في هذه الأيام التي تسعي فيها مصر لتحقيق متطلبات خارطة الطريق, فإنها تدعونا الي الاتحاد والترابط والتماسك والنضال من أجل مستقبل حافل بالخير والأمن والرخاء, إن مصر أعلي وأكرم وأسمي من كل محاولات الفرق والشقاق والاختلاف, وفي يقينها أن الاتحاد قوة قاهرة غلابة, ترد كيد الكائدين, وتنتزع النصر المبين, وهي تؤمن بأن توحيد الصفوف, واجتماع الكلمة ونبذ الفرقة, يخدم مسيرة التنمية الشاملة, وبناء مصر الحديثة, ويدعم الاستقرار, ويساند التقدم المنشود, إن ائتلاف القلوب واتحاد الغايات والمناهج من أوضح تعاليم الاسلام, وألزم صفات المؤمنين المخلصين, يقول المولي عز وجل: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم, محذرا من الشقاق والخلاف, وناهيا عن كل ما يزيد التدابر والتقاطع والتباغض, ويقود الي الهلاك: لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا. ولا ريب في أن المخلصين يؤازرون الدعوة الي الاتحاد, ويحيطونها بالحفاوة والإكبار والإجلال, ويطالبون أحزاب مصر بالعمل الجاد المثمر لنصرة خارطة الطريق, والحرص علي التجمع تحت راية الاتحاد, لقهر الارهاب, ومواجهة كل من يود محاربة ما تنشده مصر من الاستقرار والرخاء وعدم تضييع أي فرصة سانحة أو اهدار أي تقدم ممكن, وعلي الجميع أن يدرك أن الشقاق يضعف الأمم القوية ويميت الأمم الضعيفة, ويسعد بالخلاف, بالتفكك والفوضي والتخريب, لقد نهي رب العزة عن التنازع والاختلاف, فقال: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وكان المصطفي صلي الله عليه وسلم شديد التحذير من عواقب الاعتزال والفرقة, وكان في حله وترحاله يوصي بالتجمع والاتحاد فعن سعيد بن المسيب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم كما كان يدعوا الي التواد والتعاطف والتراحم بين المسلمين, وتلك دعوة جليلة, ونهج كريم, يجمع الناس علي الخير والبر, ويملأ القلوب رضا وإخاء ومحبة ومشاعر أزكي وأنقي في ظل الحس الواحد, والهدف الواحد, والغاية الواحدة, يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي والواقع ان من يريد ألا تكون صفوف المصريين مجتمعة قوية رفيعة الأركان, عزيزة الجانب, لا يحب الخير لوطنه, فكل همه أن يستمر الخلاف والشقاق, وهو عدو للاستقرار والعيش الكريم, يكره أن يريد المصريين متآلفين متحابين ويفرح بوقوف بعضهم من البعض الآخر موقف العداوة والبغضاء, وأن يسود التنافر والتصارع, بعيدا عن الغاية النبيلة وهي الاستقرار والرخاء والأمن, إن الحوار الهادئ في ظل الحكمة والموعظة الحسنة سبيل الي انهاء الخلافات, وإزاحة الفرقة, ورفع راية التآلف والتسامح والتعاون, أما اللجوء الي الهياج وترويع الآمنين, وعرقلة كل من سعي لتوحيد الكلمة, فهو حرب علي مصر وانطلاقها الي ما تصبو اليه من آمال, وفتح صفحات جديدة حافلة بالانتصارات الباهرة. إن المعترضين علي خارطة الطريق ليس من حقهم استخدام العنف والتخويف والبطش, فذلك عمل جائر, يمقته الفيض المتدفق من سماحة الاتحاد والعبر الساطعة من اياته ونفحاته, يقول صلي الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع مسلما ويقول ايضا: من نظر الي مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة ويؤكد الهادي البشير النذير والسراج المنير صلي الله عليه وسلم ان من أشار الي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتي ينتهي, وان كان أخاه لأبيه وأمه. أيها المصريون: اتحدوا من أجل مصر, لتحظوا بالاستقرار والرخاء, وتنصروا كل خطط البناء والتنمية والإصلاح, وتدبروا قول الله سبحانه: فإما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. لمزيد من مقالات د. حامد محمد شعبان