الجيزة تعيش حالة غير مسبوقة من الفوضي.. أزمة مرورية تشل حركة السيارات.. ومخالفات مبان تتحدي الجميع..وأطنان قمامة تنشر التلوث والأمراض.. وعشوائيات في انتظار تطويرها.. ومواطنون يصرخون: أين الأجهزة المسئولة؟.. ومسئولون يرون انها ضريبة المرحلة التي تعيشها مصر الآن. والسؤال: لماذا تدهورت أوضاع الجيزة بهذه الصورة.. وكيف نعيد الأمل إليها في مواجهة أزمات لا تنتهي؟ في البداية يقول عيد إمام موظف: اغيثونا من القمامة التي زحفت علي كل مناطق الجيزة.. لا فرق بين امبابة والمهندسين.. سلوكيات الناس مشكلة لكن لا يوجد نظام فعال لجمع القمامة والنتيجة أكوام من الزبالة في كل مكان..عربات الكارو تلقي مخلفات البناء في عرض الطريق.. وسيارات القمامة تعيد بعثرتها ولا رقيب. ويتدخل في الحوار أحمد عنتر تاجر قائلا: النظافة ليست المشكلة الوحيدة.. فاختناقات المرور مشكلة أكبر.. شوارع الجيزة أصبحت عبارة عن جراج كبير.. سيارات الميكروباص تتوقف بشكل عشوائي في ميدان الجيزة ونفق الهرم ومطلع كوبري فيصل وأمام جامعة القاهرة والمنيب والكيت كات. ابراهيم العفيفي وكيل وزارة بالمعاش يري ان زحام الجيزة صورة بالكربون من زحام القاهرة..والحل من وجهة نظره يتلخص في مواجهة فوضي الميكروباص والتوك توك..والزام اصحاب العقارات الجديدة علي الاقل بتوفير جراجات اسفلها قبل منحهم رخصة البناء. جرائم التوك توك التوك توك مشكلة كبري في الجيزة هذا ما تقوله هانم عبد الرحمن موظفة.. كل التكاتك غير مرخصة ولا تحمل لوحات معدنية.. صحيح انها تقدم خدمة لسكان الشوارع الداخلية..لكنها تنشر جرائم التحرش والخطف والسرقة.. فغالبية سائقيها من الصبية والمدمنين واصحاب السوابق.. ويجب ترخيصها او اخضاعها للرقابة. مشكلات الجيزة لا تنتهي كما يقول عم صابر عامل باليومية خاصة الصرف الصحي.. هناك طفح مجار في منطقة العشريني والثلاثيني بفيصل.. أعمال الحفر التي بدأت قبل سنوات لم تنته حتي الآن ولا توجد بالوعات لصرف مياه الأمطار وحتي شارع الثلاثيني الذي تم رصفه أخيرا بدأ الحفر فيه من جديد وشارع الملكة ينتظر الرصف ومعه مئات الشوارع الاخري.. المشكلة ان محافظة الجيزة تهتم فقط بالمهندسين والدقي وشارع مراد والهرم علي حساب مناطق اخري مثل المشابك وكفر طهرمس وصفط اللبن وترسا وبولاق الدكرور والمنيب وامبابة..غالبية الشوارع في هذه المناطق بحاجة الي اعادة رصف وتجميل واضاءة.. وايضا المناطق المحيطة بالطريق الدائري التي تضم أكبر نسبة من مخالفات البناء, بل ان الطريق الدائري نفسه تحول الي مصيدة للموت بسبب عيوبه الفنية. البناء في الممنوع كما يقول أحمد عبد المطلب اعلامي- لا يقتصر فقط علي البناء علي الاراضي الزراعية وانما بالاستيلاء علي اراض مملوكة للدولة واجزاء من شوارع لاقامة ابراج سكنية.. لدينا ابراج يصل ارتفاعها ل15 طابقا في شوارع لا يزيد عرضها علي ستة امتار..الاحياء والادارات الهندسية متواطئة والنتيجة كوارث في المرافق والخدمات والمواصلات تحدث فور تسكين هذه الابراج. عشوائيات تتحدي القانون تحدي القانون في الجيزة امتد الي الاستيلاء علي شوارع باكملها لاقامة مواقف ميكروباص عشوائية واسواق ومقاه.. هذا ما حدث في شارع محمد صديق المنشاوي الذي احتلته طوابير طويلة من الميكروباص.. وايضا شارع احمد زويل الذي اقيمت فيه سوق عشوائية لباعة الفاكهة..بل ان الباعة الجائلين احتلوا محطة مترو فيصل..والمطلوب تخصيص موقف للميكروباص في موقع لا يعوق حركة السيارات والمشاة وايضا مكان لاستيعاب السوق العشوائية..والاسراع في نقل وحدة مرور فيصل التي تعوق حركة المرور امام القادمين من شارع ترعة الزمر او فيصل. ويتدخل في الحوار الحاج سيد المنوفي قائلا: لم يعد بالامكان السير علي الاقدام في هذه المنطقة.. بعد ان تجمعت فيها كل اشكال العشوائيات من ميكروباص وتوك توك وباعة جائلين وآلاف من ركاب المترو.. رغم ان اعادة تنظيمها وتجميلها سهل لكنه يتطلب قرارا من المحافظ, واقامة نقطة شرطة ثابتة لحفظ الأمن والنظام. المحافظ يرد حملنا كل هذه الهموم للدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة فقال: بصراحة فوضي البناء أكبر من طاقة المحافظة علي مواجهتها ونحن نقوم حاليا بحصر جميع المخالفات وانصح كل من يرغب في شراء وحدة سكنية او عقار ان يتأكد من صحة موقفها القانوني واستخراج شهادة موثقة بموقف هذه الوحدات حيث انه ستتم ازالتها في المستقبل. وحول مشكلة القمامة والقاء مخلفات البناء قال: قررنا صرف مكافأة100 جنيه لكل سيارة تلقي بحمولتها بالمقلب العمومي في شبرامنت وتشديد العقوبة الي3 آلاف جنيه للمخالفين وتشغيل السيارة المخالفة لمصلحة المحافظة, كما كلفت الأحياء بتخصيص اماكن لالقاء القمامة واضاف: نحن نحاول حل مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي.. ولدينا في الجيزة فرع للشركة القابضة لمياه الشرب لكن ميزانيتها مركزية تابعة للشركة الآم ومشروعاتها مدرجة في اطار خطة ونحن في المحافظة نحاول ترتيب الاولويات وفقا للحالات العاجلة كما ندبر مبالغ من صناديق الخدمات في حدود نصف مليون جنيه لتوصيل المرافق الي المنشآت الخدمية كالمستشفيات ومراكز الشباب وهذا ما فعلناه في الوراق والحوامدية. أزمة الميكروباص وحول مشكلة الميكروباص قال المحافظ بدأنا بالفعل في تطوير منطقة مقار( الكوبري الخشب) ونقوم حاليا بتطوير موقف المنيب واصدرت قرارا بتغريم اي سيارة ميكروباص تقوم بتحميل الركاب خارج المواقف..بل اننا دفعنا لهيئة السكك الحديدية700 ألف جنيه بهدف نقل كهربة الاشارات الخاصة بها وتحريك سور السكة الحديد خلف جامعة القاهرة لتوفير مساحة تسمح باقامة موقف للميكروباص. وفيما يتعلق بازمة المرور في شارعي الهرم وفيصل قال الدكتور علي عبد الرحمن سوف نجري توسعة لمطلع كوبري الجيزة المعدني من ناحية شارع الهرم وربيع الجيزي لتخفيف الكثافة المرورية وتم تكليف احدي الشركات بالتنفيذ خلال شهرين. اما مطلع كوبري فيصل وتقاطعه مع شارع احمد كامل فسوف يتم تعديل خط سير السيارات القادمة من شارع السودان لتتجه يمينا بدلا من اليسار مرورا بشارع ترعة الزمر وبالنسبة للمنطقة اسفل كوبري فيصل فقد تم الاتفاق مع وزارة الداخلية علي نقل وحدة مرور فيصل الي منطقة تقاطع الدائري مع مصرف المريوطية واعادة تصميم المنطقة بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة ونحن في انتظار توقيت النقل من جانب الداخلية. وردا علي سؤال حول مشكلات الاسواق العشوائية والباعة الجائلين اشار المحافظ الي انه يجري حاليا انشاء منافذ بديلة وتخيير الباعة بين الانتقال اليها او اخلاء اماكنهم وسوف يتم شن حملات مكبرة علي كل المناطق المخالفة. ويبقي السؤال: هل يمكن اعادة الحد الادني من النظام واحترام القانون في الجيزة التي تعيش حالة غير مسبوقة من الفوضي؟!