بداية ليس في الأمر أي دفاع, فكاتب تلك السطور أحيانا يصفونه بالعلماني المتطرف لجنوحه الشديد ورفضه المطلق لتيار الإسلام السياسي بكل تنويعاته وفصائله, مؤمنا دون أن ينتابه الشك الديكارتي لفصل الدين كلية عن الدولة وليس السياسة فحسب. غير أن المرء سرعان ما يندهش ويتعجب من تلك الإجراءات التي تفتقر ليس للمنطق وإنما للكياسة وكما هي عادتنا نلعب في الوقت الخطأ وتحت وطأة الضغوط نقع دون أن نتحسب العواقب ضحية للعواطف وابتزار الحناجر الإعلامية وصخبها الممجوج. أقصد هنا الخطوة الحكومية الأخيرة التي اعتبرت فيها الإخوان المسلمين جماعة إرهابية, سوف تزيد من حالة الاحتقان, وتعطي مسوغات حتي ولو كانت واهية للمتاجرين بالدين ولعل ما يحدث في جامعة الأزهر خير مثال. إضافة إلي ذلك إنها تضخم من التباس الخارج حيالنا وتضعنا في موقف مغلوط بالنسبة للغرب والعم سام, وبعيدا عن المزايدات والشعارات الجوفاء التي لا تغني من جوع, نحن في أشد الحاجة إليهما معا, وتحسين صورتنا لديهما ضرورة حتمية, والدليل علي ذلك حرصنا علي أن نهلل إذا اشادا باي إجراء نتخذه, ويكفي سعاداتنا الغامرة لكاترين أشتون لمجرد إنها حطت رحالها هي واسرتها أرض الأقصر العامرة بالخلود ومنا من وضع يده علي قلبه خوفا أن تلغي زيارتها علي خلفية تفجير مديرية أمن الدقهلية. والأخير وهو حادث إجرامي جبان, مازالت التحقيقات جارية بشأنه, لماذا لم ننتظر نتائجها التي ستكشف بشكل مؤكد عن خبايا وأسرار وعليها يمكننا أن نؤسس شرعية أي إجراءات تجاه الارهابيين وكذا الذين يقفون وراءهم وحجة دامغة نسوقها للمجتمع الدولي للحصول علي اعترافه بخطواتنا تجاه التنظيم الإخواني, ومن ثم لا نلوم الميديا العالمية عندما تنتقدنا بالتسرع في وقت لا نمتلك فيه الأدلة القاطعة والتي من شأنها إدانته من جانب آخر هناك حكم القانون فقد حصلنا علي حكم ابتدائي بحظر أنشطة الإخوان وتبقي خطوة فاصلة, حينذاك واعتمادا علي السمعة الدولية الحسنة للنظام القضائي المصري سيكون هناك مبرر لنعتها بالإرهاب. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد