في الوقت الذي واصل فيه الطيران غاراته المكثفة علي المواقع التي يسيطر عليها كتائب الثوار بمدينة حلب لليوم الرابع علي التوالي مما أدي الي مقتل وأصابة العشرات من المدنيين شن آلاف من مسلحي المعارضة أمس هجوما علي الفرقة17 التابعة للجيش السوري والمحاصرةفي محافظة الرقة, وذكر مصدر حكومي أن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة جرت مع المعارضة المسلحة التي هاجمت الفرقة من أكثر من محور ما أدي إلي استشهاد عددمن عناصر الجيش ومقتل عدد من المهاجمين تستخدم مختلف أنواع الأسلحة. في غضون ذلك, كشفت مصادر بالمعارضة السورية عن أن الدول الغربية نقلت للمعارضة رسالة مفادها أن محادثات السلام التي ستجري الشهر القادم في إطارما يسمي بمؤتمر جنيف2 قد لا تؤدي إلي خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة وأن الأقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية. وأوضحت أن الرسالة نقلت إلي اعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الاسبوع الماضي في لندن. وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها علي معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر المعتدل قرب حدود تركيا. وقال عضو كبير بالائتلاف الوطني رفض الكشف عن هويته أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلي حدوث فوضي وسيطرة الإسلاميين المتشددين علي البلاد, مشيرا إلي احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام القادم. وقال دبلوماسيون واعضاء كبار بالائتلاف إن التحول في اولويات الغرب وخصوصا الولاياتالمتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلي محاربة الإسلاميين المتشددين يسبب انقسامات بين القوي الدولية الداعمة للانتفاضة السورية. ومن شأن مثل هذه التسوية الدبلوماسية بخصوص المرحلة الانتقالية ان تضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الأممالمتحدة بأي تحرك ضد الأسد مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في سبتمبر ايلول بعد اتهامه لقوات الأسد باستخدام الغاز السام. لكنها قد توسع اختلاف الرؤي مع حلفاء المعارضة في الشرق الأوسط. وفي سياق متصل, أبدي وزير الخارجية الامريكي جون كيري خشيته من أن يؤدي النزاع في سوريا الي تفكك هذا البلد, وذلك عشية اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا في اسطنبول. ولفت خلال حديثه أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الي أن الوقت ليس في مصلحة حل سياسي, فهو يؤدي الي مزيد من العنف ومزيد من العناصر المتطرفة والي تفكك سوريا. ويتوجه كيري بعد غد الي اسطنبول للمشاركة في اجتماع مجموعة اصدقاء سوريا التي تضم دولا عربية وغربية تدعم المعارضة السورية, وإجراء مباحثات في العمق مع من وصفهم بيان للخارجية الأمريكية بشركاء أساسيين وأعضاء في ائتلاف المعارضة السورية بشأن سبل من دعم المجتمع الدولي للمعارضة والتعجيل في عملية انتقال سياسي في سوريا. وفي تلك الأثناء, أفاد مسئول أميركي كبير بأن وكالات الاستخبارات الامريكية تحقق في ما اذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة لافتا في تصريحات له أمس لوكالة فرانس برس الي أن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيميائية مشبوهة جدا ربما تكون استخدمت في المعارك الاخيرة في سوريا, ولكن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات ولم تصل الي خلاصة جازمة تمكنها من إثبات صحتها من عدمها. ورجح أن تكون هناك أسلحة كيميائية استخدمت بشكل محدود وموضعي جدا, وليس علي نطاق واسع. ونقلت صحيفة واشنطن بوست ومجلة فورين بوليسي عن مسئولين لم تكشفا هوياتهما أن فرنسا وبريطانيا أبلغتا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بأنه استنادا الي فحوصات مخبرية للتربة وإفادات شهود عيان ومقاتلين معارضين فإن نظام الرئيس بشار الاسد استخدم مواد كيميائية سامة للاعصاب في كل من مدينة حلب ومحيطها وفي حمص كذلك, وربما ايضا في دمشق. وفي الوقت نفسه, رفض وزير الدفاع الاميركي تشاك هيجل ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي, الرد علي سؤال في مجلس الشيوخ عما اذا تم استخدام اسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سوريا, ليعززا بذلك الشكوك حول هذا الموضوع الذي قالت عنه واشنطن إنه خط احمر.