من هم الحشاشون الأول!!.. أجيبك عزيزي القارئ بأنهم طائفة شيعية عاشت في إيران في القرن الخامس الهجري, أنشأها من كان يدعي الحسن الصباح ذلك الشيعي الباطني الإثني عشري, والذي تنقل بدعوته لنشر المذهب الاسماعيلي الباطني في ربوع إيران, وقد زار مصر وأقام بها سنوات ثلاث زمن أمير الجيوش الشيعي الفاطمي بدر الدين الجمالي, الذي إختلف معه وسجنه ثم طرده من مصر, فعاد أدراجه محسورا مقهورا إلي إيران,473 ه/1081 م] واستأنف نشاطه الدعوي السري وشرع يبعث دعاته إلي المناطق الجبلية والقروية في إيران لدعوة سكانها لاعتناق المذهب الشيعي الإثني عشري, معارضا ومعاندا ومكابرا مذهب الدولة السلجوقية وهو المذهب السني, حتي إنكشف أمره وأمر نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي باعتقاله, ولكنه أفلت وهرب إلي قزوين.. وأمام استمرار رجال الدولة السلجوقية في مطاردته هرب إلي منطقة جبلية شديدة الوعورة واستقر به المقام في قلعة الموت. وهي كلمة مكونة من مقطعين ألوه أموت وتعني' عش النسر' وكانت حصنا قديما أقيم فوق صخرة عالية وسط الجبال علي ارتفاع ستة آلاف وتسعمائة قدم فوق سطح البحر, وبنيت بطريقة بحيث لا يكون لها إلا طريقا واحدا يصل إليها عبر صخور شديدة الانحدار, ونجح بقوته وجبروته وسطوته في طرد حاكمها الأصلي واتخاذها مقرا له ولأتباعه, وكون له ميليشيات سرية من الدعاة والقتلة الذين راحوا يأتمرون بأمره وينشرون المذهب الاسماعيلي. لقد كان الحسن الصباح زعيم تنظيم إرهابي دعوي سري, يقوم أتباعه بقتل كل معارض لدعوته. ولما استفحل خطره واستشري شره, تصدي له جيش الدولة السلجوقية في مواجهات عسكرية عديدة, علي نحو ما يقوم به جيشنا الباسل في سيناء مع الروافض والتكفيريين], كما تصدي له الإمام أبو حامد الغزالي ورد عليه في عدة كتب منها: المنقذ من الضلال, وإحياء علوم الدين, قبل أن يضرب الصباح ضربته الكبري باغتيال الوزير الإصلاحي السني نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي,485 ه/1092]... وتلي ذلك سلسلة من الاغتيالات قامت بها ميلشياته ضد ملوك وأمراء وقادة ورجال دين معارضين ومناوئين لمذهبه الرافضي, حيث استمر في غيه وضلاله وجبروته حتي غزا هولاكو إيران وهدم قلعة ألموت عام,1256 م] ثم أجهز الظاهر بيبرس علي من بقي من أتباعه في الشام,1273 م]. هذا... وترجع تسميتهم بالحشاشين إلي المؤرخين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين بإعتبار كلمةAssassin تعني قاتل. أما مؤرخو الشرق فينسبونها إلي مخدر الحشيش الذي كان الحسن الصباح يستخدمه للسيطرة علي أتباعه بتخديرهم وإغرائهم بجوائز وغنائم لتنفيذ عملياته الاجرامية في الخلاص الجسدي من معارضي دعوته. فقد ذكر أنه أقام لهم جنة مزعومة بجوار قلعته وشق فيها ثلاثة أنهار من عسل وخمر ولبن, وملأها بالعديد من حسان حور العين, وكان يمد أتباعه بمخدر الحشيش فيذهب عقلهم ويتوهمون أنهم يعيشون داخل جنة حقيقية. وما أشبه الليلة بالبارحة... فما يقوم به الحشاشون الجدد' إخوان الشياطين' وأتباعهم الجهاديين هو صورة أو امتداد لما كان يقوم به الحسن الصباح, وأذكركم بالفيديو الذي بثته جماعة إرهابية لصبي صغير السن لا يزيد عمره علي خمسة عشر عاما وهو يرتدي حزاما ناسفا لينفذ عملية تفجيرية في جنودنا البواسل في سيناء بعد أن أوهمه وخدعه الصباحيون الجدد بأنه ذاهب إلي جنة الخلد جزاء فعلته الشنعاء من خلال فتاوي ضالة مضلة ومفسدة ليس لها سند ديني أو شرعي, والذين يضللون الشباب الصغير القاصر ويمسحون عقولهم ويستغلونهم فيما هو أسوأ من تجارة البشر. نحن نقول لهم: يا أيها الضالون المضلون إذا كانت فتاواكم صحيحة ولها سند ديني أو شرعي فلماذا لا تقومون أنتم بهذه العمليات الإرهابية الاجرامية بدلا من دفع هؤلاء السذج الواهمون الطامعون في جنة زائفة تذكرنا بالجنة المزعومة التي أقامها زعيم الحشاشين الحسن الصباح لأتباعه القتلة؟.. إنني من خلال هذا المنبر الحر( الأهرام) أتوجه إلي القائمين علي أزهرنا الشريف مناشدا إياهم أن يحذوا حذو الإمام الغزالي وهم صنو له بإذن الله والتصدي بعلمهم الوسطي في إصدار فتاواهم ذات الأساس الديني الصحيح ونشرها علي الملأ في كافة أجهزة الإعلام ذاكرين في وضوح لا لبس فيه أنه لا شهادة بين أبناء الأمة الواحدة وأن الشهادة الحقة تكون من خلال جهاد يقوده جيش مصر العظيم الذين هم خير أجناد الأرض والذين وصفهم سيد الخلق أجمعين بأنهم في رباط إلي يوم القيامة, ضد أعداء الوطن, كما إنني أذكرهم بما قاله رسولنا صلي الله عليه وسلم:' أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما' فما بال هؤلاء الحشاشون الجدد يوجهون بنادقهم وخناجرهم إلي صدور أشقائهم وأبناء عمومتهم الذين لاذنب لهم سوي أنهم يخدمون ويحرسون ثغور بلدهم باذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن وطنهم وحمايته من الحاسدين والطامعين والحاقدين, ولم يدر في خلدهم وحسبانهم أن تصوب علي صدورهم سهام مسمومة من أبناء جلدتهم. إننا لن نتسامح أبدا طالما في صدورنا أنفاس تردد مع هؤلاء الحشاشين الجدد, هؤلاء التكفيرين الذين يلهثون وراء دولارات أمريكا وتركيا وقطر, وعلينا أن نقف صفا واحدا خلف هذا القائد العظيم الذي بعثه القدر ليتصدي لهذا المخطط الامريكي الجهنمي وينقذ مصر من التشتت والفرقة والضياع, كما ضاعت العراق وليبيا وسوريا واليمن.. والله معنا ولن يخذلنا, فمصر محفوظة بعناية الله ورعايته لها, وبتعاضد أبنائها المخلصين مع جنودها الأبرار في الدفاع عنها. لمزيد من مقالات د. رمضان متولى