هنا فوق السطوح.. ينام عم محمد وأبناؤه الأربعة,, يلتحفون بالفقر من البرد القارس.. يزاحمون بعضهم البعض.. فقط بقايا بطانية متهالكة تجمعهم أحيانا.. وأحيانا أخري لم تكن لتدفئتهم.. ويتساقطون واحدا تلو الآخر.. ضحايا لنزلات البرد.. وبعيدا عن أنهم لا يجدون ثمن العلاج.. فهذه الأسرة نموذج يعكس حالات الألم والقسوة وانتشار الفقر.. وغياب العدالة الاجتماعية بين أناس يسكنون المنتجعات وآخرين يلتحفون بالفقر علي الخشب أو بجوار الأرصفة.. يقتلهم البرد.. ويعذب أطفالهم. شهدت مصر الأيام الماضية موجة من البرد القارس و موجة من الغضب العارم بعد موت عم محمد.. ضحية البرد الذي رفض احد المستشفيات الحكومية استقباله حتي مات خارجه بردا ربما يكون عم محمد الحالة الأكثر شهرة بسبب تسليط الإعلام الضوء عليه بالمصادفة و لكن العديد من المشردين و أطفال الشوارع ينتظرون نفس مصير عم محمد الموت من البرد وسط غياب لأي دور واضح من وزارة التضامن الأجتماعي او الشئون الإجتماعية, تحدثنا مع الدكتورة نشوي حبيب استاذ علم النفس عن أسباب حالة اللامبالاة و التبلد من قبل المجتمع المصري المعروف بشهامته و تدينه في عدم مساعدة المحتاجين و تركهم فريسة للموت بطرق مختلفة فقالت: بالفعل هناك حالة غريبة علي المجتمع المصري لها العديدد من العوامل و الأسباب التي أوصلتنا لهذا الشعور منها مرور الشعب المصري في الفترة الأخيرة بالعديد من الكوارث و المصائب و حالات القتل و موت الشباب في الشوارع دون محاسبة الجناة, و العامل الثاني انتشار حالة الهرج و المرج في الشوارع و ارتفاع مستوي الفقر الذي اتفقت عليه كل الطبقات الأجتماعية و الغريب ان المجتمع المصري بالفعل مجتمع شهم و متدين و يعلم جيدا ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام حثنا علي رعاية الفقراء و المحتاجين و قال ان ما مجتمع يعاني من الفقر المقبع الا و كان السبب وراء ذلك عدم اخراج الزكاة بشكل صحيح و العامل الأهم هو حالة عدم الثقة التي انتشرت بين المصريين فالمقتدر لا يثق في اخراج امواله للفقراء تخوفا من ان يتم اساءة استخدام نقوده و الدليل علي ذلك انه عندما يتم طرح مبادرة بشكل عام للناس يتم بالفعل الثقة في المبادرة و تتبرع بشكل جيد لذا اتمني من المجتمع المصري ان يتوخي الحذر في شكل معاملته للمحتاجين و المشردين و الفقراء لأن المسئولية الأجتماعية و الدينية علي هذا المجتمع كبيرة جدا وعندما تحدثنا مع الدكتور علي عبد العظيم احد علماء المسلمين عن المسئولية الدينية تجاه شخص مات او قد يموت بنفس طريقة عم محمد فقال: ما حدث لعم محمد أمر مخز في مجتمع معروف بتدينه و قال رسول الله صلي الله عليه و سلم و الله لا يؤمن.. و الله لا يؤمن.. و الله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله, قال من بات شبعانا و جاره جعان, فالمسئولية كبيرة جدا علينا ة بالطبع المسئولية المباشرة ايضا تحاصر المسئولين من وزارتي التضامن الأجتماعي و الشئون الأجتماعية اللتين لم نجد لهم حتي تعليقا او أسفا لما حدث لهذا الرجل المسكين فالمسئولون ينعمون بالأموال و السيارات من قوت الشعب و الفقراء يموتون جوعا و مرضا و بردا لذا ادعو المسئولين بالأهتمام بهؤلاء المساكين و فتح ابواب دور العبادة من مساجد و كنائس لمساعدة المشردين و أطفال الشوارع في هذا البرد القارس للتخفيف من الامهم و معاناتهم و اشعارهم ان الدولة تتعامل معهم عليه انهم بشر لهم حقوق تساعد في انقاذهم من الموت في دولة معروفة بأصالتها و تدينها و شهامة أهلها و ادعو الشباب ممن يقومون بعمل مبادرات سياسية كبري ان ينظروا ايضا الي الفقراء و ان يقوموا بعمل مبادرات كبري من اجل إيواء و اطعام و المحافظة علي حياة هؤلاء المساكين. ومن ناحية أخري, تبني الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من البرامج التلفزيونية دعوات لفتح المساجد والكنائس لإيواء المشردين من البرد والتي تعجب لها الأب رفيق جريش المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية, الذي صرح ان معظم الكنائس تفتح أبوابها لأطفال الشوارع وكبار السن ولا تفرق بين الأطفال المسلمين أو المسيحيين وهذا يتم منذ مئات السنين لانه جزء من خدمات الكنيسة دون اهتمام من وسائل الاعلام او النشطاء موضحا ان هناك نحو35 مدرسة في الصعيد توزع الوجبات الساخنة في فترة الظهيرة للاطفال و تقدم البطاطين والوجبات الساخنة لاي محتاج ويري ان دور العبادة يجب ان تساعد الانسان في وقت حاجته فالدين يساعد الانسان ويرفعه. بينما يري القمص بوليس عويضة استاذ القانون الكنسي ان اولوية رعاية هؤلاء المشردين يجب ان تكون للجمعيات الاهلية التي يمكن ان تفتح ابوابها او تنشئ معسكرات لهم فدور العبادة ليست للايواء لان ليس كل المشردين ملائكة و ليس كلهم شياطين ولكن علي خدام هذه البيوت دعوة الناس لمساعدة هؤلاء المحتاجين والتبرع لهم. ومن ناحية اخري كثرت الدعوات و الحملات التي نظمها الشباب والجمعيات الاهلية لجمع البطاطين والملابس الشتوية القديمة للتبرع بها للفقراء والمشردين وسكان المناطق العشوائية وكذلك لقري الصعيد الاشد فقرا والتي تعاني بردا قاسيا وتقول نوران سامي احدي المتطوعات في هذه الحملات ان نشاط الجمعيات الاهلية و التجمعات الشبابية لجمع بطاطين الشتاء يتم كل عام ولكن زاد علية هذا الشتاء اختيار انواع اجود و اثقل من البطاطين لمواجهة الشتاء شديد البرودة فارتفع السعر من25 الي75 جنيها للبطانيه وتؤكد ان الكثير من الحملات تم تدشينها وجميعها تلقي اقبالا كبيرا من المواطنين الذين شعروا بحجم المعاناة التي يعيشها الفقراء والمشردون بسبب الموجه البارده هذا الشتاء.