توقفت عند رسالة الدواء الموصوف للدكتور مصطفي شرف الدين الصيدلي بطنطا, والتي تحدث فيها عن نقطتين مهمتين الاولي مطالبته بتولي الصيدلي كتابة العلاج للمريض بناء علي تشخيص الطبيب والثانية هي كتابة الدواء في الوصفة الطبية بالاسم العلمي للدواء لدور الصيدلي المكمل لدور الطبيب في علاج وخدمة المريض, فإنه بالنسبة لتحديد العلاج المناسب للمريض فهو ركن أساسي من عمل الطبيب ولايجوز بأي حال من الأحوال ان يصف الصيدلي الدواء للمريض بناء علي تشخيص الطبيب لاسباب كثيرة منها ان كتابة الوصفة الطبية تمر بمراحل عدة لدي الطبيب, تبدأ بالكشف الطبي ومناقشة المريض في كل شيء وجميع أبعاد المرض ومايعانيه من أعراض, مرورا بالفحوصات المختلفة ووصولا للتشخيص السليم للمرض, ثم يأتي دور الطبيب في كتابة الوصفة الطبية للمريض واضعا في ذهنه التاريخ المرضي والعائلي, وكفاءة أجهزة الجسم المختلفة والحالة الصحية العامة للمريض. كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها تنعكس بصورة مباشرة علي تحديد العلاج المناسب من حيث نوعية الدواء وضبط الجرعات العلاجية وكيفية إعطائها والمدد الزمنية التي تناسب حال وصحة كل مريض علي حدة, فمن المعروف لدي الأطباء ان كل مريض يعتبر حالة طبية منفردة فلا يجوز ان يترك الطبيب, بعد ان يكون قد مر بمراحل كثيرة مع المريض للوصول إلي التشخيص السليم للمرض, امره للصيدلي لكي يحدد له العلاج الذي يناسبه دون ان يكون ملما بالظروف الصحية والنفسية له, فمثلا لايصح ان يقوم الطبيب بتشخيص حالة مريض ما بأنه يعاني من التهاب حاد في الشعب الهوائية ثم يتركه للصيدلي ليتولي هو علاجه وتحديد الدواء المناسب لحالته, مع ملاحظة أن الدواء المناسب لهذا المريض قد لايناسب مريضا آخر مصابا بنفس المرض, وهذا هو الذي يحدده الطبيب المعالج وليس الصيدلي مع تأكيد دوره في تكامل المنظومة الطبية. أما النقطة الثانية والمهمة فهي كتابة الاسم العلمي للدواء في الوصفات الطبية, فنحن الأطباء ليس لدينا مانع في ذلك اذا كان سيعود بالنفع علي المريض, ولكن كتابة الدواء بالاسم العلمي غير معمول به في أي دولة إلا في نطاق محدود وأماكن محددة وذلك في الأقسام الداخلية للمستشفيات ووحدات العناية المركزة وبصورة محدودة جدا, والحقيقة ان تطبيقه غير مناسب في الواقع العلمي في العيادات الخارجية للمستشفيات أو القطاع الخاص أو الصيدليات, خاصة في مصر حيث ان معظم الصيدليات يشترك في ادارتها وصرف الادوية نسبة كبيرة من غير الصيادلة, ومن الاسباب الاخري التي تعوق ذلك هو تداخل واشتراك اكثر من اسم علمي في دواء واحد,.. وكل هذا يؤدي إلي حالة من الارتباك وعدم الدقة في صرف الأدوية, وقد جربت بنفسي في أكثر من مرة وكتبت الاسم العلمي للدواء بالوصفة الطبية فلم يتم صرفه من اكثر من صيدلية.. أما بخصوص اختلاف كفاءة وجود الدواء من شركة إلي شركة, فهذا موجود ويعرفه الأطباء جيدا سواء علي المستوي العلمي أو العملي, فليس صحيحا كما يشاع ان كل بدائل الأدوية علي نفس درجة الجودة والكفاءة ومع ايماننا الكامل بدور الطبيب والصيدلي وغيرهما من المساعدين في المجال الطبي وتعاونهما الوثيق في خدمة المريض والمنظومة الطبية فلكل منهما دوره الذي لاغني عنه. د. مجاهد راغب البسرة