القطاع الطبي بمحافظة شمال سيناء دخل غرفة الانعاش وينتظر لحظة خروج الروح ما لم تتمكن القيادات التنفيذية في أعلي سلطاتها و هي محافظ شمال سيناء في إجراء جراحة عاجلة له قبل أن يموت و يدفن و نترحم عليه و نحن بدورنا سنقوم بتشريح دقيق ووصف للحالة الصحية المتردية في مستشفيات و مراكز المحافظة الطبية بهدف وضع تقرير طبي ليس مزورًا هذه المرة أمام المسئولين و و صناع القرار بمحافظة شمال سيناء وبوزارة الصحة . المراكز الحضرية ففي المراكز الحضرية حدث ولا حرج بداية من عدم انتظام الأطباء في العمل بدعوي أن كثيرًا منهم انتهت فترة تكليفه بالمحافظة و آخرين في أجازات اعتيادية و بعضهم جالس في منزله و يتم التوقيع له في دفتر الحضور و الانصراف و المقابل معروف و غالبًا ما يكون التنازل عن الحوافز و المكافآت للغير و أية شكوي تكون غالبا شكوي كيدية و تحفظ في الملفات و الأدراج و صاحب الشكوي كذاب طالما الأوراق و الدفاتر سليمة ومرتبة و مضبوطة. و إن وجد الطبيب فإنه يكون عادة من صغار السن و لا يستطيع التحكم في مرؤوسيه و غالبًا ما تجد أحد الممرضين القدامى هو المدير الفعلي للوحدة الصحية و بلغة أهل العلم مدير من الباطن و لا يستطيع الطبيب المدير أخذ قرار إلا بالرجوع إليه فهو العالم ببواطن الأمور. و غالبا ما يكتب هذا الطبيب دواءً واحدًا لكل الأمراض عبارة عن مضاد حيوي و مسكن و عندما تذهب إلي الصيدلية تقوم الدكتورة الموجودة بالصيدلية بإعطائك أحد الأصناف و الصنف الثاني دائما ليس له وجود بسبب أنها لم تقم بصرف الحصة المقررة من الأدوية من المديرية أو أن الدواء بالفعل موجود ولكنها جاملت أحد المعارف بزجاجة دواء و تقوم بعدم صرفه للمريض ثم يكتب علي أنه تم صرفه حتي تضبط عملية الجرد ولا عزاء للمواطن الفقير. كما تتعامل طبيبات أمراض النساء و التوليد في المراكز الحضرية ومراكز صحة المرأة مع السيدات التي يذهبن إليهن بكل تعالٍ و من تريد المعاملة الحسنة فطريق العيادة الخاصة بها معروف للجميع لأن من يدفع مالا ليس كمن لا يدفع مالا و شتان الفارق بينهما . المستشفيات مستشفيات سيناء ينطبق عليها المثل القائل الداخل مفقود و الخارج مولود و غالبا ما لا يخرج أحد إلا و علي نقالة الموتي فلو فكرت يومًا في زيارة قصيرة للمستشفي ستري العجب العجاب فطبيب الأطفال المفترض أن يكون أكثر حرصا علي صحة الأطفال فستجده يستمتع بالسيجارة فى أثناء الكشف علي الأطفال و يطلب من ذويهم عدم التدخين في المنزل حتي لا يتأثر الأطفال بالدخان و طبيب العظام يقول لك اعمل أشعة و فى أثناء إجرائك للأشعة تجده قد ترك العيادة وولي و تضطر للمجيئ في اليوم التالي حتي يري الأشعة و يكتب لك العلاج المناسب فالأطباء في مستشفيات سيناء يبدأون عملهم الساعة العاشرة وأغلب الأجهزة و المعدات بالمستشفيات السيناوية معطلة و لا أحد من فنيي المستشفيات يستطيع أن يصلحها أو يفك طلاسمها و بالتالي تظل كما هي معطلة و الرابح الوحيد من تعطلها هو الطبيب و الذي غالبا ما يمتلك نفس الأجهزة بعيادته الخاصة. و اذا قادتك الأقدار وذهبت إلي الاستقبال بأحد المستشفيات تشكو من شىءٍ ألم بك يقوم موظف الاستقبال بكل لا مبالاة بالاتصال تليفونيًا بالطبيب النوبتجي و الذي غالبًا ما يكون في عيادته الخاصة أو منزله و عند وصوله بعد عدة ساعات يكون السر الإلهي قد خرج و فاضت الروح إلي بارئها و يقوم الطبيب النوبتجي بكل هدوء بكتابة تقرير الوفاة و لسان حاله يقول قضاء و قدر . و تجد في لوحة الإعلانات بالمستشفيات عبارة ممنوع علي أطباء الاستقبال طلب أية أدوية من الخارج للحالات التي تأتى إلي الاستقبال و رغم ذلك تجد أغلب الأدوية المعطاة لمرضي الاستقبال و الحالات الطارئة من خارج المستشفي بحجة أن هذه النوعية من الأدوية لا تقوم وزارة الصحة بتوريدها إلي المستشفيات . و لا يوجد أحد بمستشفي العريش العام يستطيع قراءة الأشعة المقطعية و علي المريض الانتظار حتي يأتي طبيب من الإسماعيلية لقراءتها أو الذهاب إلي أحد مراكز الأشعة لقراءتها ووضع تقرير بها. و العمليات الجراحية بالمستشفي عبارة عن عرض و طلب فكل شىءٍ له ثمن و اذا أرادت أن تجري عملية جراحية فستقوم بدفع رسوم عديدة و غالبا ما يقوم أهل المريض بالانصياع و دفع الرسوم المقررة رغبة في علاج مرضاهم و عدم السفر إلي أقرب المحافظات . و ما يحدث في صيدليات المستشفيات هو ما يحدث في صيدليات المراكز الحضرية من نقص للأدوية و عدم إعطاء المرضي العلاج المكتوب بالروشته.