أثارت الفتوي التي أصدرها مجلس الإفتاء الفلسطيني أخيرا بشان إباحة التعارف بين الجنسين عبر الإنترنت جدلا واسعا في أوساط الفلسطينيين, مابين مؤيد ومعارض ومستغرب, ليس فقط لكون الفتوي تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي أو تتعارض مع هبل أيضا ثار الجدل حول مدي توافقها مع العادات والتقاليد الفلسطينية الراسخة التي يسعي الفلسطينيون علي التمسك بها والحفاظ عليها, في الداخل الفلسطيني وفي الشتات. وقد ذهبت فتوي مجلس الإفتاء الفلسطيني في رام الله التي تقع تحت حكم السلطة الفلسطينية إلي أن مثل هذا التعارف بين الجنسين مباح بغرض الزواج ووفقا لظروف محددة, وذلك في رأي شرعي يتناقض تماما مع فتوي أخري تدين مثل هذا التعارف أصدرها علماء الشريعة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس وأقر مجلس الإفتاء الأعلي الفلسطيني أن التفاعل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية أصبح ظاهرة واسعة الانتشار, وأصبح ضرورة لا بد منها. وجاء في الفتوي ان الدردشات عبر الانترنت الشات بين الجنسين جائز بشرط ان يكون بهدف الزواج وعلي ان يحترم الطرفان القواعد الاخلاقية والضوابط الشرعية والتعاليم الدينية. وحددت الهيئة الشرعية الفلسطينية هذا الشات بان يتم في علم ودراية عائلتي الطرفين وان لا يحدث في غرف مغلقة وعلي ان لا توفر المرأة صورا لها. وتقول الفتوي إن الشات حلال بشرط أن تكون هناك ضرورة أو حاجة ماسة لذلك, وينبغي أن يكون الحديث بقدر هذه الحاجة,, ولا يتجاوزهما لمسائل شخصية أخري من شأنها إثارة الغرائز, وإيقاظ الشهوات وتؤكد علي ضرورة أن لا يتسم الحديث كذلك ب الخضوع بالقول بتليين العبارة, أو ترقيق الصوت من قبل الفتاة أو المرأة المتحدثة.. وقال مجلس الإفتاء أن هذه الإباحة المشروطة بالضوابط المذكورة أعلاه لا تشكل بديلا للوسائل المشروعة, والتقاليد المألوفة للتعارف بين المرشحين للزواج. ورغم هذه الشروط الصارمة لم تسلم الفتوي من النقد والتجريح وذهب البعض إلي أن الفتوي تفتح الباب للتسلية بين الشباب وإقامة علاقات غير شرعية وتجلب كثيرا من المفاسد, ورأها البعض دعوة حق يراد به باطل, يقول حسن جوجو الذي يرأس مجلس المحكمة الشرعية في غزة اذا أراد الرجل ان يتزوج امرأة فعليه ان يذهب الي منزلها ويستأذن والدها. فيما رأي آخرون أنها تتعارض مع العادات والتقاليد الفلسطينية المحافظة, ويقول عمرعياد رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية علي الرغم من هذه الفتوي, العادات والتقاليد الفلسطينية ستبقي مسيطرة محذرا من ان الفتوي قد تحدث مشكلات للعائلات جراء ضغوط الشباب علي الفتيات للتواصل معهم عبر الانترنت والمجادلة بأنه اذا كان الدين يسمح لماذا تعارضين ذلك؟., وذهب بعض الفلسطينيين إلي التهكم علي الأمر برمته, باعتبار أن الواقع لم يكن يتطلب أي فتاوي لامتشددة تمنع ولامتسامحة تبيح, يقول أحد الشباب الفلسطينيين معلقا علي الفتوي الأخيرة في ظل ثورة التكنولوجيا والإتصال بين البشر تجري عمليات تعارف لاحصر لها بين الشباب من الجنسين, والشباب الفلسطيني لايعيشون في كوكب وحدهم معزولين عن هذا العالم, لما اتيح من فرص للتواصل الإجتماعي عبر الفيس بوك وتويتر وغيرها. ويري شاب فلسطيني آخر إن التواصل بين الشباب والفتيات الفلسطينيين ضرورة, بعد أن تفرقوا في أنحاء العالم, وقد أصبح بالفعل أداة فعالة للتواصل للزواج والتقارب وعقد الصلات وتقريب المسافات بين الأقارب والعائلات. ويقول ثالث: لا يخطر ببال أحد منا أن الدردشة علي الانترنت بحاجة إلي فتوي شرعية في القرن ال21, لكن هذا ما يحصل في فلسطين. وللفلسطينيين في التعارف والخطبة والزواج طقوس وعادات, تحاول الأسر الفلسطينية التمسك بها والحفاظ عليها رغم الاحتلال واللجوء والغربة والألم, للحفاظ علي روح وذاكرة شعب يرغب في الحياة,.