في الوقت الذي كانت فيه الحياة السياسية تشهد العديد من التوترات والأزمات والكوارث كان هناك عدد من شباب المهندسين والمعماريين المصريين والمسئولين والمفكرين يوجهون الدعوة لكل من يعمل في مجال العمران من خبراء ومهندسين للعمل معا لاعادة بناء الوطن واستغلال طاقة المجتمع بصورة إيجابية للالتفاف حول مشروع وطني واحد. فكانت النتيجة مشروع إعمار مصر. وبالفعل وبعد انطلاق الدعوة بدأ العمل الفعلي الذي أمتد علي مدي18 شهرا وبساعات عمل زادت علي70 الف ساعة تم خلالها عقد اكثر من20 ورشة عمل و7 مؤتمرات بمشاركة120 من الخبراء والمتخصصين والشباب في مختلف المجالات وجاءت النتيجة بمشروع ربما يكون هو الامل في خروج مصر من النفق المظلم هو مشروع مصر7-12 العودة الي المستقبل تقول الدكتورة سمية بهي الدين المديرة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة رمال للتنمية العمرانية ان الهدف هو وضع رؤية مستقبلية لتصبح مصر واحدة من افضل7 دول في العالم في العقود القادمة وذلك عن طريق استرداد ريادة مصر ولذلك اطلقنا عليه اسم العودة الي المستقبل مصر7-12 وتقوم الفكرة علي التكامل الشامل خلال12 فترة رئاسية ووفق7 ابعاد هي( البعد الانساني, الروحاني, الاجتماعي, الثقافي, البيئي, الاقتصادي, و السياسي) لذلك سميت ب7 12. ويضم المشروع خريطة لمستقبل مصر لاسترداد الريادة تضم اكثر من84 مشروعا رائدا من بينها ممر التنمية للدكتور فاروق الباز ومنخفض القطارة ومشروع تعمير الصحراء الشرقية للدكتور محمد صبري البادي وتحويل وادي النيل للدكتور رشدي سعيد ومشروع النيل الثاني للدكتور هاني عدلي علي ان يتم تنفيذها بعد عمل دراسات الجدوي والاليات طبقا للرؤي وقد تتعدي قيمة تلك المشروعات7 تريليونات دولار حتي عام.2060 وتنقسم مراحل تنفيذ المشروع الي48 عاما اي ما يمثل12 فترة رئاسية قمنا بتقسيمها الي مرحلتين المرحلة الاولي تتضمن7 فترات رئاسية وتمتد من2012 وحتي2040 اما الفترة الثانية فتمتد لمدة20 عاما من2040 وحتي عام.2060 وتتضمن خريطة التنمية خلق محاور جديدة للتنمية بديلة لوادي النيل( ممرات التنمية), وعلي سبيل المثال( الدلتا الجديدة) و( الوادي الأخضر بالصحراء الغربية) و( محور التجارة العالمي بسيناء) و( محور الدهب بالصحراء الشرقية) بجانب الساحل الشمالي و ساحل البحر الأحمر. إنشاء شبكة الطرق السريعة وخطوط السكة الحديد والنقل و شبكات المياه و الطاقة وهي قاطرة التنمية المستقبلية لمصر و تربط كل بقاع مصر شمالا جنوبا وشرق غرب. وإنشاء12 طريقا عرضيا يربط مصر عرضيا شرقا و غربا بالإضافة الي عدد7 طرق طولية ومصر طوليا شمالا وجنوبا بإجمالي نحو15.000 كم), بجانب إنشاء خط قطار أفريقيا السريع من العلمين شمالا وحتي توشكا جنوبا.(1.200 كم) كما يتم إنشاء شبكات ربط الطاقة الشمسية وشبكات المياه المحلاة مع شبكات الصرف وإعادة التدوير علي مراحل حتي تغطي كافة مناطق التنمية المقترحة والتي تستوعب أجيالا قادمة علي مدي100 عام وإنشاء شبكة طرق دولية(5 طرق عابرة) عدد3 عرضيا و عدد2 طوليا تعمل علي تحويل مصر الي معبر تجاري سياحي من الشرق إلي الغرب ومن الشمال إلي الجنوب باجمالي نحو5.500 كم. إنشاء مناطق ومدن حرة وصناعية وتجارية و علمية- علي البوابات الحدودية مع مصر كمناطق ذات بعد استراتيجي و أمني و ذلك باقتراح إنشاء مدينة للبحوث العلمية للطاقة النووية شرق مدينة رفح( حدود فلسطين), وأخري للصناعات النفيسة بمنطقة طابا( حدود فلسطين), وأخري لعلوم الفلك مع منصة إطلاق مكوك فضائي مصري شرق السلوم( حدود ليبيا), واخري سياحية بشلاتين( حدود السودان), وأخري مركز أبحاث صناعة السيليكون ببحر الرمال الأعظم بالركن الجنوبي الغربي( حدود ليبيا و السودان).إنشاء شبكة من المطارات و الموانيء الدولية و المحلية- إنشاء17 مطارا معظمها دولي بالإضافة إلي إنشاء3 مواني بحرية كبيرة جديدة, منها ميناء شرق محافظة بورسعيد وآخر في العلمين وميناء آخر في البحر الأحمر و عدد7 موانيء صغيرة جديدة. خريطة مصر السياحية من خلال إستحداث أنشطة سياحية جديدة مثل التجارة المتعلقة بالحرف والمشغولات اليدوية, سياحة المؤتمرات و المعارض, السياحة الترفيهية, العلاجية بجانب تنمية الأنشطة السياحية التقليدية بمصر من خلال شبكة اتصال معلوماتية يتبعها شبكة طرق تربط لكل المدن السياحية بمصر. خريطة مصر الزراعية من خلال تحقيق الأمن الغذائي للزراعات الاستراتيجية و إنتاج و تصدير الزراعات الحيوية, بإنشاء عدد من المراكز البحثية القومية, فالخريطة تستهدف استصلاح أكثر من20 مليون فدان بالصحراء الغربية بالدلتا الجديدة و الوادي الأخضر الجديد الممتد من واحة سيوة شمالا حتي توشك جنوبا مرورا بكل واحات مصر بالصحراء الغربية وتنتج بها الزراعات العضوية لخلو هذه المنطقة من أي مصادر للتلوث البيئي والمائي, فهي تعتمد في زراعتها علي المياه الجوفية التي تكفي لزراعتها لمدة تصل إلي250 سنة.وإنشاء خريطة مصر الصناعية من خلال تعظيم الصناعات ذات القدرة التنافسية مثل صناعات البتركيماويات و الصناعات الثقيلة و الصناعات التكنولوجية, صناعة السفن و الأثاث, وذلك بإنشاء العديد من المراكز البحثية القومية باماكن متعددة و ربطها بكل الأنشطة الصناعية الأخري. إنشاء شبكة من المراكز والمدن الطبية والرعاية الصحية طبقا للمعايير العالمية, وإنشاء مدن طبية متخصصة في معالجة بعض الأمراض مثل( أمراض الكلي, القلب و الكبد) بجانب تطوير و تعظيم مجري نهر النيل و الحفاظ عليه من خلال تشريعات و كود مصر7 12 للحفاظ علي البيئة.واقتراح بإنشاء عدد7 مدن تعمل كعواصم رمزية لمصر و تكون قاطرة التنمية لكل مدن مصر3 منها هي مدن قائمة و4 هي مدن جديدة- حيث يتكامل البنيان العمراني والاجتماعي والخدمي حيث تكون عواصم مصر كالآتي:القاهرة العاصمة الثقافية والروحانية ونفرتاري( مدينة جديدة بالصحراء الغربية بالدلتا الجديدة) تمثل العاصمة الإدارية والترفيهية والاسكندرية كعاصمة للعلم والمعرفة.وسينين( مدينة جديدة بالساحل الشمالي لشبه جزيرة سيناء) كعاصمة للمال والتجارة والأعمال والأقصر ستكون عاصمة التراث العالمي والواحة( مدينة جديدة بالصحراء الغربية علي الوادي الأخضر) كعاصمة التكنولوجيا الخضراء وتوشكي( مدينة جديدة بالصحراء الغربيةجنوب الوادي الأخضر) كعاصمة الزراعات الحيوية. وتحتوي المرحلة الأولي من الخريطة علي إنشاء عدد12 مدينة جديدة و تطوير عدد21 مدينة قائمة- لتحقيق جودة الحياة العمرانية و الاقتصادية بالتنمية و التطوير حتي عام2040. واهم عناصر هذه المنظومة اعادة ترسيم الأقاليم الاقتصاديه لمصر لتكون12 اقليما اقتصاديا الي جانب عملية تطوير المدن وانشاء مدن جديدة فمن بين المدن القائمة والجديدة سيتم تحديد الانشطة الخاصة بكل مدينة ليصبح لدينا84 مدينة زراعية و36 صناعية و52 سياحية وثقافية و42 للصيد و19 للتجارة والاعمال و17 للرعاية الصحية و20 علمية بحيث يضم كل اقليم من الاقاليم عددا من كل نوع من هذه المدن مما يؤدي الي تحقيق التنوع في المصادر الاقتصادية لكل قطاع. وتقترح الخريطة أيضا إنشاء كيان إداري مستقل للعمل من خلاله علي إدارة المنظومة للوصول للهدف علي مدي50 عاما, علي أن يتبع مجلس الشعب او مؤسسة الرئاسة و يقوم بمراقبة تنفيذ مراحل الخريطة و الرؤية بدقة وتقييمها سنويا تحت مسمي ريادة كما اقترحه فريق العمل. وعن رحلة اصحاب المبادرة مع الحكومة وعرض المشروع علي المسئولين تقول الدكتورة سمية اننا إنتهينا من العمل في المبادرة في العام الماضي ومنذ اعلنا عن انتهائنا منه بدأ مندوبون عن المرشحين السابقين للرئاسة في القدوم الينا للمطالبة بان يقوموا بوضع المشروع ضمن البرنامج الانتخابي الخاص بهم ولكننا رفضنا وكان من بينهم مندوبون عن الدكتور محمد مرسي ومن العاملين في مشروع النهضة وكان ردنا علي الجميع اننا فور فوز اي منهم بالرئاسة سنقوم نحن بتقديم المشروع له وهذا ما حدث بالفعل مع الرئيس المعزول فبعد وصوله للرئاسة قمنا بالتواصل مع المسئولين بالرئاسة وفوجئنا بان من قام بالاجتماع معنا هوالمهندس خيرت الشاطر الذي أشاد كثيرا بالمشروع وقال لنا بالحرف هذا ما تحتاج له مصر وبعد ذلك الاجتماع الذي كان في شهر أغسطس2012 لم نسمع منهم أو عنهم ثانية؟! تري هل يتكرر هذا التجاهل مرة أخري؟!