عندما أعلن الرئيس الأسبق حسني مبارك تخليه عن السلطة مساء11 فبراير2011, كان الأمل عظيما في أن مصر التي حجزها نظامه بقبضته الأمنية الخانقة ستخرج أخيرا من أسرها وتطل علينا بوجهها الذي حجبه هذا النظام. غير أن التجريف الذي حدث في العقود الثلاثة التي سبقت ثورة25 يناير أبقت المسافة بعيدة بين هذا الأمل والواقع المر الذي عبر عنه لسان حال حركة النضال الديمقراطي أحمد فؤاد نجم عندما نادي شمس البشاير التي اعتقدنا أنها هلت علينا أخيرا عبر هذه الثورة. فكانت قصيدة شمس البشاير هي أفضل ما يعبر عما أحس به المصريون خلال أيام الثورة, وما يشعر به بعضهم حتي الآن رغم الإحباط الذي سيطر مجددا علي الكثير منهم. وتدل هذه القصيدة بكلماتها وروحها علي مدي قدرة الفاجومي علي التعبير عن أمل شعب يحلم بيوم تهل فيه شمس البشاير ويظهر نورها لتحرير مصر من الظلام الذي أغرقت فيه فتطل علي العالم بعد طول غياب: هلي ياشمس البشاير/ طابت وآن الأوان. طلي وحلي الستاير/ نور البشاير يبان. وارخي الضفاير منابر/ فوق الزمان والمكان. مصر الشباب العزيزة/ قامت وكان اللي كان. مصر اللي خاضت ليالي/ بحر الظلام الرهيب. تسهر عليها البلاوي/ تزعق ولا من طبيب. عرفت بلاها ودواها/ بعيون شبابها النجيب. تسلم عيون الأطبا/ ويعيش حكيم الزمان. مصر العلوم والصنايع/ والفلاحين والغيطان. مصر الجنود بالمدافع/ متسلحين للميدان. مصر السلام بالمعارك/ يفرش يغطي المكان. ينده يا شمس الحقيقة/ طلي عليكي الأمان. وها هو الفاجومي رحل قبل أن تطل مصر الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية رغم أن شمس بشايرها بدت كما لو أنها ستشرق في ثورة25 يناير وموجاتها التي لم تصل إلي غايتها بعد. انتظرها شاعر الأجيال أحمد فؤاد نجم طويلا. وستبقي روحه ترنو اليها, مثلما سيظل شعره معبرا عن عشق مصر التي مازلنا ننتظر طلتها البهية. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد