بعد مرور أكثر من شهرين علي الانتخابات العامة في ألمانيا, توصل التحالف المسيحي الديمقراطي المحافظ بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل, والحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري فجر أمس إلي اتفاق من المتوقع أن يفرز حكومة ائتلافية جديدة قبل بداية 2014. ووافقت لجنة تضم نحو 75 عضوا عن ثلاثة أحزاب علي الاتفاق( يقع في 185 صفحة) خلال جلسة استغرقت 17 ساعة أمس الأول. في حين تمكن اليساريون من الحصول علي تنازلات هامة من جانب ميركل, مما أثار قلقا في أوساط قطاع رجال الأعمال و الصناعة. ويتضمن الاتفاق بندا يضع حد أدني للأجور يصل إلي 8.5 يورو في الساعة, اعتبارا من عام 2015. كما يسمح الاتفاق بالتقاعد عند الوصول إلي سن 63 عاما, بشرط قضاء 45 عاما في الخدمة. وسيجري زيادة المعاشات لأصحاب الإعاقة. وبحسب الحزب الاشتراكي الديمقراطي, لن يكون الاتفاق ساريا, حتي ينال موافقة القاعدة الشعبية للحزب البالغ عددها474 ألف عضو. وسينظم الحزب اليساري استفتاء في هذا الصدد الشهر المقبل, بحيث يكون إعلان النتائج يوم 14 ديسمبر المقبل, ثم يتم إعادة تنصيب ميركل مستشارة- لولاية ثالثة- بعد ذلك بثلاثة أيام. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية, أن توزيع الحقائب الوزارية سيتم كالتالي: تذهب خمس حقائب وزارية إلي الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل فضلا عن منصب المستشارة. وستخصص3 حقائب أخري للحزب المسيحي الاجتماعي المحافظ والحليف الأصغر لميركل. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري فسيحصل علي6 حقائب. وقبيل إعلان الاتفاق, حذرت لجنة من الخبراء الاقتصاديين الحكوميين, من تراجع الحكومة الجديدة عن الاصلاحات التي بدأت قبل عقد, فضلا عن إضرار بنود الاتفاق بالأجيال المقبلة في البلاد وخاصة في ضوء تزايد أعداد المسنين.