك, ففي الرئاسية عدد المرشحين قليل جدا, وإجراؤها أسرع بكثير, وليس فيها دوائر انتخابية تحتاج لمجهود شاق في ترتيبها, وبذلك ستنجح مصر في تقصير الفترة الانتقالية, ويصبح لدينا رئيس منتخب ودستور, لأن من بين المشاكل التي نعانيها حاليا عدم وجود شيء منتخب. هل تخشي تفكك تحالف يونيو في حالة عقد الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية ؟ هذا وارد, لكن الرهان علي الشعب المصري. موقفكم من بعض الأسماء المطروحة للانتخابات الرئاسية وعلي رأسها السيسي وصباحي؟ في مصر دائما نعكس الأشياء, وتجد التكهنات هنا وهناك وأسئلة من نوعية ماذا لوما, برغم أنه من المفترض أن يعلن الشخص ترشيح نفسه ثم نحكم بعد ذلك, والتكهنات إجهاد نفسي وخطر وتحرق الجميع وتضر الشخص نفسه, وهذا لا يحدث في الدول المتقدمة, وعلي رأسها أمريكا وأوروبا. وبالنسبة لحزبنا فإننا لا نفكر في هذا الامر حاليا لأن لكل حدث حديثا. ولا يوجد في مصر حاليا شخصية تمتلك ربع شعبية الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة فهو ليس عليه خلاف شعبي, وهذا طبيعي, لأن الفترة الحالية جعلت منه شخصية غير عادية, فالقرار الذي اتخذه في ثورة يوليو والتضحية التي فعلها من اجل الشعب, كل ذلك جعله يعلو درجات كبيرة جدا عند الشعب. كيف ترون في جبهة الإنقاذ الوطني مواقف حزب النور ؟ لا يوجد شيء في السياسة تحت مسمي حزب قائم علي أساس ديني, ولو قرأنا برنامج حزب النور السلفي لن نجده دينيا, ولكن المعضلة كلها في كيفية ممارسة الحزب للعمل السياسي ومدي خلط الدين به فجماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة وعلي سبيل المثال إذا كنا نتحدث أمام الرأي العام الداخلي والخارجي عما يتضمنه برنامجها من احترام حقوق المرأة والطفل والأقليات; لكنها صدمت العالم كله عندما لم تنفذ ما جاء في برنامجها علي أرض الواقع. وننتظر لنري ممارسة حزب النور للعمل السياسي في المرحلة المقبلة ومدي انسجامه وتكيفه مع مناخ ثورة يوليو, واقتناعه بعدم إقحام الدين في السياسة والسلطة, واقتناعه أيضا بأن هناك دستورا وقانونا للدولة, وأن يمارس السياسة فقط, فإذا فعل ذلك فأهلا به وبأي حزب مماثل له, وفي اعتقادي أن حزب النور سينجح في ذلك ولن يمارس السياسة عن طريق الدين, وسيندمج مع مناخ30 يونيو, وسيصنع ظاهرة جيدة.