دخل الصراع السياسي في أوكرانيا مرحلة عض الأصابع عبر حشد كل من المعارضة الموالية للاتحاد الأوروبي والحكومة المدعومة من روسيا لأنصارهما في ميادين العاصمة كييف أمس. وتنفس سكان العاصمة الصعداء بعد قرار أنصار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش نقل مظاهرتهم إلي متنزه بعيد عن وسط المدينة التي يحتلها المحتجون الموالون للمعارضة مما قلل فرص إندلاع اشتباكات بين الطرفين. وتزامنت المظاهرات الحاشدة في كييف مع إعلان الاتحاد الأوروبي تعليق العمل مع أوكرانيا بشأن اتفاقيات للتجارة والتعاون, مضيفا أن حكومة كييف تقدم دفاعا لا أساس له من الواقع. وحشدت المعارضة الأوكرانية- المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الاوروبي- نحو200 ألف شخص في مظاهرة ضخمة بساحة الاستقلال ضد سياسات يانوكوفيتش الذي يتبني سياسات تنبذ الاندماج الأوروبي لصالح التقارب مع روسيا. وفي محاولة للقيام بهجوم معاكس, نظمت الحكومة تجمعا- في التوقيت نفسه- بحشد عشرات آلاف الأشخاص القادمين من مختلف جهات أوكرانيا. وعلي غرار المعارضة التي نصبت خياما في ساحة الاستقلال, عزز مؤيدو الرئيس حضورهم- بالطريقة ذاتها- في حديقة مارنسكي أمام البرلمان. ومن جانبه, طالب فيتال كليتشكو, بطل العالم للملاكمة السابق وأحد قادة المعارضة, الأوكرانيين بالاحتشاد, وانتقد محاولة الشرطة ترهيب المعارضين من خلال هجوم قوات الأمن بعنف علي مظاهرة في الميدان, خلال30 نوفمبر الماضي. وفي تحية للمحتجين والمعتصمين, قال كليتشكو لاقيت الكثير من المنافسين في الحلبة, ولا أرغب في مواجهة خصم مثلكم فأنتم لا تهزمون. وفي غضون ذلك,قال سيرجي بيتشوك-43 عاما- وهو عامل كهرباء من ضواحي كييف إنه جاء للمشاركة في التجمع المؤيد للحكومة لأنه يريد الاستقرار. وأضاف قائلا تقاضيت راتبي لكن كثيرين جاءوا إلي هنا لأنهم يخشون ألا يتقاضوه. وكان الرئيس الأوكراني قد أقال رئيس بلدية كييف ومساعد سكرتير مجلس الأمن الوطني أمس الأول بعد اتهامهما بتفريق مظاهرات بالقوة في العاصمة, في بادرة تهدئة حيال المعارضة. وقالت الرئاسة الأوكرانية- في بيان رسمي- إن القرار اتخذ بطلب من النيابة العامة الأوكرانية التي تشتبه في أن هذين الشخصين انتهكا حقوق المواطنين الذين كانوا متجمعين في30 نوفمبر في ساحة الاستقلال في كييف. واعتبرت المعارضة هذه المبادرة مهمة لكن غير كافية, وطالبت باستقالة وزير الداخلية فيتالي زخارتشينكو. وفي إطار الصراع المحتدم بين الحكومة والمعارضة, دخلت الولاياتالمتحدة علي الخط باجتماع السيناتور الأمريكي جون ماكين مع عدد من قادة المعارضة في العاصمة كيف أمس الأول, معبرا صراحة عن تأييده للاحتجاجات ضد الحكومة, في خطوة قد تثير غضب موسكو التي تدعم الحكومة الأوكرانية.