يبدوا ان المعاناة قدر المصريين منذ الطفولة.. هنا في مستشفي الامراض النفسية نعيش معاناة الاطفال المرضي وذويهم بسبب تصرفات بعض اطباء المستشفي في عيادات الاطفال, فالاطفال يعانون الامرين من التصرفات غير المسئولة للاطباء الذين لايكترثون بمعاناة الاهالي.. المعاناة كما ترويها والدة احد الاطفال والتي تحرص علي عدم ذكر اسمها او طفلها خشية اضطهادها فتقول ان مواعيد العمل بالعيادة تبدأ من التاسعة صباحا وتضطر إلي الذهاب قبل الثامنة لحجز مكان لطفلها, والاستعداد لرحلة العذاب, والتي تبدأ من رفض جلوسهم في استراحة العيادات وتركهم في العراء لحين حضور السادة الاطباء والذين يأتون غالبا في العاشرة ليبدأ عملهم باعداد وليمة الافطار وما يستتبعها من تناول المشروبات الساخنة وخلافه ويستغرق ذلك نحو الساعة قبل ان يستدعوا المرضي لكتابة استمارة صرف العلاج نصف الشهري للاطفال وهي معاناة في حد ذاتها فالغالب الاطباء لايكترثون بالكشف علي الاطفال او تطور حالتهم ليتم صرف الجرعات العلاجية علي ضوء الحالة, ولكن في الغالب يتم كتابة الدواء وفقط علي الاستمارة ثم تبدأ معاناة اخري للاهالي للبحث عن ملف الطفل المريض من الارشيف والذي يبعد كثيرا عن مكان العيادات, وبعد العثور علي الملف يتم التوجه مرة اخري الي مدير العيادة لوضع توقيع سيادته علي الاستمارة, ثم الذهاب لطبيب اخر لوضع ختم علي الاستمارة, وفي الغالب يكون الختم مختفيا ولانعرف مكانه الا بعد معاناة طويلة للبحث عن مكانه علما بان الاماكن مترامية الاطراف لكبر مساحة المستشفي, واخيرا وبعد العثور علي الختم علينا الذهاب الي صيدلية الاسعاف بوسط القاهرة لصرف العلاج. وتقول السيدة: هم الفقراء دائما مغضوب عليهم في البلد, وعلشان العلاج مجاني لازم يتعاملوا معانا بتوجيه السباب والشتائم وبكل قسوة دون مراعاة لظروفنا فالمفروض ان الاطباء متخصصون في الطب النفسي وهم لايعرفون اي شيء عن المعاملة الانسانية.وتناشد الدكتورة وزيرة الصحة التدخل لوقف هذه المعاناة المستمرة, وان تأمر بصرف العلاج من صيدلية المستشفي بدلا من الذهاب الي وسط البلد, وان تحث الاطباء علي التعامل مع المرضي بشكل انساني وهي ابسط حقوقهم, واهم متطلبات عملهم, وان تصدر تعليماتهم باستمرار عمل العيادات طوال ايام الاسبوع,علما بان عيادة الاطفال تعمل ايام السبت والاثنين والاربعاء, وباقي ايام الاسبوع المفروض انها مخصصة لجلسات العلاج والمواعيد المسبقة للمتابعات, الا ان ما يحدث في الواقع انهم يرفضون استقبال اية حالات. ومن ناحية أخري طالب ش. م والد أحد الأطفال بضرورة التأكيد علي الالتزام بالمواعيد المحددة لاستقبال المرضي النفسيين لعدم إهدار وقت أهالي المرضي خاصة وإنهم يترددون بشكل إسبوعي للمستشفي, مشيرا إلي أنه يعمل باليومية في أحد الكافيهات وتأخر مواعيد الكشف لإبنه يزيد من معاناته في العمل وضياع أجره اليومي في حين إنه في أمس الحاجة للقرش بحسب قوله وأضافت س. د والدة أحد الأطفال بأن الأطباء يرفضون استقبال المرضي إلا في ثلاثة أيام فقط رغم أن المستشفي تعمل طوال أيام الأسبوع مشيرة إلي أن معظم الأطفال المرضي النفسييين لديهم حالات مفاجئة خلال الأسبوع ولابد من استقبالهم فورا حال دخول المريض وأوضحت بأن الأطباء لا يقومون بتطوير حالة الطفل ومعالجته معالجة صحيحة ويكتفون فقط بصرف العلاج دون النظر للحالة أو معرفة مدي تحسنها مما يزيد من مأساة الأطفال وعدم شفاؤهم. وأشارت إلي أن هناك سوء معاملة من قبل الأطباء النفسيين للمرضي وأهالي المريض, فضلا عن انتظارهم ساعات طويلة داخل المستشفي بالإضافة إلي طول الإجراءات واستغراق من الجهد الكثير في شراء العلاج خاصة وإنه باهظ الثمن جدا ولا يستطيع الكثيرون الحصول عليه نظرا لارتفاع أسعاره. وتضم السيدة ع ن والدة احد الاطفال صوتها لأصوات كل امهات واباء الاطفال الذين يعالجون في المستشفي وتطلب من الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة كونها اما أولا قبل ان تكون مسئولة عن صحة المصريين النظر بعين الاهتمام والرحمة لهؤلاء الاطفال خاصة فيما يتعلق بتوفير العلاج بصيدلية المستشفي, ودعم الدواء كونسرتا ودواء ريتالين الخاص بعلاج حالات فرط الحركة ونقص الانتباه, موضحة ان هذين النوعين من الدواء يعالجان نفس المرض الا ان دواءريتالين وهو الارخص العبوة30 قرض بنحو30 جنيها لايزيد مفعوله في الجسم علي4 ساعات وهذا يعني ان حالة الطفل تحتاج جرعات متكررة في اليوم, وهذا يصعب توفيره خاصة لاطفال المدارس, ولذا تطالب بتوفير الدعم المادي للنوع الثاني وهوكونسرتا لانه طويل المدي ويمتد مفعوله لاكثر من12 ساعة ويؤخذ مرة واحدة في اليوم الا ان سعر العبوة يتراوح ما بين260 و340 جنيها حسب التركيز, وهو ما يمثل عبئا ماديا كبيرا وصعبا علي معظم الاسر المصرية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد خاصة ان99% ممن يأتون للعلاج في مستشفي الصحة النفسية بالعباسية من محدودي الدخل, مشيرة الي ان هذه الادوية والتي لايتم صرفها الا بروشته من مستشفي الصحة النفسية يتم استيرادها وكثيرا من الاحيان لاتتوافر بالصيدليات, وبالتالي عدم تناول الاطفال للجرعات يؤثر علي تركيزهم في الامتحانات. وتناشد والدة الطفل وزارة الصحة ضرورة التنبيه علي الاطباء بعيادات الاطفال للصحة النفسية حسن معاملتهم وذويهم بدلا من الاسلوب غير الانساني الذي يتم التعامل به معهم.