هل مات حقا الزعيم الجنوب أفريقي مانديلا وسيواري جسده الثري اليوم؟ هل مات هذا العملاق الأسود أيقونة الحرية في العالم ؟ إن مانديلا الذي أعرفه لايموت, إن الذي مات مانديلا البشر, ولكن الذي عرفته وشاركت معه ومع كل أبناء شعب جنوب أفريقيا الرقص احتفالا بفوزه في يناير1994 برئاسة جنوب أفريقيا ليكون بذلك أول رئيس أسود لهذه الدولة لم يمت وادعو الله ألا يحدث. أنتظر شخصيا ظهوره في مصر. أنتظر مانديلا المصري الذي يظهر فيقود هذا الوطن الحبيب نحو تحقيق اللحمة الوطنية في عملية أسهل كثيرا من تلك التي عاشتها جنوب أفريقيا التي كانت تدميها الانقسامات القائمة علي اللون والعرق, حيث السجل المثخن بالجراح والدماء للمواجهات الدامية بين الأقلية البيضاء والأغلبية السوداء. الوضع في مصر مختلف كثيرا, فكلنا نفس الشعب دون فروق.. كانت الكلمات السابقة من مقال للسفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الأفريقية في الشروق.تقول أيضا مني عمر- وهي دبلوماسية مصرية مخضرمة من واقع خبرتها في العمل الأفريقي: أنتظر مانديلا المصري.. لقد حول مانديلا حالة الانقسام والفرقة والفشل والعنف وأعمال القتل إلي جلسات للمصالحة الوطنية في مواجهة إنسانية غير مسبوقة بين مرتكبي هذه الجرائم وضحاياهم سواء كانوا من البيض أو من السود, ونجح في إحداث التحول من الفشل إلي النجاح ومن العنف إلي السلم. لقد كانت لدي مانديلا رؤية استراتيجية واضحة لمصلحة الوطن وكيفية تحقيقها بعيدا عن المصالح السياسية والأهواء الشخصية. تتضرع السفيرة مني إلي الله تعالي أن يظهر سريعا مانديلا مصر ليردد ما طالب به ماديبا الجنوب أفريقي أبناء شعبه عندما ذكر دعونا ننسي الماضي. دعونا نهتم بالحاضر والمستقبل؟. أضم صوتي مع دعوة سيادتها, دعونا ننظر إلي الامام وننسي خلافاتنا الزائلة, لأن مصر ومستقبلها وتقدمها هو الأمر الأكثر أهمية. أيها المختلفون تصالحوا من أجل مصر إن كنتم تحبون هذا الوطن حقا. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى